الثلاثاء ١٥ فبراير ٢٠٢٢
يعدّد المعنيون الأسباب التي أدّت إلى أفول الصحافة الورقية من دون التنبه إلى المتهم الأول «كوفيد - 19»، وما لحقه من متحولات ومتحورات أعطيت كلها أسماء يونانية. بعد ظهور «كوفيد»، أو «كورونا»، أو «أوميكرون»، أو «دلتا» بفترة قصيرة، قيل إن الورق ناقل خطير للوباء. ولذلك مُنعت الصحف والمجلات من الطائرات وصالونات المطارات وصالات الانتظار ومراكز توزيع المطبوعات الإعلانية والمقاهي وسائر الأمكنة التي تقدم للقارئ الصحف بدون مقابل، مثل عيادات الأطباء وصالونات الحلاقة ومحطات النقل. وأدّى هذا المنع إلى خفض شديد في المبيعات، الذي أدّى بدوره إلى إغلاق عدد كبير من أكشاك الصحف التي اعتادها زبائنها منذ عشرات السنين. وبالتالي تأثرت عادة القراءة الورقية لكي يعتاد المسافر، أو رواد المقاهي، المزيد من الركون إلى وسائل القراءة الجديدة. اعتدت منذ سنوات عدّة تقليداً ممتعاً يمكن تسميته قراءة المطارات. وتبدأ منذ دخول المطار بالذهاب إلى المكتبة بحثاً عن الجديد، ثم قراءة الصحف في صالة الانتظار، وما تبقى نقضي به وقت الرحلة. وكنت تكتشف…
الإثنين ١٤ فبراير ٢٠٢٢
زخم جديد لعلاقات متنامية تضيفُه زيارة الرئيس رجب طيّب أردوغان للإمارات اليوم، عنوانُه الاقتصاد والتنمية والعمل الإيجابي المشترك، خاصة مع توقّعات بإبرام أكثر من 10 اتفاقيّات جديدة في مختلف القطاعات، تضاف إلى اتفاقيّات عدّة كان قد تمّ توقيعها بين الجانبين خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لأنقرة مؤخراً. وكمراقبين، نرى أنّ هذا الزّخم من شأنه أن يكون له انعكاس إيجابي لن يقتصر على الإمارات وتركيا فحسب، بل سيمتدّ ليشمل المنطقة بأسرها، انطلاقاً من الثّقل السياسي والاقتصادي للبلدين. فلقد سئمت شعوب المنطقة التوترات، فيما باتت دولُها تتطلّع إلى بناء الجسور وتعظيم التعاون عبر علاقات أقلّ خصومة وأكثر فاعلية؛ الأمر الذي يمثل أولوية مشتركة للدبلوماسية الإماراتية والتركية. اليوم، الإمارات وتركيا تعملان على الاستفادة من خططهما الاقتصادية للتعافي المستدام ودفع النمو، مع زيادة التنويع الاقتصادي وتطوير بيئات اقتصادية قوية ومرنة، والاستفادة من سياساتهما التجارية المنفتحة وموقعيهما الاستراتيجيين المتميزين، لا سيّما بعد الجائحة. ولا شك في أنّ علاقات بين البلدين…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ١٣ فبراير ٢٠٢٢
في الفراغ الكبير الذي أحاط بالبشر حيثما كانوا ولفترة طويلة نسبياً منذ حلت بهم جائحة كورونا وربما قبلها أيضاً، اخترع الناس مخارج لكسر ذلك الفراغ، ما كانت لتكون لولا ذلك الفراغ. لقد أعلنوا عن أفكار غريبة، ونادوا بمبادرات وخرجوا بتصرفات أقرب للامعقول تابعناها على وسائل التواصل وحتى في الحياة العامة، وصار الجميع ينتقد ويستغرب، ثم انضم الجميع للركب، ولم يعد أحد بمنأى أو في معزل عما يحدث، إلا من رحم الله. انشغل الناس بقضايا ليست بذات قيمة، فانكبوا عليها قراءة ونقاشاً وجدلاً، ليقنعوا بها أنفسهم أولاً، ثم ليقنعوا بها الآخرين، لذلك أخذوا دون كلل يمضغونها ويعجنونها، وبرغم غرابتها فإن حالة الفراغ جعلت من التفاهة واللامعقول أمرين مقبولين، بل ويتم احتضانهما والدفاع عنهما، إنْ في الفن أو في الأدب والفلسفة والأزياء وغيرها. وفي الوقت الذي لا يمتلك فيه البعض وقت فراغ يمارسون فيه ترف التصرفات اللامعقولة، يوجد ملايين البشر ممن لديهم فائض في الوقت لا يعرفون كيف يصرفونه أو يتصرفون فيه،…
الأحد ١٣ فبراير ٢٠٢٢
القاعدة تقول إذا أردت النجاح والتفوق عليك الاعتبار بما تصنعه الآن وفي اللحظة الراهنة بما فيها من التحديات والصعوبات، وعليك أن تعرف قوتك في تطويع الصعوبات مهما كانت وتجعلها يسيرة لتمضي ناحية المستقبل. بهكذا رؤية صنع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رؤية الإمارات مستلهماً من مؤسسها الفذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- التصميم والعزم والإرادة، التي ليست في هذه البلاد مجرد مصطلحات في القواميس اللغوية، بل هي أساسيات تكاملت في ظرفية الزمان والمكان، فثابرت هذه البلاد بمخزونها البشري، وانطلقت بكثير من الشغف لتحقيق هذا النجاح الفريد وتتحول دولة الإمارات العربية المتحدة لقوة إقليمية لها اعتبارها في شرق أوسط صعب المراس. الاهتمامات الدولية حول الشخصية الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ما زالت حديث الصحافة الدولية ومراكز الدراسات حول العالم، فهذه شخصية تصنع توازنات السياسة في أكثر المناطق حساسية…
الأحد ١٣ فبراير ٢٠٢٢
الاعتقاد بأن البترول والغاز أصبحا خارج المعادلة السياسية الدولية يصطدم اليوم بواقع مخاطر الحرب في أوكرانيا، والتصعيد السياسي والعسكري والاقتصادي بين الغرب وروسيا. موسكو اختارت للأزمة فصل الشتاء لتفعيل سلاح الغاز، للضغط على الأوروبيين بعدم التدخل، ملوحة بوقف صادراتها التي لا يمكن للقارة أن تعيش اليوم بدون الغاز الروسي، ما لم يتم تعويضه من مصادر أخرى. يهمنا أمران في الأزمة الأوكرانية؛ استمرار منظور التنافس الدولي في الجغرافيا السياسية، وسلاح الطاقة. في الولايات المتحدة هناك من يرى أن حساباتها تبدلت مع اكتفاء حاجتها من الطاقة، لم تعد ترى مسوغات الصراع الجيوسياسي القديمة، وكذلك مع انخفاض مستوى توترات بعد الحرب الباردة، وتحول المواجهة نحو المحيط الهادئ، مع الصين. أزمة أوكرانيا تعيد التأكيد على أهمية أوروبا جغرافياً في الصراع الدولي، وأن موارد الطاقة لا تزال سلاحاً أساسياً. بدون تأمين بدائل للغاز الروسي، ستصمت أوروبا في حال غزت موسكو أوكرانيا، وسيكون بداية لاختبار إعادة رسم حدود مناطق نفوذ روسيا الجديدة. لعقود، كان الغاز للأوروبيين…
السبت ١٢ فبراير ٢٠٢٢
لا تتحرك الجيوش للتنزه، ولا تدخل بلاداً ليست بلادها لاستكشاف مزاياها وأماكنها السياحية، ولا تشغل بالها مظالم الشعوب الأخرى ومآسيها. هي تصنع المآسي، وتنشر الموت، وتمزق أواصر التراحم بين البشر، هي تشعل حروباً، والحروب ما جلبت في يوم من الأيام غير الموت والدمار، عندما تستخدم لتحقيق أحلام شخص اعتقد بأنه يملك الكون وما فيه، فقط لأنه استطاع أن يعد جيشاً قوياً بعدده وعتاده، وركبه الغرور، ومنح نفسه حق العيش في النعيم، بينما غيره يسلبون، ويخضعون لأوامره، فيرسل جحافله إلى الضعفاء، ويضم الجميع من حوله إلى ملكه. وخذوا الاتحاد السوفييتي مثالاً، ذلك القطب الثنائي للعالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى عقد الثمانينيات من القرن الماضي، كان دولة عظمى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يحكم نصف العالم تقريباً، أرض روسيا الشاسعة، وشرق أوروبا، وأغلب بلاد وسط آسيا، مع أتباع في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا، وكان نداً قوياً للغرب بقيادة الولايات المتحدة، صنع أسلحة دمار كما يصنعون، ووصل إلى الفضاء…
السبت ١٢ فبراير ٢٠٢٢
ميلاد مكتبة وطنية بحجم ما للإمارات من صيت في البناء، وصوت في العالم، يعد حدثاً كونياً يساوي ما يحدث في البلد من منجزات تخلب اللب، وتذهل الوجدان. المكتبة، هي بيت الكتاب، وهي حضنه، وحصنه، وأمنه، وقرة عين كل من يعيش حالة القراءة، كما يعيش الطير في سف عش الأبدية. مكتبة في العاصمة تعني ترتيب وجدان الكلمة، تعني تضفير جدائل الحلم، تعني سبك القلائد على نحر وصدر. هكذا علمتنا بلادنا على السير قدماً نحو الإزهار، والإثمار، وجعل الحياة كتاباً مرموقاً، يتلو آيات حروفه، عشاق الكلمة، ونساك الجمال. هكذا علمتنا بلادنا على توظيف الطاقات، واستثمار القدرات، في إضاءة الدرب وتعبيد الطريق، بأسود الحبر، وأبيض الفكر، منتمين إلى تاريخ أمة علمت العالم النون والقلم، وأبهجت الدنيا بمصابيح الفكر، والمفكرين، ولم يكن ابن رشد إلا سليل كتاب علمه كيف يقول للعالم تعالوا إلى كلمة سواء، فالدين الحقيقي هو الدين الذي يضيء سماوات الذهن بنور الوعي، هو دين الفضائل، لا دين القبائل. عاصمتنا علمتنا كيف…
السبت ١٢ فبراير ٢٠٢٢
ما الذي يتغيّر في السعودية؟ أمضيت شهرين في جدة، وعشت حياتها اليومية مع الأصدقاء والزملاء، وتعرفت إلى أناس لا أعرفهم، وذهبت إلى بعض المتاجر والمكتبات وقمت بزيارة الدكتور غازي الحبيب مرّات عدة في المستشفى، ووصلت إلى/ وغادرت من أحدث مطار في العالم، وذهبت إلى أبحر حيث سمعت من بعيد صوت موسيقى وغناء من أحد المطاعم، ومررت بالضواحي الجديدة، ولمحت عن بُعد، وعن قرب، الأبراج التي تعلن أن البلاد صارت رأسية أيضاً وإلى درجة مثيرة، وطبعاً دخلت عدداً من المطاعم، منها ما تملكه وتديره سيدات من عائلة واحدة، ومنها ما تستقبلك فيه سيدة بعباءة وابتسامة. لم يعد أمراً مثيراً للاستغراب أن تقول إنك قادم من بيروت إلى جدة من أجل الفحوص الطبية الإلزامية. عادي، كما يقولون هنا. وخلال ما عاينت في بلاد الله لم أرَ طبيباً أو «ديكتاتوراً» في دقة الدكتور غازي. والأطباء عادة أنت «تراجعهم»، إلا هو، فيطاردك ويتأكد في الصباح والمساء أنك نفذت الأوامر وحفظت الواجبات. في نهاية أي…
الخميس ١٠ فبراير ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً}، يركض للتضرع إلى الله عند أي خطر يحدق به، يلهج لسانه بالدعاء أمام أي طامة توشك أن تصيبه، وسرعان ما يبدأ بالتذمر حينما لا يجد استجابة، أو لدى شعوره بعجز يحيط ظروف عيشه وعيش من حوله، وتتنوع حينئذ ردود الأفعال، بين مؤمن يتقبل "الابتلاء"، ومشكك يهمس "أين الله"؟ في خلطة غريبة عجيبة نافعة على ما يبدو في رمي المشاكل نحو العلي القدير، وتحميله جزء من المسؤولية أو كلها، فيصبح جل وعلا مسؤولاً عن كل ما يصيبنا، ويرتاح ضمير المصاب خاضعاً لمشيئة الله، ويرتاح ضمير من ساهم في إصابته في الآن ذاته، وبالتالي لا حساب ولا عقاب، وإن كان لا بد، فالحساب مرجىء إلى الآخرة، ثواباً أو عذاباً. وإن كان الله تعالى غني عن العالمين، ليس بحاجة لشهادة براءة من أحد، إلا أن العالمين بحاجة لتحمل وزر أعمالهم وعثراتهم، كي لا يقعوا فيها المرة تلو المرة، وآن الأوان لنقتنع بأن زمان المعجزات انتهى،…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الثلاثاء ٠٨ فبراير ٢٠٢٢
ظهرت مدارس عديدة ومتنوعة تتبنى أطراً ومعارف تتعلق بالحوار وفنونه وكيفية إدارته بل كيف يتم تداول الحديث خلاله. فهناك من يركز على أهمية تحديد النقطة التي سيدور حولها الحوار وبالتالي الإلمام بجوانبه كافة فضلاً عن الحماس له ولكن من دون أن يقودك الحماس لإقناع المتلقي للغضب أو الخروج عن الطور الطبيعي، بل يجب محاولة تفنيد الفكرة بالحجج والبراهين وتوضيح سلبياتها، وهذا لا يأتي إلا بفهم صحيح وموضوعي. وهناك من يركز على أهمية أن يكون الطرف الآخر في الحوار عقلانياً ويتميز بالمنطقية والهدوء وعدم الصراخ أو العصبية، وهو ما يعني أن تكون ثقافة هذا الطرف متميزة وهمه الحقيقة أو التفاهم لا الانتصار وعلو الصوت في النقاش. وهذا لا يعني الغنى عن عدم التحضير والتجهيز حول النقطة أو الموضوع مثار الحوار، بل من الأهمية ترتيب الأفكار وتنظيم الأولويات في جلسة النقاش. وفي هذا السياق أتذكر ما قاله المؤلف أندريه موروا: أصعب ما في النقاش ليس الدفاع عن وجهة نظرك، بل معرفتها. وقد…
الثلاثاء ٠٨ فبراير ٢٠٢٢
بعد عامين من تجربة العمل والتعليم من البيوت، جراء جائحة كورونا، ومع استسلام البعض لاحتمالية أن الأمر سيطول، وبالتالي علينا التعايش معه كمرض مستوطن، خاصة مع متحورات تطل كلما لاح أمل بقرب اندحار كوفيد-19، أقول بعد عامين، لا يزال الجدل يحتدم بين العاملين والشركات والمؤسسات التي يعملون بها حول إضافة أو استقطاع بعض المزايا والامتيازات. وإذا كان البعض يركز حول تأثير العمل على الحياة الأسرية واستقرارها، خاصة إذا كان الزوجان يعملان، هناك آخرون ينظرون إليه من جوانبه المادية، وما يترتب على الموظف العامل من المنزل، خاصة في المجتمعات الغربية. في تقرير نشرته صحيفة «التليجراف» البريطانية قبل عام تقريباً عن الشركات التي اعتقدت أنها تستطيع في ظل الجائحة توفير بعض النفقات بجعل موظفيها يعملون من المنزل. ورد في التقرير أن تلك الشركات تلقت ضربة في أعقاب حكم المحاكم السويسرية بأن يدفع أصحاب العمل جزءاً من إيجار منزل الموظف، وأصدرت المحكمة أمراً للشركة التي لم يعلن عنها لدفع 150 فرنكاً سويسرياً لكل…
الثلاثاء ٠٨ فبراير ٢٠٢٢
نعاصر في هذه الأيام واحدة من كبرى التظاهرات الثقافية، التي أسهمت على مر العقود في إبراز المكانة المرموقة لجمهورية مصر العربية، بصفتها نقطة فاعلةً في الثقافة العربية ومنبراً وقبلة للمثقفين والأدباء والمفكرين العرب، وإحدى أهم الأدوات التي ربطت ثقافتنا وتاريخنا العريق مع الثقافات الأخرى، ومدت إليها جسور التواصل والتعاون في مجالات الثقافة والأدب والفكر والفنون. أتحدث هنا عن «معرض القاهرة الدولي للكتاب» في نسخته الثالثة والخمسين، التي تؤسس على نحو جديد للجهود الحثيثة المبذولة لتعزيز مكانة اللغة والثقافة العربية بين ثقافات العالم، وتضع السبل لتوحيد آليات ربطها بثقافات العالم المختلفة. ولقد حرصنا في «مركز أبوظبي للغة العربية» على المشاركة في هذا الحدث الثقافي الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة العربية، لما للقاهرة، في قلوب المثقفين العرب وعقولهم من مكانة وقيمة متميزة، فقد جمعتهم تحت سقف واحد، ومهدت أمامهم طريق الربط بين ثقافتهم والثقافات الأخرى، من خلال ما تقدمه من فعاليات وملتقيات ثقافية ملهمة، وأعمال مهمة شكّلت نقاطاً مضيئة في السجل…