الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩
«آيدكس»، هو شبيه بالعرس الصناعي الذي تفرح به العاصمة كل عامين، وهو ملتقى للإبداع، وعندما نصفه بالعرس، فلأننا نفهم المعرض برعايته وحضوره ومكوناته وضيوفه والمشاركين فيه بما هو أكبر من سوق سلاح، إنه ملتقى للإبداع العسكري، والحوار السياسي، والوقوف على ما يقدمه عدد من كبريات الشركات والمؤسسات العالمية والمحلية والعربية، وما تتطلبه حاجتنا وحاجة المنطقة من وسائل دفاعية، كما أننا نفهم «آيدكس» كرسالة من الإمارات إلى العالم، بأننا نحب السلام، ونسعى إليه، ونحرص على توفير مقوماته، وكان توقيع معاهدة الأخوة الإنسانية، وحضور التحاور الديني بين المسيحية والإسلام بزيارة قداسة البابا وشيخ الأزهر، دليلاً على نبذ الإرهاب بأنواعه، وخلق روح التسامح بين الشعوب، وهي رسالة يشاركنا في صنعها العديد من الأصدقاء والأشقاء، فيأتون بلادنا ليلمسوا حجم التقدم والازدهار في ربوعها، ولنخوض معاً حوار الثقافات والمساهمات في النهوض الإنساني والنهوض الحضاري، قبل رفع السلاح أو التهديد به شأن غير المتعقلين ولا الحكماء، وشأن الساعين نحو وهم السيطرة والتوسع على حساب خرائط جيرانهم…
الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩
إذا استعرضنا مجالات الاستثمار الحالية أمام الفرد البسيط، أو صغار المستثمرين، فإنه لا يوجد أمامهم سوى ثلاثة خيارات منطقية يلجأون عادةً إليها أملاً في تعزيز ثرواتهم، أو صون مدخراتهم، فإما شراء العقار، سواء بهدف التأجير أو السكن، أو التداول في أسواق رأس المال، أو إيداع مدخراتهم لدى البنوك. وإذا مررنا سريعاً على هذه الخيارات في الوضع الوقتي الراهن، فسنجد العقار ليس في أفضل أحواله، وهذا أمر طبيعي، فالأسعار تراجعت نوعاً ما مقارنة بالسنوات الماضية، وكذلك الإيجارات، بينما ارتفعت أسعار الفوائد، وبالتالي ارتفعت قيمة أقساط القروض، في حين تراجع العائد الإيجاري نسبياً، لذلك فإن الصافي من الإيجار بعد خصم الأقساط المتزايدة بدأ يقلّ، وتالياً فإنه يمكن القول إن إحدى النوافذ الاستثمارية هي الآن محط تفكير ودراسة بالنسبة لصغار المستثمرين، خصوصاً أن عبء الإنفاق والاستهلاك متزايد، في ظل فرض ضريبة القيمة المضافة، وغلاء المعيشة بشكل عام. أمّا النافذة الاستثمارية الثانية (أسواق الأسهم»)، ووفقاً لقراءات سريعة، فإن مؤشر بورصة أبوظبي أغلق بنهاية عام…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٦ فبراير ٢٠١٩
المناصرون للثورة الإيرانية احتفلوا بالعيد الأربعين لها اتكاءً على أن بقاءها إنجاز يتوجب الفخر به! وآخرون يرون أن الثورة في عيدها الأربعين قد هرمت، فهي لم تنجز ما وعدت به، وهو أن تكون إيران أرض اللبن والعسل لكل سكانها، بالمعنى المجازي. أول ما يصادف الباحث أن إنجاز الثورة، على كثير من الأصعدة، إن كان يسمى إنجازاً، متواضع في المحصلة العامة في مكان، وسلبي للغاية في مكان آخر. لقد صرفت «الثورة الإيرانية» على الخارج بلايين الدولارات، وحرمت الداخل من موارد وثروات كان يمكن أن تعينه على اجتياز بعض الأزمات، وانتهت بأنها أشعلت حروباً وحملت على ظهر الاقتصاد الإيراني «أزلاماً» سرعان ما ينفضّون إن نضب كيس التمويل! في الداخل ظهرت معالم الحرمان في عدد من المؤشرات كالفقر وسقوط سعر العملة، وتدني الخدمات، وضيق في الحريات، وغيرها من المؤشرات، ما لا يستطيع عاقل أن يتجاهله. ذكرى «الأربعين» لها مكانة رمزية لدى القائمين بالثورة، وتعني في الميثولوجيا الإيرانية «انتهاء الحزن»، فهل الأربعين يبشِّر بانتهاء…
السبت ١٦ فبراير ٢٠١٩
الفقه القائم والمتداول اليوم هو وبلا جدال فقه قديم جدا، قادم من مرحلة تاريخية موغلة في القدم، إذ لم يشهد التاريخ الإسلامي منذ القرن التاسع الميلادي ظهور مصنفات وأعمال فقهية جديدة؛ جديدة في آلياتها وأفكارها وخطابها، إذ مثلت تلك الفترة تأسيسا لمنهج فكري يقوم على الثبات والأحادية وكثير من الصرامة والحدة إضافة إلى أنه مرتبط بالجغرافيا والأحداث التي ظهرت فيها. أخطر ما في تلك المراجع الفقهية أنها مراجع؛ أي أن كل ما سيأتي بعدها يجب أن يدور في فلكها شرحا وتفسيرا وتحقيقا لكن الآليات والأدوات البحثية ظلت ثابتة كما هي، وساعد على ذلك كثرة الاستدلال بالمرويات الحديثية والنقلية وتراجع كبير في قراءة وبحث النص القرآني مما توجد خطا موازيا لعملية التشريع وبناء الأحكام الفقهية تكاد تكون في جانب كبير منها مجافية لما جاء به التنزيل الحكيم. 1. إنه الفقه العربي الذي تأثر بالأزمة الكبرى التي مرت بها اللغة العربية والمتمثلة في طغيان علوم النحو والصرف على حساب علوم الدلالة وفقه…
السبت ١٦ فبراير ٢٠١٩
يدعوك العقل إلى التحول، من منطقة مشوبة بالتلف، إلى منطقة معشوشبة بالأحلام الزاهية. ولكنك تصادف العقبات، مزروعة مثل الأشواك في زقاق ضيق فماذا يشير إليك العقل؟ يقول اذهب ولا تخف، وتسلح بالحيل، ووطد علاقتك مع الأفكار، هي التي ستقودك إلى أماكن أنقى من ماء النهر. تفكر أنت، وتقلب السجادة على كل أوجهها، لتطرد الغبار، وتطارد الذرات الصغيرة العالقة في خيوط السجادة، ثم ترفع رأسك، وتقول ها آنذا تخلصت من العقبات، وتنفرج شفتاك عن ابتسامة مشرقة، ثم تضحك ساخراً مما اعترضك من عقبات. ولكن في أحيان كثيرة، يعجز العقل عن تجاوز العقبات، ويصاب بالإحباط، وييأس قليلاً ثم يهتدي إلى فكرة جهنمية، وهي التحايل على العقبات، ولو بطرق معيبة، وعندما تجد الطريق سالكة، تستمرئ هذا الأسلوب، وتستمر في سلكه، وتجازف ولو كان على حساب أشياء كثيرة تمس قيمك ومبادئك، وترتكب أحياناً أخطاء مفزعة، ولكن عقلك يقول لك استمر، ولا تلتفت إلى الوراء، لا تجبن أبداً، فهذه فرصتك في اقتناص الفرص، إنها أحلامك…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
يصف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، ملامح المدينة المتسامحة بأنها متنوعة، ومشتركة بين الثقافات والأعراق، وآمنة للمضطهدين والمهمشين، وطالب في كلمته في «القمة العالمية للحكومات» بـ«فرض قيمة التسامح عبر تنفيذ القوانين، التي تعاقب على أفعال، تنطوي على التعصب والإقصاء». ملامح «المدينة المتسامحة»، التي رسم ملامحها الشيخ نهيان بن مبارك، تصلح أن تتحول إلى مؤشر إماراتي، بمعايير عالمية، تقيس مدى رسوخ التسامح في المدن، ومظاهره، ومستوى قبول الاختلاف، وشيوع المبادرات الاجتماعية المشتركة، إضافة إلى انتشار دور العبادة لمختلف الأديان والمعتقدات، وكذلك، توافر الأنظمة التعليمية، والأطر التشريعية التي تحارب التمييز والتعصب والكراهية، وذلك على غرار المؤشرات الدولية التي تصنف أمان المدن وذكاءها وتنافسيتها السياحية، وصداقتها للنساء والأطفال وأصحاب الهمم، وغير ذلك. وزارة التسامح في الإمارات، تجربة غير مسبوقة عالمياً، ابتكرتها الإمارات العام 2016 إطاراً مؤسسياً، وضعت قواعده النظرية، وأنشأت له منظومة متكاملة من القوانين والسياسات والمبادرات والبرامج الداعمة والمعززة لثقافة التسامح، في دولة صاغت «وثيقة الأخوة الإنسانية»، وجمعت في…
تركي الدخيلسفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
بعد إعلان «وثيقة الأخوة»، في الإمارات، بين البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، من جهة، وشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، من جهة أخرى، تصاعد الحديث عن جدوى الحوار. الأسئلة لم ترد من المتطرفين بالديانتين، بل من متحذلقين يفهمون الحوار بطرقه التقليدية القديمة. مع أن مفهوم الحوار تطور بعلم الاجتماع وجديد الفلسفة، إلا أن البعض لا زال يعتقد أن مهمة لقاء كالذي حدث بين البابا وشيخ الأزهر، وأثمر الوثيقة الآنفة، هو إنهاء قرون الصراع، وإرثها التاريخي، وكأنها لم تكن، وهو حلمٌ رومانسيٌ ممتنع الحدوث منطقياً. الوثيقة بمضمونها الإنساني، تخاطب العقلاء، والمؤسسات التربوية، والاجتماعية والدينية، وهي بداية لمشروع يحتاج استيعابه، لتضافر جهودٍ كبرى، من شتى الفعاليات والمؤسسات الإسلامية والمسيحية، على حد سواء. خلال القرن العشرين، تطوّرت أخلاقيات النقاش، فالفيلسوف الألماني، يورغن هابرماس (ولد1929)، وضع أطروحته حول أخلاقيات النقاش، وفعل التواصل العمومي، وشدد على ضرورة نشر الحوار العمومي، باعتباره من الأفعال الأخلاقية. مهمة الحوار ليست إنتاج حلٍ ثالث، ولا الرغبة بتحييد النزاع، وإنما جلوس…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
كل التجمعات لها خصوصياتها، لتبقى تجمعات الأدباء مختلفة لما فيها من نقطة تلاقٍ لأفكار تقدمية وتنويرية، ليس في أيامنا فحسب، فهي ظاهرة منذ القدم وفي كل بقاع الأرض، باعتبار أنها لقاءات نهضوية، وصورة حداثية متواصلة، وبوصفها دعوات لحلقات فكرية مثابرة سواء في صالونات، مجالس، مقاهٍ، مراكز أو منازل... تبقى براقة، وإن بدت بعضها متعددة كردة فعل ضد تراجع التواصل الفكري وجهاً لوجه أمام التواصل الرقمي، لتنتشر هذه المحافل من باب الحاجة إلى التفاعل القريب. بالطبع إن التمرين العقلي بين كل تلك الأذواق المختلفة في حواراتهم الجدلية والحيوية يأتي بهدف إذكاء الشغف والإلهام، بغية المزيد من القراءة والبحث، والكتابة الإبداعية، وحتى من أجل الوعي والنضوج والإلمام... كلها تجمعات تشجع التآلف، تحت مسميات مختلفة لاستخدام الكتاب منصة انطلاق ولمناقشة عميقة... لتبقى ملاذاً لأسئلة كبرى، وملجأً لموضوع أوسع ربما، أو حصناً لثقافات مستوحاة. لكن تقودني الحيرة إلى أمر آخر لاحظته، وهو أن بعض الحضور في تلك التجمعات يأتي للتباهي أو الترفيه لا للنقاش،…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
القصص التي لم تُروَ بعد عن عطاء وإنسانية وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي أكثر بكثير من جميع ما سمعنا وقرأنا عنه إلى اليوم، فهو نهر من الحب، وبحر من العطاء، لا يمكن مع اتساعهما رؤية حدودهما، وهو صاحب قلب كبير يشعّ حباً وأملاً وتفاؤلاً للجميع، والجميع في قاموس محمد بن راشد تعني الإنسان بشكل عام، ولا تقتصر على جنس أو جنسية أو دين أو لون معين، فهو يحب الخير للبشرية، ويسعى لنشر هذا الخير لجميع البشر. كم هي معبرة وجميلة تلك القصة التي رواها أمس سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، خلال جلسته في القمة العالمية للحكومات، والتي تعكس نُبل وطيبة وإنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله، فلقد لاحظ سموه خلال إحدى زياراته غير الرسمية إلى القارة الإفريقية، وتحديداً في تنزانيا، أعداداً من الأطفال في أوقات النهار غير متواجدين في مدارسهم، وعندما سأل عن السبب اكتشف أنه لا توجد لديهم مدرسة…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
كان الفيلسوف الأندلسي أبو الوليد ابن رشد (1126 - 1198م) من أوائل الذين التفتوا إلى تداخل الاختصاص بين علوم الشريعة والعلوم الموازية. فقد كرَّس رسالته الشهيرة «فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال» لوضع تصور للتراتب المنهجي بين مناهج وموضوعات الفلسفة والشريعة، والحد الفاصل بينها. ونشهد بين فترة وأخرى بروزاً للجدل نفسه. ويشعر علماء الشريعة بالمرارة إزاء كثرة المعترضين على الأحكام الفقهية، لا سيما من أولئك الذين لم يدرسوا هذا العلم وفق المنهج التقليدي المعروف. احتجاجهم ليس بلا أساس. فهم يقولون إن علم الشريعة مثل كل علم آخر، كالطب والفيزياء وغيرهما، له مناهجه ولغته ومعاييره. فلا يصح الجدل في موضوعاته لغير المؤهلين فيه، ولا يصح رد الخبير بقول العامي الذي لا يعرف سوى ظاهر الأحكام وأمثلتها. يتصل هذا الجدل بقضية أسبق حول علاقة الشريعة بالعلوم العقلية. إن السؤال المطروح هنا: هل أقامت الشريعة علماً خاصاً بها، من أجل فهمها وتفسير نصوصها؟ أم أن البشر هم الذين أقاموا علم الشريعة؟…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٩
قلت أني: ظللت سنوات طويلة منشغلاً بسؤال: أيهما أكثر تهديداً للغة العربية، اللغات الأجنبية أم اللهجات العامية؟ وقبل أن اقترب من جواب أن اللغات الأجنبية أشد تهديداً، اكتشفت أن هناك تهديداً أكبر منهما، لم ننتبه له وهو يتمدد وينتشر سريعاً، أعني بذلك الاعتقاد الذي يتنامى عند الجيل الجديد خصوصاً بأن اللغة ليست وسيلة للتعبير عن الهُويّة بل هي وسيلة للتواصل فقط، (من مقالي الأسبوع الماضي). فكتب إليّ الصديق الدكتور خالد الرديعان، وهو أنثروبولوجي سعودي بارع، تعليقاً في «ملتقى أسبار» النخبوي على «واتساب»: «ممتاز يا أبا غسان، يبقى لك مقال آخر تشرح فيه ببساطة ماذا تعني الهوية؟ حتى يكتمل عقد المناقشة». خالد يعرف أكثر مني ماذا تعني الهوية، لكنه بطبعه الأكاديمي شغوف بطرح الأسئلة وتجديد التعريفات. يقول غوستاف لوبون: «الهيبة التي تصبح عرضة للنقاش، لا تعود هيبة»، وبودّي أن يسمح لي الصديق العزيز أن أسحب هذه المقولة أيضاً على نقاش الهوية، مع الفارق. كان الناس في ما مضى يسألون عن الهوية،…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩
نشرت صحيفة الواشنطن بوست قبل أسابيع نقلا عن مصدر مجهول في المخابرات الأمريكية رفضت ذكر اسمه، ما قالت إنها معلومات خاصة تحصلت عليها عن رسائل «واتساب» جرت بين ولي العهد السعودي والمستشار بالديوان الملكي السعودي الأستاذ سعود القحطاني في يوم اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، زعمت فيها الصحيفة أنها تطرقت للحادثة، بالطبع جاءت تلك التسريبات - المزعومة - ضمن حملة الاستهداف الواضحة والممنهجة ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. دعونا نتذكر ما حصل.. تلقفت التسريبات -غيرالمؤكدة - وسائل الإعلام المنحازة ومكنة التهييج والخصوم السياسيين الذين وظفوها لمحاولة ضرب مكانة الأمير وتوريطه واتهام مستشاره سعود القحطاني، في قضية ثبت أن القيادة السعودية لم تكن على علم بها وأنها نتجت عن خلاف معزول حدث داخل القنصلية بين موظفين أمنيين وخاشقجي وتتم الآن محاكمتهم. فور نشر الصحيفة للتقرير بدأت حملة إذكاء هائلة ضد السعودية، باعتبار أن المصدر الذي استندت عليه الواشنطن بوست يعمل في المخابرات الأمريكية، وهو ما سيعزز مصداقية التسريب،…