الثلاثاء ٠٦ فبراير ٢٠٢٤
ترانا نحن جيل الستين والسبعين والثمانين ما نتحمل مصلحات الأجيال التي تلتنا، خاصة المولدون سنة ألفين، ونحن في تلك السنة غدينا محامل قديمة، صدورنا تدخن، وهم يأكلون من أطعمة «كارفور»، ويستخدمون قطنة، بالتأكيد هناك بون شاسع بين جيل مجالد من أجل اللقمة، وجيل فطم وفي فمه ملعقة من فضة وذهب، ومهما تحدثنا عن تجسير الهوة بين الأجيال أو تواصل الأجيال، وتلاقح الثقافات، لكن لا اللغة تسعفنا ولا تسعفهم، ولا التصرف منهم يعجبنا، ولا تصرفنا الملتزم يروق لهم، هناك قطيعة واضحة، وتتجلى أكثر ما تتجلى بين جيل الستين وجيل الألفية الثالثة، مثلاً؛ في المجلس أنت «جاب ركبة» رغم أن عظامها تتناقع، وهو «متفرشغ»، وحين تطلب منه أن يصطلب، ويجلس جلسة رجال، يرد عليك بجواب، لا تستطيع أن تقول عنه إنه غير مقنع، خاصة حين يعزف على الوتر الحساس للركبة، وأن تلك الجلسة لا تتناسب وعمرك التقاعدي، وأن دراسة ألمانية شخصت كل أسباب أوجاع المفاصل وتصلبها وهشاشة العظام في دول مجلس التعاون…
الأحد ٠٤ فبراير ٢٠٢٤
اليوم تحتفي الإمارات مع العالم بيوم من أيام التاريخ صنعته رؤية قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورسخ نهجاً إماراتياً أرساه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتكون أرض الإمارات وطن الخير والعطاء والأخوة الإنسانية دون تمييز بين البشر بسبب أعراقهم أو ألوانهم أو معتقداتهم. اليوم ثمرة جهد دبلوماسي رفيع قادته الإمارات مع شقيقاتها مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وبدعم من 34 دولة، لتعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يعلن الرابع من فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، تخليداً لذكرى توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، والتي وقعها فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية لدى زيارته التاريخية للإمارات فبراير 2019، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل…
الأحد ٠٤ فبراير ٢٠٢٤
برؤية ثاقبة وحلم يطال عنان السماء، وشفة الغيم بوعي أوسع من المحيط، بطموح أبعد من المدى تقف الإمارات في الخامس والعشرين من فبراير إجلالاً وتقديراً لرجال ونساء نقشوا وظللوا الأرض برموش كحلها الأمل، صنعوا للإنسان مجده ووده وسعده وسده ووعده وعهده، ووضعوا على صدر الدنى أيقونة العيش بلا تعب ولا سغب، كل ذلك يحدث برعاية سامية من فارس الكلمة ومحرض الجياد على الفوز بالكلمة الفصل ساعات النزال في ميادين الحياة، وها هي الثمرات تنضج والأشجار تسمق والأغصان تعلو جذلانة بالرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وتسمو المعاني بين طيات قصيدة الأشواق اليانعة، وترتفع هامات الخيل ويعلو صوت الذين لا صوت لهم إلا بين أحضان دولة علمت العالم كيف يكون المجد مؤزراً بالأحلام الزاهية عندما يكون بين أيد أمينة. في كنف عشاق عرفوا كيف يكون للسلام النفسي مكانة ورزانة عندما يحضر الوعي، وعندما يسود الجمال في النفوس وتخضر…
السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤
على الرغم من اختلاف ثقافاتهما والفترات التاريخية التي عاشا فيها، فإنّ عباس العقاد (ت. 1964) وماثيو أرنولد (ت. 1888) يتشاركان في نظرتهما لأهمية الإبداع الأدبي والنقد الثقافي. أظهرت الكتابات الواسعة للناقد والشاعر ماثيو أرنولد، تفرّده في ميداني النقد والأدب. صحيح أن معظم أعماله كانت تتناول قضايا التعليم والسياسة، ولكن قيمته تتجاوز تلك الحقول لتلامس جوانب اللاهوت والاتجاه الديني. كان أرنولد شخصية متعددة المواهب، وكان لاعتراف الجمهور به كناقد يفوق تقديرهم له كشاعر، يستغرقون في قراءة مقالاته دون أن يشعروا بأنها لشاعر، ويطالعون أشعاره ولا يدركون أنها لناقد. من أهم كتبه في النقد: Essays in Criticism (مقالات في النقد) وCulture and Anarchy (الثقافة والفوضى). وفي ما يتعلق بوظيفة النقد في عصره، أعطى أرنولد تعريفاً واسعاً يجسّد الجهد غير المشروط لنشر أفضل الأفكار في العالم. يرى أرنولد دور الناقد في الأساس كإصلاحي يعمل من أجل رفاهية المجتمع بشكل عام، وليس مقتصراً على التحليل الفني للأعمال الأدبية. وفي نقده للحياة والأدب، يُظهر أرنولد…
السبت ٠٣ فبراير ٢٠٢٤
بعد أيام يكتمل الشهر الرابع على معاناة أهالي قطاع غزة المنكوبة، وما زال العالم غير قادر على فعل شيء لإيقاف هذه الكارثة، بل إن الوضع يتحول يومياً من السيئ إلى الأسوأ، والأغرب أنه وصل الأمر بالسلطات الإسرائيلية إلى المطالبة بإنهاء وإلغاء مهمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» (تم تأسيسها عام 1949) رغم الوضع الكارثي والظروف غير الإنسانية، والوضع الصحي والمعيشي المأساوي لأكثر من 2 مليون إنسان يعيشون في قطاع غزة، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كأنها تريد بهذه المطالبة معاقبة أهل غزة، بل التعجيل بهلاكهم وإبادتهم. بعد الإعلان عن الرواية الإسرائيلية القائلة إنه يوجد 12 شخصاً من موظفي «الأونروا» (تم فصل 9، والتحقيق مستمر بشأن 2، وواحد متوفى) البالغ عددهم 13 ألف موظف قد شاركوا في العمليات، التي قامت بها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي، سارعت عدد من الدول الممولة للأونروا بالإعلان عن إيقاف تمويلها، مع علمهم بخطورة هذا القرار على الإنسان الغزاوي، وقد وصف الأمين عام…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤
كتب أحد الأصدقاء واصفاً علاقات الصداقة التي تتكون من خلال مواقع التواصل، بأنها ليست سوى محاولة خاوية يؤسّسها الناس عبر الفضاء الإلكتروني لأنهم يعانون من فقر حقيقي في صلاتهم وعلاقاتهم الواقعية، لذلك يستعيضون عن (الملموس بالمحسوس، ويتشبثون بالبديل البعيد) مثل إنسان يؤسس ثروة بالاقتراض لا أكثر! هناك أسئلة كثيرة يمكن طرحها على هذه الظاهرة، فهذه العلاقات الناشئة من التواصل بين ملايين البشر عبر المواقع والتطبيقات قد ترتقي فعلاً لمرتبة الصداقة، والحب، وقد ينتج عنها صداقات وعلاقات وزيجات كذلك، لكن نجاح هذه العلاقات أو فشلها أمر آخر، لا يصح واقعياً وعلمياً تعميم نتيجة واحدة عليها جميعها، فهناك صداقات وعلاقات حقيقية وناضجة كذلك قد تنشأ فعلاً من الممارسات التفاعلية التي تتيحها مواقع التواصل لأعضائها ومتابعيها، كوضع علامات الإعجاب أو كتابة التعليقات والمشاركة بالرأي... إلخ! فعلى حساباتنا جميعاً هناك مترددون ثابتون، نجدهم أول من يبادر بالتفاعل والتعليق، وإذا تغيب يوماً سألوا عنك وتفقدوا سبب غيبتك، فإذا حلت ذكرى يوم ميلادك غمروا صفحتك بالورود…
الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤
كلنا ننشد الفرح بإصرار، إنه شعور لا يمكننا أن نخترعه أو أن ندعيه. شعور يعرفه المحب في حضرة محبوبه، واللاعب لحظة انتصاره، والمبدع أمام ما صنعت يداه، إنه إحساس يستولي علينا، إنه قوة تهزنا. ومن أفضل طرق الفرح تقوية الروابط مع الأصدقاء والعائلة، فمن المحتمل أن تكون هذه العلاقات أكثر تجارب الفرح. انعكاس السعادة على الشخص ومحيطه بشكل إيجابي يساعده على الاستمتاع بالحياة، وبناء علاقات سليمة، ويصبح نقطة جذب للمحيطين به. من المعروف أن الفرح ضروري لصحة الفرد وصحة من حوله، فهو يبعد الخوف الذي يزيل شعوره بالأمان، لكن هل يمكن للإنسان أن يجد لحظات الفرح حتى في الأوقات الصعبة؟ كثير من علماء الاجتماع يعتبرون الفرح صناعة، فهو يحتاج إلى مهارة وملكات نفسية واجتماعية يستطيع الإنسان من خلالها تعطيل المساحة السوداء من حياته، فيطمئن إلى المساحة البيضاء من السعادة والتفاؤل، ليعقد الصلح مع الذات ويحقق السلام الداخلي والأسري، ويعتبر هذا أحد مفاهيم الذكاء العاطفي. كذلك لابد من تعويد النفس على…
الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤
بعد أن ازدحمت الأفكار المتناقضة، نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى رصد هذه الظاهرة، وتوفير المؤسسات العلاجية، والتي تقوم بدور الرافد المهم لصناعة الوعي، وبث الروح الشفافة، ونشر فكرة التنوير ليس كمعطف للزينة، وإنما كحاجة وجودية لا غنى عنها. لقد تمادى الإنسان من مختلف الأطياف الدينية، والثقافية، والعرقية، في بث روح الفرقة بين الناس أجمعين، وتحويل الكرة الأرضية إلى كرة نارية تلتهب بجمراتها أجساد الأبرياء، ولا يمكن النجاة من نار هذه الفوضى الفكرية، وعشوائية الطرح، إلا بمعيار الإفصاح عن الخبايا، ومكنون النفس، وقد قالها الفيلسوف الدانمركي سيرين كيركجارد «من لا يحب لا يستطيع الكشف عن نفسه، ومن لا يكشف عن نفسه يعيش أبد الدهر في التعاسة»، وسارتر قال: «الوجود اختيار، وعدم الاختيار عدم الوجود». فالحرية التي يدعيها الآخرون، وتحت أغطية رثة، هي مسؤولية، والتزام أخلاقي، ومن لا يستطيع تحمل هذه المسؤولية يعش أبد الدهر بين حفر العبثية، والانهيارات الثقافية، والعدمية، المريبة. نحتاج إلى عالم شجاع، يستطيع أن…
الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤
لعل من ميزات وسائل التواصل والاتصال الجديدة أنها تختصر عليك مشقة البحث والتنقيب في أمهات الكتب، والتي يكون الاطلاع عليها للمتبحرين والباحثين والمتقصين، وهؤلاء الأشخاص هناك الكثير ممن يكذبهم، والكثير ممن لا يسمع لهم، والكثير ممن يشكك فيهم، وممن يؤمن بما قالوا، دخلوا معهم في سجال ومناقشة، اليوم الوسائط الذكية تنقل لك بثاً حيّاً وملوناً بالصوت والصورة، ويصل إلى الجهات الأربع في الوقت نفسه، وهنا لا أتحدث عن الأشياء المفبركة والمركبة وما كان القصد من طرحها الترفيه وجلب الضحكة، أنا أتكلم عن نقل حي من مساجدهم وحوزاتهم وخلواتهم وتكاياهم وزواياهم، وأمامهم ميكروفونات ذات تقانة عالية، اخترعها من يلعنونه، ويسمونه الكافر والمخلد في النار، لكنهم يمتطون ظهره، ولا يأكلون لحمه، وأمامهم حشد كبير من البسطاء أو الجهلاء أو المعتلين، وهناك المندسون والمدفوع لهم من أصحاب الأجندات، والذين يقودون عقلية القطيع، كلهم جاؤوا وهم يعتقدون بطهارة ذاك الجالس يخطب، ويدوزن صوته بين الجواب والقرار، وبعضهم يتمادى، ويستخدم خاصية صدى الصوت في مكبرات…
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠٢٤
عندما تتعطل الطابعة أو تواجهنا مشكلة في استخدام التكنولوجيا، نتصل مباشرة بالدعم الفني، فيقوم متخصص بحل المشكلة، سواء عن بُعد أو في المكان نفسه. إن خصائص مثل هذا الشخص، وإمكانية العثور عليه، تفتح نقاشاً مثيراً للاهتمام حول مستقبل الدعم الشخصي، وفي الوقت الحالي يساعد الذكاء الاصطناعي إلى حد ما، لكن مهما بلغ تطوّر التكنولوجيا سنظل في حاجة لبعضنا بعضاً، وسيظل الإنسان بحاجة لأخيه الإنسان. فما هي خصائص هذا الداعم الشخصي! ينبغي أن يمتلك متخصص الدعم الشخصي قاعدة معرفية واسعة ومتعددة الاستخدامات، ويتمتع بمهارة عالية في التكنولوجيا، التمويل، الصحة، وعلم النفس، وحتى المسائل القانونية الأساسية، وتمتد خبرته من استكشاف أخطاء الكمبيوتر وإصلاحها، إلى تقديم إرشادات بشأن التمويل الشخصي، أو المسائل الصحية، وينبغي أن يكون التعاطف والذكاء العاطفي في صميم مجموعة مهارات هذا الداعم الشخصي. لن يقوم هذا المحترف بحل المشكلات فحسب، بل سيوفر أيضاً الدعم العاطفي والتشجيع، ما يجعله مصدراً للراحة والثقة، حيث إن مهارات الاتصال لديه ذات أهمية قصوى، ويكون…
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠٢٤
بعد الوصمة جاءت الصدمة، وأدار اللوبي القوي والمسيطر على السياسيين والنافذين في دول الغرب حملة بنيت على التزوير، وصدرت أحكام عاجلة دون قضاة ودون أدلة، ودون حتى إثبات تهم يتحدثون عنها وكأنها حقيقية لا تقبل النقاش أو النفي. الغرب مصدوم، فهذه إسرائيل التي فتحت ملفاتها في قضية دولية، موضوعها إبادة جماعية، وهي التي كانت حصناً منيعاً، لا يقترب منه أحد، إن خالفت القوانين لا تحاسب، وإن اعتدت لا تساءل، وإن رفضت القرارات لا تلزم، ومن تجرأ عليها؟ دولة كانت حتى 30 سنة مضت مسلوبة الإرادة والحقوق، تخضع لتمييز عنصري من أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر، أبناء المستعمرين، من يظنون أن جنسهم فوق البشر أجمعين، بقايا أنظمة نازية وفاشية، ينهبون الثروات، ويحتقرون السكان الأصليين، أصحاب الأرض، وملاك الحق، شعب جنوب أفريقيا، الذي تعرض للمذابح والتهجير والتشريد والاستعباد بحجة التميز الأوروبي، حتى أنهك أصحاب الحق من سرق وطنهم، فاستسلموا لمن نصرهم ربهم، وساندهم العالم بأسره، ولم يرضخ شعبهم، واسترجعوا ما نهب منهم،…
علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الثلاثاء ٣٠ يناير ٢٠٢٤
جدلٌ كبيرٌ ثار حول ظهور الفنانة المصرية القديرة نجاة الصغيرة، في حفل «جوي أووردز» بالمملكة العربية السعودية قبل أيامٍ. فريق قال إنه لم يكن من اللائق ظهورها على خشبة المسرح أمام الجمهور، وهي في منتصف العقد التاسع من عمرها، ورأى أنه كان يجب أن تحتفظ بصورتها القديمة في أذهان الناس، وفريق عتب عليها لقبولها التكريم في الخارج، وقال إنه كان يجب أن يتم تكريمها في بلدها مصر. للفريق الأول نقول، إن الناس عندما تحب أو تُعجَب بفنانٍ أو مبدعٍ، أو أي إنسانٍ، فإنها لا تحبه أو تُعجَب به في مرحلة شبابه لتكرهه عندما يهرم أو يشيخ، لأن الحب والإعجاب غير مرتبطَيْن بمرحلةٍ من مراحل العمر، إذا تجاوزها الإنسان، وتغيّر شكله الخارجي ذهب هذا الحب أو الإعجاب، ونجاة الصغيرة فنانةٌ كبيرةٌ، أحب الناس صوتها وشخصيتها مثلما أحبوا صورتها وشكلها، وهي ما زالت تحتفظ بجمالها الداخلي والخارجي معاً، رغم بلوغها منتصف العقد التاسع من العمر. أما الفريق الثاني، فنقول له إن تكريم…