الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠٢٢
حينما أكون في مكان شعبي، يصرخ الرجل على المرأة منادياً إياها «يا ولية»، وبعد «الولية» تصاغ عبارات عدة، فإذا كنت كاتب سيناريو، وأردت أن تكتب مشهداً يحدث في حارة شعبية، فعليك أن تختار للرجال ألفاظاً تتانسب مع المجتمع الذي يعيشون به! «الولية» هي الكلمة الدارجة في الأماكن الشعبية، وبالتأكيد يمكنك أن تشعر بأن هذه الكلمة، تعني تصغير المرأة، فبينما كنت أبحث عن معنى لهذه الكلمة، ومتى ظهرت في المجتمع العربي، قرأت مصادفة عن مقتل مراهقة صغيرة في إحدى بقاع العالم العربي، حيث لم تتجاوز القتيلة الـ14 من عمرها، جاء ذلك على يد والدها الشهير في برامج وسائل التواصل الاجتماعي. تجرأ الأب لقتلها، ما أن رآها تقف عند الباب مع شاب، سبق لهُ أن خطبها لكن الأب رفضه، وهو حق مكتسب أن يرفض الأب، وهو آثم حينما يقتل زهرته الصغيرة، لأنها أعطته ذلك الإحساس بأنها لا تهتم لرأيه، بل وتعارضه لرفضه عريساً لها. علينا أن نشعر بالأسى لكل نساء العالم اللواتي…
الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
العقار.. إنه أحد أكثر القطاعات المرغوبة والمحببة لشريحة واسعة من المستثمرين سواء المواطنين أو الأجانب، وهو قطاع يعكس جوانب التطور الاقتصادي والتنموي والاجتماعي في الإمارات. الأجانب استثمروا في هذا القطاع منذ عقدين من الزمن في مناطق التملك الحر على مستوى دولة الإمارات بأكملها، وسُنّت لهم القوانين والإجراءات التي تضمن حقوقهم وواجباتهم، وتطورت مع الزمن هذه القوانين لتصبح سائدة، وبات الجميع ملمين بها، سواء المطورين أو المشترين للعقارات. في مقابل ذلك مازال المستثمرون المواطنون في العقار خارج مناطق التملك الحر، يبنون ويطورون على أساس القوانين السائدة منذ عقود، حيث لم تطرأ على التشريعات التي تنظم عملهم أي تحديثات كتلك التي شهدتها عقارات التملك الحر. فمثلاً، إلى الآن لا يسمح لهم - على غرار «التملك الحر» - بتوزيع مبانيهم أو تقسيمها إلى وحدات منفصلة ليتصرفوا بها، سواء ببيعها للمواطنين أو الخليجيين الذين يحق لهم تملكها، أو رهنها بشكل منفصل، حيث يقتصر البيع أو الرهن على المبنى كاملاً وليس مجزّءاً، وهو ما يحرمهم…
الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
النسيان قد يكون نعمة أو نقمة، فأنت تلتقي بشخص في اجتماع أو في مركز تجاري لأول مرة وقد تنسى اسمه بعد فترة، وقد تتذكر وجهه أو تتذكر اسمه وشكله ولكن لا تتذكر أين التقيت به. هذه مشكلة أو تجربة كونية تحدث لأي إنسان في أي مكان في العالم. حتى أولئك الذين يتفاخرون بذاكرة فوتوغرافية أو حديدية يتعرضون لنوبات نسيان بين فترة وأخرى. ومعظمنا يلوم تقدم السن رغم أن آباءنا وأمهاتنا يذكرون لنا قصصاً بتفاصيل دقيقة لا تشير إلى تدهور ذاكرتهم بسبب التقدم في السن. هل الروتين اليومي الذي لا يتغير أبداً جيد للذاكرة أم حياة المغامرات والتجديد هي الأفضل لعلاج النسيان أو لتقوية الذاكرة؟ يقول علماء الذاكرة إن حياة التجديد أفضل لأنها تمرن الذاكرة على استقراء وتفحص التفاصيل. حياة التجديد مليئة بالصخب والاهتزازات والصعود والهبوط، وبالتالي فإن نسيان التفاصيل هنا أفضل طريقة لتأقلم الذاكرة. تظن الناس، مثلاً، أن لو لديها ذاكرة فوتوغرافية فإنها ستتذكر كل الوجوه التي تمر عليها، لكن…
الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
تجارب الحياة أكبر معلم لنا، ربما يعاني الفرد منها في البداية لكن عندما ينتهي من التجربة ويدرك الدرس منها سيتعافى ويتشافى من كل ألم، بل سنجد أفرادا يشكرون هذه الظروف التي مرت بهم فلقد غيرتهم للأفضل والأحسن. في عمق التجربة سيطرح الفرد العديد من الأسئلة باحثاً عن الأسباب ولماذا يمر بهذه الظروف، من هنا يفتح العديد من الأبواب لتأمل حاله ورؤيته للحياة، سيشاهد نفسه وكأنه أول مرة يشاهدها بعمق بعيدا عن إسقاط اللوم على أحد؛ بل سيتحمل مسؤولية نفسه في التعلم حقيقة من هذه التجربة وسيدرك معنى عميق جدا لا أحد يضر ولا أحد ينفع غير الله، وهذه قوة تجعل من الجميع يستطيعون اختيار الطريق الذي يناسبهم بقناعة ويتحملون مسؤولية أنفسهم في البحث داخل أعماقهم عن ماذا يريدون فعلاً، وستكبر الصورة للحياة بطريقة جميلة وعميقة بحيث تجعلهم لا يتأسفون على شيء. هناك فرق بأن يغير الفرد من نفسه، وبين أن يجلس في الحزن أو تأنيب الضمير، الحل نبحث عن الأسباب…
الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
تعطي قيادة دبي أهمية كبيرة لمشاركة الجميع في التحولات التنموية المقبلة، وهذه المشاركة كانت على الدوام نهجاً ثابتاً رسخته القيادة وراهنت عليه، وأثبت نجاحه بمساهمات فاعلة عبر مختلف مراحل النهضة، ولكن قيادة دبي بفكرها الخلاق، عودتنا على تحويل المجتمع بكل أفراده إلى منتدى وطني جامع لطرح القضايا والأولويات الوطنية ووضع الحلول لها، واستمراراً في تعظيم الدور الفاعل لهذا النهج فهي لا تتوقف عن ابتكار الأدوات والآليات التي تعزز من التواصل مع الناس والتعرف إلى مقترحاتهم واحتياجاتهم، وتحفيز مشاركاتهم في رسم الخطط والسياسات والارتقاء بالخدمات. إصدار محمد بن راشد مرسوم مجالس الأحياء السكنية في دبي، وما نص عليه المرسوم من تفعيل لأدوار هذه المجالس، يلفت بشكل خاص إلى الأولوية التي تعطيها دبي للمواطنين والارتقاء بجودة حياتهم ضمن أجندتها وكل ما تقره من خطط ومشاريع، وأنها تسعى إلى تحقيق ذلك من خلال الناس أنفسهم، والاستماع إلى صوتهم، وتلمس احتياجاتهم وتطلعاتهم عن قرب بتواصل مباشر وآليات تضمن الوصول إلى الجميع، فعبر استضافة الأهالي…
الإثنين ١٧ يناير ٢٠٢٢
كانت زيارتي لها ليلاً، ولكنها برزت في الضوء الملون بالزهو، كأنها الزمن الفضي يستعيد لغة الجمال، في مدينة اعتادت لبس فساتين الفتنة، واستمرأت الحلم في منازل النعيم، كنت بين الممشى والممشى الآخر، أمر منها لأعبر هناك، وكان المشهد المبهر يغدق الزوار بهجة، وفرحاً، كنت أشعر وكأني أهبط من سطح نجمة، لأضع خاطري على مهد حضارة بشرية محدثة لم أر مثلها من قبل، لأن المنظر يخطفك، والأشكال الهندسية، تسلبك لبك، والبساط الأخضر، المنمق بعشب أشبه بسجادة من حرير، ووجوه تنصع بابتسامات أخاذة، ورائحة الثمار، الغريبة، والأزهار تفترش عطرها، مرحبة بالزائرين، وكنت وكأني أفتش عن ذاتي، في مجمل الخضم الرحب من الرجال والنساء من كل حدب وصوب أتوا ليعيشوا هذه الأيام الشتوية الفسيحة، وهي تغدق الكون الإماراتي بروعة الجمال هنا في القناة، تسكن الأشياء، وتمضي في نثر فوانيسها المدهشة، على الوجوه، وكأنها الفنان الذي يلون لوحاته بأجمل الألوان. عندما تطل من خلال السور المعدني لترى البحر، يداهمك هذا الأغر، بمسحة من ملاءة…
الأحد ١٦ يناير ٢٠٢٢
يروي صانع الأمل الإماراتي أحمد الفلاسي في أحد لقاءاته التلفزيونية كيف تشرّف في بداية حياته العسكرية بمرافقة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من حفل بمعسكر سويحان، والذي أصبح «مدينة زايد العسكرية». يقول الرجل في الطريق فوجئت بالشيخ زايد، رحمه الله، يوقف سيارته في منطقة «ساس النخل»، والتي أطلق الراحل عليها هذه التسمية، بعد أن كان اسمها «أم النار»، ليترجّل ويتجه نحو عمال آسيويين يحفرون ويسوون الأرض ليغرسوا أشجار النخيل، ليشاركهم العمل، ويوجههم بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الشجرة المباركة ذات المكانة الأثيرة والرفيعة في نفسه، يضيف «عندما عرضت عليه أن يرتاح في السيارة، وأتولى عنه العمل، أمرني بأخذ (جاروف)، والمشاركة في العمل، وفي ذلك راحته». لقطة فريدة تجسد مكانة العمل الميداني واليدوي عند قائد أسس دولة بالإرادة والتصميم والطموح والعمل الدؤوب هي اليوم في صفوف الدول المتقدمة، وتعبر عن إنسانية رجل الحكمة والتواضع وحبه للخير ومساعدة الآخرين، وقدم القدوة والمثال، ورسم للإمارات النهج، وحدد الدرب بمجموعة…
السبت ١٥ يناير ٢٠٢٢
قليلة تلك الجدران التي تكون صديقة للإنسان، ولا يستشعر منها الرهبة والتحفز، وأقلها عدم الارتياح، حتى جدران غرفنا أحياناً نتوجس منها، وتجعلنا نضيق بها، وبأسقفها الواطئة، وشبابيكها شبه المغلقة دوماً. ــ جدران المدرسة، كنا نضيق منها صغاراً، ونتمرد على سورها ذلك الجدار المانع، ونحاول تخطيه في غفلة من الجميع، هروباً باتجاه فضاء مفتوح، لا ندري عنه. ــ جدران المنزل، حين تمنعنا تلك الجدران من الخروج واللعب ولقاء الأصدقاء واكتشاف العوالم التي خارج أسواره. ــ جدران مباني العمل، تشعرنا منذ أن ندخلها وقبل أن ندخلها أحياناً بضيق فردي، ضيق بمن فيها، ضيق بوتيرة العمل، خاصة ذاك الذي نحن مجبرون عليه، لأنه مصدر الرزق الوحيد، ربما ضيق من ذلك المدير الذي يريد أن يفرض سيطرته في مكان وهمي وليس دائماً له، فارضاً جواً من الخشية، وعدم الارتياح، وانعدام روح الصداقة والزمالة، وسعي النميمة والغيبة والحسد، سعي أفعى خرافية تربت وكبرت في ذلك المكان، واستأنست بجدرانه. ــ جدران البنوك، لا توحي للكثيرين بمزيد…
السبت ١٥ يناير ٢٠٢٢
عملاً بمبدأ «أجمل السخرية هي السخرية من النفس» كتبت أمس عن «متلازمة العمر» التي يصاب بها الكتّاب (ومعظم القوم) عندما يصبح العاشق من قرن والمعشوقة من آخر. وقبل ثلاثة أسابيع استبدلت بمقالي في «النهار» ترجمة نص لكاتب برتغالي عن وقوعه في حب يائس مع مذيعة الوطن الأولى. وأذكر أنني ما تلقيت في حياتي تعليقات قدر ما تلقيت ذلك اليوم، كلها من نوع «مذهل» و «رائع» أو «رهيب» كما كتبت أديبة عزيزة. أمس الجمعة صدرت الزميلة الكبرى «عكاظ» وفيها لقاء من صفحتين أجراه الزميل علي مكي، يقدمني لقرائه على أنني «آخر حراس الكلمة» ومن «آخر العمالقة في العمود الصحافي». ومن «النص البرتغالي» وردوده، إلى ردود «تويتر» المذهلة على لقاء «عكاظ» مروراً بـ «قللوا من مشاهدة التلفزيون»، اتصل بي قاضٍ سابق من لبنان ومعه أطرف التعليقات. قال: «الآوادم عما يفلو من هالبلد. طوّل بالك. خليك عنا». وعدته بأن أحاول جهدي. والاتكال عليه تعالى، خصوصاً أن ثمة أشياءَ لم تنجز بعد، لكنني أجد…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ١٥ يناير ٢٠٢٢
بمناسبة الحديث عن الهويات الأصيلة والهويات البديلة، ولماذا يعيش البعض في مجتمعات لا يحملون لها مشاعر إيجابية برغم كل ما تقدمه لهم؟ بالنسبة لهاجس الخوف على الهوية الثقافية والدينية فإن الأمر يحتاج لمناقشة حقيقية بعيدة عن الادعاء والأدلجة! علينا أن نقر أولاً بأن الخوف على الهوية أمر مبالغ فيه، والاعتقاد بأن الإنسان يمكنه أن يحافظ على هويته خالصة دون مساس أمر آخر مبالغ فيه، طالما أننا قررنا العيش في مجتمعات بديلة ومختلفة تماماً عن ثقافتنا الأصلية، فما من شك أننا سنتأثر بالمحيط الجديد عاجلاً أو آجلاً! فبداية فإن الانتماء إلى ثقافة مجتمع جديد، من حيث اللغة والعادات، ومنظومة القيم والتقاليد، يختلف عن الاندماج في يوميات هذا المجتمع والاعتياد على مناخه ومفردات التعاطي البشري فيه، لأن الانتماء عملية معقدة بعض الشيء، ولكن، لا بد من بذل الجهد والمحاولة في سبيل التكيف والاندماج، طالما أن قرار الهجرة قد اتخذ ولا تراجع عنه. وطالما أن الظروف في بلد الهجرة تحترم حقوقه ومتطلباته وكرامته،…
الأربعاء ١٢ يناير ٢٠٢٢
تحت زخات المطر، وبين أكناف البرد القارس، وفي عراء الزمن الرديء، ينام عراة مراحل ما بعد الفراغ، نازحين، معوزين، بلا مأوى ولا مأكل، ولكن إذا كان الواقع الإنساني قد محل، واضمحل في ربوع كثيرة، فإن واقع الإمارات يقول لا، فإن الأنامل السخية تذهب في الأقاصي باحثة عنها كي تخفف من وطأتها، سائلة عن مكان لفقير لم تجف دمعته، نابشة بين الخرق المهترئة التي يخبئ بها النازحون أجساداً متعبة، كل ذلك تفعله الإمارات، لإزاحة الهم، والغم، والضنك عن كاهل هؤلاء البشر، رافعة عن أكتافهم معاناة سحتت إجسادهم، ونخرت عظامهم، هؤلاء هم بشر القرن الواحد والعشرين الذين توارت عنهم عيون العالم، واختبأت ذاكرتهم خلف لحف، ودثر، ولم يجدوا من يفكر في أحوالهم سوى هذه الدولة التي أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان، ومن دون السؤال عن عرق أو دين، بل كل الاهتمام ينصب على آدمية البشر، وعلى أوضاعهم، ومعاناتهم، وتعبهم، وهكذا تستمر القافلة الإماراتية، قافلة الحب محملة…
الأربعاء ١٢ يناير ٢٠٢٢
ارتفع مستوى حربِ اليمن في مأرب وشبوه ومطار صنعاء، وأصبحت مواقع في الحديدة هدفاً جديداً محتملاً بعد أن جعلها الحوثيون منطقة تصنيع ونشاط عسكري. في معارك الأيام العشرة الماضية، فرَّ الحوثيون من عدد من المديريات، أو من نصَّبوهم على هذه المناطق، وكانت خسائر الحوثيين البشرية والآلية كبيرة في هذه الجولة. فقدوا مناطق مهمة كانت تحت سيطرتهم منذ بداية الحرب، في الوقت الذي عجزت ميليشيات إيران عن التقدم نحو مدينة مأرب التي تحاصرها منذ مطلع العام الماضي، طامعة في الوصول إلى مناطق البترول. ومع الضغط الذي تواجهه ميليشيات إيران في اليمن من الجو وعلى الأرض اتجهت بنشاطاتها إلى البحر. فقد صعد مسلحون جاءوا على قوارب حوثية إلى سفينة «روابي» الإماراتية، قبالة ميناء الحديدة في المياه الدولية، في تهديدٍ جديدٍ وخطيرٍ للملاحة البحرية في البحر الأحمر، ودق نواقيس الخطر في الأمم المتحدة، وأصدر عدد من الدول تصريحات تندد بالقرصنة وفشلت رواية الحوثيين بأنَّها استولت على شحنات أسلحة كانت تبرر من خلالها خطف…