الإثنين ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١
يبدو أن أسلافنا تمتعوا بقدرات غير عادية قد تعتبر قدرات خارقة بمقاييسنا هذه الأيام، عبر الأزمنة المختلفة طوّر الإنسان قدراته وإمكاناته، بحيث كان لديه القدرة على الاستبصار عن بُعد، أو ما يُعرف بالاستجلاء البصري. وفي العصر الحديث أجرت الولايات المتحدة تجارب في إطار مشروع المستبصرين عن البُعد أو Remote Viewers وبخلاف الروايات عن قدرات الإنسان قديماً، فالعلم يخبرنا بأن لدى العقل البشري إمكانات هائلة لإنجاز أشياء كبيرة وعظيمة، غالباً لايدرك الإنسان وربما لا يتصور أن بإمكانه تحقيق تلك الإنجازات. في عام 1960 تشكّلت حركة باسم حركة الإمكانات البشرية أو Human Potential Movement استقت تلك الحركة مبادئها من علم النفس الإنساني لإبراهام ماسلو. اهتم القائمون على تلك الحركة من أمثال «وليام جيمس» و«كارل روجرز» و«جين هيوستن» بتعزيز فكرة حق الفرد في تحقيق الذات، واعتبرت الحركة بمثابة منهجية للعلاج النفسي، واستكشاف المشاعر والعلاقات، وتم تطوير هذه التقنات بشكل أكبر من خلال مراكز التدريب والكتب، حيث أسهم النشر في التعريف بالحركة، خصوصاً كتب…
الإثنين ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١
انتصار الإمارات للغة العربية هو انتصار للهوية والفكر والمعرفة بكل ما تحمله هذه الأعمدة الأساسية من تأثير بالغ في مستقبل الحضارة العربية ومكانتها بين الأمم، وإدراك الإمارات لهذا التأثير هو محرك نهوضها بمبادرات كبرى، حجماً ونوعاً، لصون اللغة العربية، وإثراء مواكبتها للتطورات العالمية، فالدولة تعطي هذا الملف أهمية على أعلى مستوى، وبدعم مباشر من قيادتها. أن يوقع محمد بن راشد شخصياً على «إعلان الإمارات للغة العربية» مع وزراء الثقافة العرب، الذين جمعتهم دبي في قمة استثنائية، لوضع خطة شاملة لتحديث المنظومة الثقافية العربية، هو أكبر وأوضح دلالة على الدور الاستراتيجي، الذي تعطيه الإمارات لهذا الجانب في رؤيتها وأجندتها، لبناء دول قائمة على المعرفة، كما أن هذا التوقيع -كما يؤكد سموه- هو إعلان لالتزام الإمارات تجاه اللغة العربية لغة لهويتنا وثقافتنا وعلومنا، نلتزم بها لغة للحياة. وبقراءة سريعة لبنود إعلان الإمارات نرى مدى شمولية ما خرج به في تمكين اللغة العربية كونها رافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا، خصوصاً أنه يؤسس لتوجهات…
الإثنين ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١
«إعلان الإمارات للغة العربية»، الذي تم إطلاقه أمس من قلب «إكسبو دبي»، يحمل تأكيداً جديداً على أن الإمارات كانت جادّة حينما قالت إنها عازمة على استئناف رحلة الحضارة العربية من جديد. عشرة بنود أساسية تضمنها الإعلان، تعكس، بما لا يدع مجالاً للشك، نظرة إماراتية عميقة لواقع ومستقبل لغتنا الأم، وإيماناً راسخاً بدورها في الحفاظ على مكوناتنا الحضارية وتنميتها وفاعليتها من جهة، وقدرتها على استيعاب تجليات الحداثة في العالم من جهة أخرى. الإمارات، وعبر هذا الإعلان، أرادت أن تعيد البريق للعنصر الأبلغ في ضمير الأمة الجمعي، والذي يتمثل في اللغة التي تفاعلت مع أمجادنا، ومن خلالها علّمنا أجيالنا، وبمفرداتها وبمعانيها طرّزنا أحلامنا. ومن وجهة نظرنا، فإن هذا الإعلان جزء من التزام بلادنا نحو هويتها الثقافية، ومساهمة إماراتية فعالة لاستكمال جهود المحافظة على اللغة العربية، باعتبارها وطناً جامعاً وصلة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا. كما أننا ننظر إلى هذا الإعلان على أنه بصمة إماراتية جديدة في الشخصية العربية،…
الإثنين ٢٠ ديسمبر ٢٠٢١
القصة ليست أوكرانيا وحدها. إنها أبعد وأخطر. على روسيا تصفية حساباتها في الوقت المناسب. والوقت المناسب يعني وجود قائد استثنائي يصلح للقيادة الخطرة عند المنعطفات. لا يتعلق الأمر بأوكرانيا وحدها. يتعلق أيضاً بحلم أوروبي قديم بترويض روسيا وتحجيمها. بحلم غربي بإرغام روسيا الكامنة تحت الثلج على فتح دفاترها واعتناق وصفات الغرب التي تزعم الانتصار. مبارزة حضارية وثقافية تختلط فيها الأسلحة بالمخاوف والمصالح وشراهة الأدوار. أوكرانيا دولة مصابة بلعنة الجغرافيا. بين أهلها من يحلم بالالتحاق بالحديقة الأوروبية وترك السهوب الروسية لأهلها. وبينهم من يسلّم بالمصير المشترك للبلدين وكأنهما «شعب واحد في دولتين». الجغرافيا ظلم دائم. أوكرانيا تعرف هذه القصة تماماً كبلدان كثيرة في غابة العالم. القصة ليست أوكرانيا وحدها. إنها فرصة لهز صورة أميركا بايدن بعد اهتزازها لدى مغادرة أفغانستان. فرصة لوضع أميركا المنشغلة بـ«الخطر الصيني» أمام امتحان لا يمكن كسبه. لن تغامر واشنطن بإشعال حرب عالمية من أجل أوكرانيا. كل التهديدات الغربية تتحدث عن «عواقب وخيمة» في حال اجتاحت القوات…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الأحد ١٩ ديسمبر ٢٠٢١
لماذا نسعى نحو المعرفة؟ لأنها القوة التي تميزنا، والعلم الذي بواسطته نرتقي ونحلق نحو الفضاء، لذلك يجب أن نشجع السؤال والتقصي، وننمي ثقافة الاستفهام من أجل التعلم، ولا يمكن أن يتم احتقار أي تساؤل أو التقليل منه أو من صاحبه. أتذكر في هذا السياق قصة تقول: إن أحد الأشخاص سأل سقراط عن سبب ملوحة مياه البحر، فأجابه قائلاً: إذا علمتني المنفعة من ذلك أخبرتك السبب؟! أتعجب لم يكتف سقراط بإجابته وحسب دون الرد عليه بهذه الطريقة؟ فهذا النوع من الأسئلة ليس تافهاً، ولا يمكن اعتباره مضيعة للوقت، بل في الحقيقة ما يحير العلماء ويشغل هواجسهم هي تلك الأسئلة البديهية، التي رغم تلقائيتها وبساطتها تحتاج للبحث والتقصي والتعمق في العلم. لم يكن سقراط يعلم الإجابة أصلاً والسبب بسيط وهو أن سبب ملوحة ماء البحر لم يكن قابلاً للاكتشاف في عهده أي قبل أكثر من ألفي عام، بل كان يحتاج لملاحظة شديدة من قبل علماء الجيولوجيا، بالإضافة لأبحاث كيميائية واكتشاف عناصر جديدة…
الأحد ١٩ ديسمبر ٢٠٢١
باستمرار كنت أتساءل بيني وبين نفسي، ما كل هذا الألق الذي يشع مع هذه المطبوعة؟ ألا يخفت؟ هل سيأتي يوم وينضب؟، ما هذا البهاء غير المحدود الذي ألمسه مع كل صفحة وكل صورة وكل معلومة في كل شهر يمر على عملي في مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، لقد اسعدني الله بهذه الرفقة لما يقارب تسعة أعوام، فكانت تتويجاً لمسيرتي المهنية الماضية التي اختتمها شهر ديسمبر هذا بأول معرض لمصوري ناشيونال جيوغرافيك العربية -والذي يقام حالياً بمنارة السعديات- ليكون الماسة التي تتوسط هذا التاج. سألتني معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب أثناء تنقلها بين أعمال المصورين العرب الذين قدموا من الدول العربية للمشاركة بأعمالهم، لماذا هذا المعرض الآن بعد أحد عشر عاماً من خروج المجلة بنسختها العربية منذ أكتوبر 2010؟، فأجبتها لأن تجربة الفوتوغرافيا العربية كانت تحتاج كل هذا الوقت لنتأكد من أننا لا نقدم للقارئ العربي صوراً فحسب، بل مشاريع ثقافية متكاملة تحمل إرثنا وتراثنا، وخصوصيتنا التي تستحق أن…
هالة بدريمدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي
السبت ١٨ ديسمبر ٢٠٢١
التواصل حاجة طبيعية لدى الإنسان وركن جوهري من أركان الحياة البشرية، به تفاعلت الحضارات الإنسانية وتطورت عبر العصور؛ فالأخيرة عبارة عن نسيج ثقافي مترابط ومتكامل. وإذ تشكّل اللغة وسيلة جوهرية في هذا التفاعل والاحتكاك بين الحضارات وإثرائها، فإنَّ اللغة العربية تُعَدُّ من اللغات التي كان لها إسهامات عظيمة في هذا الإطار. يعود أكبر الفضل في ذلك إلى الدور الذي لعبته الحضارة الإسلامية في انتشارها على نطاق واسع، وما تميّزت به من التمازج والحوار مع الحضارات الأخرى. لغتنا العربية الجميلة تستحق الاحتفاء بها بوصفها واحدةً من أكثر اللغات الحية انتشاراً على النطاق العالمي، وهو ما يؤكده تخصيص يوم عالمي للاحتفال بها في 18 ديسمبر من كل عام، وقد «كانت اللغة العربية على مر القرون الركيزة المشتركة وحلقة الوصل التي تجسّد ثراء الوجود الإنساني وتتيح الانتفاع بالعديد من الموارد» وفقاً لما ذكرته المدير العام ليونسكو أودري أزولاي؛ وهو «اللغة العربية والتواصل الحضاري». وإن الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية واللغات الأخرى ما هي…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٨ ديسمبر ٢٠٢١
كان هذا عنوان كتابي الذي صدر قبل نصف قرن تقريباً. كان مناجاة للمستقبل وتمنيات لجيل كامل أن يستفاد من المرحلة النفطية من خلال الاستثمار في البشر. بعد خمسة عقود تحقق كثير من الحلم، ليس كاملاً ولكن في طريقه إلى الاكتمال. نتائج القمة الثانية والأربعين التي عقدت في الرياض الثلاثاء الماضي شاهد حي على أن الطريق أصبح ممهداً، ولكنه أيضاً ليس من دون عقبات. أبدأ بمصابيح الإضاءة على الطريق والتي أضيئت مؤخراً، وهي عدد من الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع عدد من دول الخليج في جولته الأخيرة، جلها استثمار في مشروعات تنموية، وأيضاً جلها بين نشطاء القطاع الخاص أو المشترك في تلك الدول، هذا يعني إشراك الناس وتوسيع السوق في آنٍ واحد. في ميزانيات دول مجلس التعاون بشكل عام المكون غير النفطي فيها لافت، وخاصة من نسبة المكون النفطي قبل سنوات، مما يعني أن هناك نشاطات اقتصادية داعمة خارج النفط، وهي نشاطات حديثة من…
الخميس ١٦ ديسمبر ٢٠٢١
لا نعرف مدى حقيقة ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء من معلومات حول صفقة طائرات «إف 35» الأمريكية لدولة الإمارات، فهي قد تكون صحيحة، وقد لا تكون، ولكننا لا نستطيع أن نؤكدها أو نكتب عنها وكأنها أصبحت حقيقة، فالخبر لا يذكر اسماً ولا صفة للمسؤول الوهمي الذي استندت إليه في معلوماتها، ذلك من جانب التشكيك في الخبر، ولكن من جانب آخر نعرف أن جهات مسؤولة لدينا تحب وسائل الإعلام الأجنبية، وتسرب لها كثيراً من الأخبار بعيداً عن إعلامنا ووسائله الموثوقة، وهذا يجعلنا نعتقد بأنه قد يكون صحيحاً. وحتى لا نذهب بعيداً نعود إلى الخبر الذي نعلم علم اليقين بأنه سيحدث ردات فعل، وستنتج عنه تداعيات سنرى نتائجها قريباً، فالوكالة العالمية ذات المصداقية العالية تقول إن دولة الإمارات طلبت تجميد صفقة طائرات «إف 35» الأمريكية، وبوضوح أكثر سحبت الدولة طلبها لشراء ذلك النوع من الطائرات. وهذا يجعلنا نعود إلى الخلف قليلاً، وبالتحديد إلى يوم 28 نوفمبر الماضي، وهو اليوم الثاني للتوقيع الرسمي…
الخميس ١٦ ديسمبر ٢٠٢١
حتى في ذروة الخلاف الخليجي الخليجي الأخير لم تنسحب أي من الدول الست الأعضاء من مجلسها الإقليمي، الذي أسسته عام 1981. استمر السفراء الممثلون لدولهم، والعاملون في المقر، يمارسون مهامهم رغم القطيعة الكاملة. وهذا يعكس كيف حافظت الدول الأعضاء على «شعرة معاوية» أو «مجلس التعاون لدول الخليج العربية»، على أنه يمثل خط الدفاع الأخير عن مصالحها العليا. بيان قمة الرياض، أول من أمس، خصص مساحة كبيرة للحديث عن التهديد الخارجي، وإن لم يسمِّ جهة بشكل مباشر. تحدث عن مواجهة التهديدات وتوحيد الصوت السياسي، «وذلك من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات السياسية على المستويين الإقليمي والدولي»، وذكّر البيان بـ«المادة الثانية من اتفاقية الدفاع المشترك بأن الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتبر أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها كلها، وأي خطر يتهدد إحداها إنما يتهددها جميعها». كما أكد بيان القادة المجتمعين في الرياض «أهمية تضافر الجهود لتنسيق وتكامل السياسات الخارجية للدول الأعضاء». كانت تصفية الأجواء…
الأربعاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢١
هناك جمل و«كليشهات» صحفية مسبقة الصنع، نتداولها ونسمعها ونقرأها بشكل يومي وفي مختلف المناسبات، قوالب وصبّات إسمنتية لا تتغير، ويمكن أن تصلح لكل مناسبة ومع كل الناس، مع بعض التغييرات الطفيفة، هناك بعض العبارات المكررة، والتي تثير الضحك فينا أو الشفقة أحياناً، وهي الجمل ذاتها التي تشعر أنها ليست من صنع أو قول الآخر أو من بنات أفكاره، إنما هي من «فبركات» الصحفيين أصحاب القوالب الجاهزة أو سد الفراغ بين السطور أو لزوم ما لا يلزم أو مثل تلك المناسبة «بَدّها هيك حكي» على رأي أخواننا الشوام. من بين هذه الجمل أو العبارات والتي استطعت أن أتذكرها على عجالة وقت العمود، وستدركون بأنفسكم كم مرة سمعتموها! وكم مرة ضقتم منها أو نفرتم منها أو ضحكتم منها: - الفنان الكبير.. سؤال.. لو لم تكن فناناً، فماذا كنت تحب أن تكون في الحياة؟ فيجيب الفنان الكبير أو يجيب الصحفي عنه بشكل أدق، بصراحة.. لو لم أكن فناناً.. لأردت أن أكون فناناً، لأن…
الأربعاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢١
أكتب هذا المقال ولم تلتئم قمة مجلس التعاون الخليجية في الرياض بعد، لكن هناك أمراً ما لافتاً في هذه القمة، وهو سقف التوقعات المرتفع بين أبناء المجلس الذي قدره، ومنذ التأسيس، مواجهة تحديات حقيقية، وبعضها وجودي. هناك، مثلاً، احتلال العراق للكويت سابقاً، والآن تحدي الملف النووي الإيراني، وعدوان طهران، والانسحاب الأميركي. كما سبق للمجلس أن مر بتحديات اقتصادية، وتحدي الخلافات التي كادت تعصف بالمجلس، حتى جاءت قمة العُلا لتعيد المجلس للمسار الصحيح. وعليه فإن سقف التوقعات، بل الآمال، المرتفع لدى أبناء المجلس أفسره في حالة تبدو غريبة، لكنها مميزة، وهي أن دول المجلس باتت تتنافس اليوم بالإصلاح والتطوير، ونهضة تلك الدول كما وصفها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قال في البحرين عبارة هي بمثابة عبارة العام بجدارة، حيث قال إن «دول الجوار مهمة لنهضتنا»، بمعنى التكامل، وأن قوتك من قوة جارك، وتطورك من تطوره، وهي عبارة تعكس عمق الرؤية…