آراء

«شام» التي خفق لها قلب الإمارات

الإثنين ٠٦ مارس ٢٠٢٣

تسرّنا الأنباء التي تشير إلى أن الطفلة السوريّة شام تمضي قدماً نحو التعافي وفق البروتوكول الذي وضعه الأطباء هنا في أحد مستشفيات أبوظبي، حيث تتلقى العلاج مع شقيقها وعدد من الإخوة السوريين الذين أصيبوا جراء الزلزال المدمّر الذي شهدته بلادهم مؤخراً. شام الآن تتماثل للشفاء، وتتعافى معها قلوبُنا التي خفقت لها بعد أن أجهشت بالبكاء، وداهمها الألم والخوف وتملّكت الرهبةُ براءتَها، بعد 40 ساعة قضتها تحت الأنقاض عقب انهيار منزلها وسقوط سقفه على ساقيها. شاهدنا جميعاً كيف خفق قلب الإمارات لشام، وكيف راحت أيادي الخير تقوم بواجبها تجاهها في انعكاس لقيم وثقافة بلادنا، وفي مقاربة إنسانية حيّة تشير بجلاء إلى نهجنا الخيري الفاعل والقادر على تجاوز عوائق الزمان والمكان، والذي جعل من بلادنا نقطة محورية في جهود الإغاثة وعمل الخير في أي مكان وتجاه أي شخص. «شام» شاهد عيان جديد على النهج الإنساني الذي خطّه المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، وقيمه التي تشكل ملامح شخصيتنا الوطنية التي سنظل محافظين…

من أحرق المصحف؟

الأحد ٠٥ مارس ٢٠٢٣

خاص لـ هات بوست: تعددت التحليلات والنبؤات، وتساءل المعنيون وغير المعنيين عن أسباب حدوث الزلزال المدمر، ووجد البعض أن تهاون المسلمين أمام حرق المصحف أثار غضب الله تعالى فكان ما كان، متناسين رحمته سبحانه ومتجاهلين كل الأسباب العلمية والجيولوجية لحدث كهذا. بعيداً عن الزلزال، اعتدنا في صغرنا على قيام أهلنا بحرق أوراق التقويم المعلق على الحائط بعد انتهاء العام، خشية أن تحتوي هذه الأوراق على آيات من كتاب الله، فلا تلقى في سلل المهملات، ضمن يقين تام أن ما يحرق مجرد أوراق، بينما كتاب الله محفوظ حتى قيام الساعة. إنما يستحق موضوع حرق المصحف قليلاً من الوقوف عنده، ففي فعل استفزازي مكرر، أقدم متطرف في السويد منذ مدة على إحراق نسخة من المصحف الشريف، واستدعى ذلك إدانة واسعة، فيما عزت بعض النقاشات الفعل ذاته لأسباب سياسية بحتة، تأخذ ردود الأفعال بعين الاعتبار، حيث أصبح معروفاً أن أفعالاً كهذه تثير مشاعر المسلمين وتغضبهم، فلا يختلف إثنان على قدسية المصحف بالنسبة لأي…

كُنْ على دراية !

السبت ٠٤ مارس ٢٠٢٣

خاص لـ هات بوست: كانت جدتي سلمى رحمها الله، تصف الناس عادة بجملة افتتاحية أو جملتين شهيرتين ، " فلان عندُه سالفة " و "فلان ما عنده سالفة" وبعدها تطبق جدتي قبضتها من الأحكام الاستباقية وتكمل انطباعاتها الأولية التي 90% منها تصيب . كبر وعينا وتفتح، وانخرطنا في عوالم الإعلام الذي يطرح كل يوم أديمهُ الجديد ويختبر فينا قدرات جديدة ومفاجئة،واكتشفنا أنه حتى تدافع عن فكرة أنت تحتاج ذخيرة من اللغة، مع كثير من المعلومات المتخصصة، على حبتين من الكاريزما، مع كمشة تقنيات في الأداء، مع معرفة “ متى تطلع بنبرة الصوت ومتى تعطيهم حنون الصوت، مثلا قبل عشر أعوام لم أكن أعرف أن حين تبتسم وأنت تتحدث، ستتغير تماما نبرة صوتك لتذوب البسمة في جدية الكلمة وتعطيها قوة وعذوبة .. وكي تتأكد من هذا جرب الآن أن تلفظ كلمة “دراية” بصوتك العادي وبعدها جرب لفظها وأنت تبتسم ! يقود العالم اليوم ساسة جدد، ساسة في حقل التكنولوجيا وآخرون في…

ريم الكمالي
ريم الكمالي
كاتبة في صحيفة البيان

رحلة عبر الأدب

الخميس ٠٢ مارس ٢٠٢٣

العلاقة بين الإنسان والطبيعة من أهم الموضوعات الغائبة في الأدب العربي المعاصر، ونادراً أن نجد رواية حديثة من كتب أدب الرحلات تحديداً عن علاقة الراوي بالبيئة، ونحن نعلم أن العلاقة بين ما يحيط بنا من مناخ، وبشتى أنواعه وأشكاله مادة أدبية وإن كان هذه المناخ سيئاً، فلا بد من مآثره الخطيرة على مشاعر الإنسان. والرحلة البيئية النقدية تقليد كلاسيكي في عالم الأدب وفي شتى بقاع العالم، ولعل من يقرأ ملحمة جلجامش أقدم ملحمة في تاريخ البشر، فإنه يتعرف إلى جوهر الأشياء وجذورها، وشكل الإنسان إذا قضى حياته يتعلم من الحيوانات، ويعيش بينهم، وكيف يصبح إن عاد إلى المدينة؟ كما أن الملحمة تعرفنا بمعنى الغابات والصحراء والغوص في البحر من خلال البطل وصديقه، وكيف الجنة الطبيعية حولك ومعاني الجمال والوئام. وعودة من العصور السحيقة إلى القريبة، فإذا قرأنا بعض كتب أدب الرحلات التي تعود إلى ما قبل القرن العشرين نجد النصوص تواجه حتى جذور الذُرة وعناقيد العنب، وتتأمل المعاني حول الوردة…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

المدينة بعيداً عن الاعتياد!

الخميس ٠٢ مارس ٢٠٢٣

حين تسافر إلى مدينة كبرشلونة لأول مرة، ستكون محظوظاً حين تحظى بغرفة واسعة، تتوافر فيها شرفة تطل على الشارع، وها أنذا أقف في هذه الشرفة، بعد نهار طويل وشاق من السفر، نعم السفر مشقة، لكن بعض المتع العميقة لا تكون بين يديك، ما لم تعبر طريق المشقة ذاك، تلك هي معادلة الحياة الثابتة. برشلونة تضع بصمتها على كل شيء، ابتداء من واجهات الفنادق، وحتى الشرفات الصغيرة، سألت موظف الاستقبال عن بعض التفاصيل: اسم الفندق، رائحته التي لا تقاوم، ركن القهوة والشاي والمخبوزات، قال لي مبتسماً بتحفظ: كل شيء هنا يعود للتقاليد الكاتالونية، ابتداء باسم الفندق: كاتالونيا، وانتهاء بكل ما نستخدمه، منتج ومصنّع محلياً من الخامات والموارد الطبيعة لكاتالونيا. وقفت طويلاً أتأمل الشارع الطويل الغارق في الأضواء، والمزدحم بالسيارات، قلت لنفسي: إنه ككل شوارع المدن في العالم، لا يختلف عنها في شيء، والحقيقة أن كل شيء وكل شخص لا تعرفه، يعتبر عادياً جداً وشبيهاً بأي شيء مر بك في حياتك، ووحدها…

المناهج ليست عصية

الخميس ٠٢ مارس ٢٠٢٣

في المدرسة تصقل اللغة العربية، بأصولها وجذورها، وبقواعدها واشتراطاتها، وبنحوها وصرفها. هناك يتعلم الطفل لغة القراءة والكتابة، ومنها يلج إلى عالم الثقافة والفكر، هناك شيء مختلف، فالبيت وضع الأساس، والمدرسة تفتح الآفاق، وتنقل الأبناء من العامية إلى الفصحى بسلاسة، حيث إن الركيزة الأساسية متوافرة، وعندما كان تعليمنا واضح المعالم، وكانت اللغة العربية في مقدمة المتطلبات، عندما كان كل ذلك موجوداً، امتلأت ساحتنا الأدبية والفكرية والعلمية برواد قادوا البدايات وتميزوا. خرجت المدارس، ومن بعدها الجامعات، من لا يحتاجون إلى كلمات أجنبية حتى يوصلوا أفكارهم، لأنهم متمكنون من لغتهم، ويعرفون أنها ثرية بالمعاني والمرادفات، بخلاف ما يحدث الآن من استعارة للوصف والتعبير من لغات أخرى، وهذا ناتج عن العبث الذي مرت به مناهج لغتنا في المدارس، والذي بدأ بفئة تلتها فئات حاولت فرض رؤيتها وقناعاتها، رغم أن بعضها كانت نواياها حسنة، ولكنهم خرجوا عن المسار الصحيح، ثم تدخلت «الاستشارات» الأجنبية فزادت الطين بلة! وقد وصلنا إلى مرحلة جدل دائم حول تدريس لغتنا…

هل أنت متقدم أم متذبذب

الخميس ٠٢ مارس ٢٠٢٣

هناك نوعان من الأنماط السلوكية لدى الناس: التقدم أو التذبذب. التقدم هو نمط يصبح فيه النجاح الذي حققه الإنسان منصة للنجاحات التالية في المستقبل، حيث يبني الإنسان على نجاحه السابق، ويُكوّن الزخم اللازم بمرور الوقت، وهنا تقود تلك النجاحات إلى نجاحات أخرى، وبالتالي يدفع ذلك الإنسان إلى الأمام، فيصبح النمط السائد لديه هو التقدم. أما في النمط المتذبذب فيتم تحييد النجاح الذي حققه الإنسان، بمعنى أنه ينجح في مهمة أو خطوة ما، ثم ينشغل بشيء آخر يلهيه عن الاستمرار في المسار الذي بدأه، وبالتالي ينطفئ أو يتلاشى الزخم الذي حققه، فكل خطوة إلى الأمام تليها خطوة إلى الوراء، وبالتالي لا يمكن للنجاح أن يستمر على المدى الطويل. تلك خلاصة قراءات قمت بها الأسبوع الماضي لكاتب ومخرج اسمه روبرت فريتز، وهو من رواد التعلم المؤسسي، كذلك من خبرات فريق خبير التعلم المؤسسي «بيتر سينج». يذكرني النمط الأول بشخصيات كثيرة، مثل ستيف جوبز، فكل نجاح حققه كان يتبعه نجاح آخر، ومنتجات أخرى…

لم تزل السماء رمادية

الخميس ٠٢ مارس ٢٠٢٣

برغم خفقات الطير، ورغم تمنيات الأشجار بأن تتعاطف الغيمة مع شغف الكائنات، فما زالت السماء رمادية، ما زالت الغيمة ترتدي شال الخجل، وتخبئ في معطفها سر العناد. هكذا تبدو في الربيع، مثل زهرة برية، لا تملك غير الرقص في الفراغات، والسير على أكتاف تعب الصحراء، ولا مجال للهطول، لأن الأرصاد أخطأت في الحساب، وصارت سبورة التنجيم مثل تكهنات عرافين غير محترفي التنبؤات. العشب في شوارع المدينة يصطف مثل تلاميذ تأخروا عن الدرس، فعاقبتهم الإدارة المدرسية بالوقوف على الأيدي لمدة غير معلومة. رأيت بأم عيني طفلاً يتهجى وجه الغيمة، ويركل مرة باتجاه الأعلى لعله يصطاد قطرة مطر أو أن الغيمة تتراجع عن قرار المنع، فتسدي للهواء كي ينقل رسالتها إلى الأرض، محمولة في ظرف قديم تركه أحد المارة في الطريق الخلفي لشارع عام لعله يلتقطه بعد حين من الزمن. لم تزل الغيمة تفكر كيف تتخلى عن عادتها القديمة، وتثني على صبر العشب والشجر، وتتعاطف مع الطبيعة، فتسقط نثات كأنها ريق الطير…

هي هويتنا

الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠٢٣

يقال إن اللغة الحية لا تموت، فما بالكم بلغة القرآن، خاتم الرسالات السماوية إلى البشر؟! هي محفوظة بين دفتي كتابنا المنزل من رب العالمين، هي لغة تسري كما يسري الدم في العروق، لغة ينطق بها كل من آمن بالإسلام ديناً ومحمد رسولاً، عليه أفضل الصلاة والسلام، من ينطقون بها، ومن لا ينطقون، حفرت في قلوبهم، ويرددونها في صلواتهم، وأول ما يتذكرون في فرحهم وحزنهم، «بسم الله» تسبق كل فعل من أفعالهم، و«السلام عليكم» إشارة الأمان منهم إلى كل من يصادفهم. هي العربية، لغتنا، ولغة مليار ونصف المليار من البشر، تسمعها إذا ذهبت إلى مدينة أو قرية، في سفح جبل أو على شاطئ، وسط أرياف أوروبا وأستراليا وفي غابات الأمازون، وفي شوارع باريس ولندن ونيويورك، وتراها بكلماتها العذبة تردد في أقصى الشرق، في جاكرتا وكوالالمبور وبانكوك ومانيلا، وفي وسط آسيا، وفي كل تلك المنطقة حتى موسكو وبكين، وتسمع كلماتها وعباراتها في سواحل إفريقيا الشرقية والغربية، وفي أعماقها، في أوغندا والكونغو والسنغال…

إماراتي

الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠٢٣

مبادرة إماراتي التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، النائب الأول لرئيس مجلس دبي، رئيس اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، هي معطف الدفء والأمان والطمأنينة، وسعادة الإنسان هي نخلة العطاء وغافة الأحلام الزاهية، وهي المعطى الحضاري الذي تسعى دبي بذله من أجل إنسان يمشي على سجادة الحرير، ويمضي في دروب أشجارها، عناقيدها من أهداب الشمس، وأوراقها من صفحات القمر، وجذرها من وعي قيادة آمنت بأن الحياة جسر للوصول، وليس مكاناً للتوقف. في هذه المبادرة، يبدو المستقبل خيطاً من ضوء كواكب لا تطفئ وميضها، وسحابات لا تكف عن النث، ونجمات لا يجف ريقها وهي تسترسل في العزف على قيثارة الفرح. في هذه المبادرة، إنما دبي تسير بخطوات أرضها من مخمل الطموحات المجللة بإرادة قيادة لها في الاستثنائية السبق، ولها في الفرادة قصيدة شاعر، يغزل أبيات الطموح من خيط المستحيل، ويسرج خيل الجمال ليصبح الزمن ميدان فوز، ومضمار نجاحات لا تخفف وطئها،…

كان حلما

الإثنين ٢٧ فبراير ٢٠٢٣

ربط مناطق ومدن الدولة من الأحلام المبكرة للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتعزيز أركان الدولة الاتحادية الوليدة، وتحقيق تواصل وترابط أبناء الوطن الواحد بعد عقود من العزلة والتباعد، فكان الاستثمار الكبير والضخم لإقامة بنية تحتية متطورة وطرق عالمية المواصفات وضعت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر أفضل شبكات الطرق. كان الآباء والأجداد إلى ما قبل 60 عاماً خلت يستذكرون بمرارة أهوال الرحلة من منطقة لمنطقة حيث المسافة بين العين وأبوظبي مثلاً تستغرق ما لا يقل عن تسعة أيام بالإبل، وكان القوم يتجمعون ضمن قافلة ليأمنوا على أنفسهم مخاطر الطريق في ذلك الزمن العصيب، وحتى عندما دخلت عربات «البدفورد» كانت بحار الرمال في تلك الفيافي والسيوح من مشاق الارتحال. وقس على ذلك التنقل بين بقية المناطق. أول طريق مسفلتة بين دبي وأبوظبي كانت من مسار واحد للاتجاهين أقيمت قبل قيام الدولة على نفقة دولة الكويت الشقيقة التي شاركنا شعبها الشقيق مؤخراً احتفالاته بيومه الوطني الـ62…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

مهن المستقبل

الأحد ٢٦ فبراير ٢٠٢٣

يبدو التساؤل عن المهن والوظائف في المستقبل فكرة جديرة بالبحث، فالكل يريد أن يعرف نوعية الوظائف التي سيقبل عليها الشباب، وستحتاج إليها الحكومات، وتلك التي ستتلاشى ولن يعود لها أية أهمية، لكن هل ستتلاشى وظائف لطالما عمل بها الناس فعلاً؟ نعم سيحدث ذلك حين لن يكون الإنسان في حاجة إليها، فكل وظيفة ظهرت كانت إما وظيفة مهمة في حد ذاتها نتيجة ما تقدمه من خدمة، فظهورها جاء تلبية لحاجة الناس والمجتمع والحياة. وإما أن تكون وظائف طفيلية استهلاكية ليس لها مردود حقيقي على حياة الناس، ولا أثر لها في مسيرة البشرية والحضارة، لكنها ظهرت تلبية لاهتمامات جديدة ظهرت في الحياة وبين الناس، أو استجابة لظواهر طارئة لا أكثر. من هنا تساءلت جريدة الديلي ميل البريطانية في عددها بتاريخ 26 يناير الماضي عن مهن المستقبل.. فما يريد العالم أن يفعله من أجل لقمة العيش؟ فعلى خريطة العالم وزعت الدول، ورصدت حسب إحصاءات مختلفة تمت متابعتها على مدى 12 شهراً، لتظهر في…