الأربعاء ٠٧ سبتمبر ٢٠٢٢
كثيراً ما يخطر ببالي، وبالتأكيد يخطر ببال الكثيرين، ممن يفكرون في شكل مجتمعاتنا في المستقبل، كيف سيكون شكلها؟ وما مضامين هذا المجتمع؟ وما المرجعيات التي سيعتمد عليها في نهجه وتفكيره؟ خصوصاً أن العولمة قد وصلت حتى إلى معتقداتنا، وطريقة تفكيرنا، وقيمنا، وأخلاقنا، وتصرفاتنا، بإيجابياتها وسلبياتها، ولا أنوي تقييم الوضع أو الوصول إلى فكرة أو مضمون محدد، يعيّن الصواب أو الخطأ، إنما أريد تصوير مجتمعاتنا الإنسانية، بعد أن تداخلت المرجعيات، وأصبحت أكثر انفتاحاً، وكيف ستتشكل العقول في مقبل السنوات. دخول الإنترنت، وكثرة السفر، والاطلاع على الثقافات المختلفة، وحتى دخول التعليم الأجنبي، وكثرة المداخيل، سواء من التلفاز أو الأفلام ووسائل التواصل أو الألعاب، وغيرها من الوسائل التي تُدخل على عقولنا وعقول أجيالنا معلومات وعبارات، جعلت الأمور متشابكة، ودعوني أتكلم عن نفسي، فأنا أجد في أحيان كثيرة أن هناك إرهاقاً كبيراً في فلترة الأمور، ما الجيد وما الصحيح وما الخطأ؟ ومع كثرة التكرار قد تتغير القناعات، فما أجده بالأمس خطأ قد أتقبله اليوم،…
الإثنين ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٢
مع انطلاقة العام الدراسي الجديد، لا حديث يعلو فوق أحاديث الشأن التربوي والتعليمي الذي يمس كل بيت ويحظى باهتمام الجميع، وتوليه قيادتنا الرشيدة رعاية خاصة ودعماً غير محدود باعتباره أمراً يتعلق ببناء أجيال المستقبل. وقد لمسنا أداء نوعياً مختلفاً من مؤسسة الإمارات للتعليم يؤكد على مبدأ التشاركية والتعاون واستمزاج آراء الميدان وأولياء الأمور، فللمرة الثانية منذ بدء العام الدراسي الجديد تعدل المؤسسة الزي المدرسي استجابة لآراء ومقترحات أولياء الأمور، وإتاحة خيار ارتداء الزي الوطني للطلبة البنين ضمن الحلقتين الثانية والثالثة (بداية من الصف الخامس) كزي مدرسي اختياري إلى جانب المعتمد الحالي، وكذلك (الكندورة مع الحمدانية) لطلاب الحلقة الثالثة بنين إلى جانب الزي المدرسي المعتمد، وبإمكان الطلبة استخدام الخيارين ابتداءً من الأسبوع المقبل. كما أعلنت المؤسسة أن الزي الوطني سيكون إلزامياً بدءاً من العام الدراسي المقبل للطلبة المواطنين في المدارس الحكومية في الحلقتين الثانية والثالثة، وقد أكدت معالي سارة الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، ورئيسة مجلس إدارة المؤسسة أن…
الأحد ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢
حين كنت صغيرة، كنت أقوم بتجميع مصروفي حتى أتمكن من شراء مجلة معروفة، لأستطيع أن أتصفح تفاصيل الديكور والأثاث والملابس، لكن الأهم من ذلك، الصفحة الأخيرة التي كانت أول صفحة أفتحها وكلّي شوق لما سأقرأ، في تلك الصفحة كان العمود الأسبوعي للكاتب الإماراتي محمد المر، كنت أقرأ وأنا في انبهار كيف يختزل لي عالماً في تلك السطور، كيف كان مصدر الأخبار والتطورات الفكرية لي، كان الصفحة التي تشكلّني وأنا غير مدركة، كان أول كاتب يأسرني ويجعلني أتأمل كل تلك السطور وأقول بإعجاب شديد «كيف يكتبون»، ومن يعلّمهم وكيف يختصرون كل ذلك لنا، كان هو بصمة تركت ولا تزال أثراً في قلمي وحياتي. محمد المر الذي التقيت معه مراراً وتكراراً في الأعوام ال 10 الأخيرة، في مناسبات ثقافية واجتماعية مختلفة، لا يزال هو ذاته الشخص الذي قرأت له، في اللقاء الأول، لم نتحدث عن الكتب والكتابة ولم أخبره أني كاتبة عمود، كان حديثنا عن الخط العربي وكيف لهذا الفن أن يكون…
السبت ٢٧ أغسطس ٢٠٢٢
فيما ينشغل العالم بالحروب والأزمات المناخية والاقتصادية، مبتعداً عن تسليط الضوء على الحركات "الإسلامية" والتخويف منها، يطل علينا شاب صغير ولد بعد صدور "آيات شيطانية" والفتوى الخاصة بكاتبه، ليعيد تذكير من نسي أن هناك فزاعة قائمة باستمرار، مسلطة باسم الإسلام في وجه أي كان. ووفق ما نشرت الصحف، حقق الكتاب موضوع الجدل، في الأسبوع الماضي رقماَ قياسياً في مبيعاته عبر المواقع المختصة، حتى أن الموظفين الشباب الذين لم يسبق أن سمعوا عن سلمان رشدي وجدوا أن الموضوع مثير للتساؤلات وجدير بالاهتمام، أما الشاب فرغم أنه لم يحقق مبتغاه، لكنه غالباً سيلقى جزاءه سنين طويلة من السجن. ورغم أن القانون لا يحمي المغفلين، والجريمة تبقى جريمة طالما أن مرتكبها بالغ راشد بكامل قواه العقلية، لكنه لم يفعل سوى أن نفذ فتوى موجودة، وللأسف يمكن للمهتم أن يراجع كل ما ارتكب من جرائم باسم الإسلام في العقود الماضية ليجد أنها كلها استندت إلى فتاوى، بعضها وظف خدمة لمآرب سياسية، وبعضها الآخر نفذه…
هالة بدريمدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي
السبت ٢٧ أغسطس ٢٠٢٢
كلّنا في هذا الوطن، نعدّ خير شاهد على أنّ دولة الإمارات تمكّنت خلال فترة قصيرة من تأسيس بيئة داعمة وحاضنة لنا نحن بنات الإمارات، ساعدتنا للانطلاق بإبداعاتنا في شتى المجالات، وقد حرصت القيادة الرشيدة منذ تأسيس الاتحاد حتى يومنا هذا على صياغة سياسة تمكينيّة للمرأة باعتبارها عنصراً رئيسيّاً في التنمية، وشريكاً حقيقيّا في مسيرة البناء والتطوير. لم تكن الإنجازات المشهودة التي حققتها المرأة الإماراتية وليدة اللحظة، إنّما كانت نتاج عمل مستمر، استطاعت خلالها الإمارات من تقديم نفسها كدولة رائدة عالمياً في مجال تمكين المرأة وفسح المجال أمامها للإبداع والابتكار، فكانت السياسات والتشريعات الاقتصادية والاجتماعيّة التي تتبنى مفهوم تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين؛ خير مثال على السبق والتفرّد في هذا المجال، لتنجح بنت الإمارات بفضل ذلك من وضع بصمتها في مجتمعها. وبالتأكيد فإنّ المبادرة والتصميم والإصرار على النجاح، الذي أظهرته المرأة الإماراتية كان أيضاً عنصراً حاسماً فيما وصلت إليه وتحقيق الامتياز في كلّ ما تفعله. إنّ لغة الأرقام تُظهر جليّاً ما…
السبت ٢٧ أغسطس ٢٠٢٢
من كل عام في هذا التاريخ 28 من شهر أغسطس تحتفل دولة الإمارات بيوم المرأة الإماراتية، تقديراً لجهودها وتفانيها في جميع ما قدمته خلال مسيرة الإنجاز. لكن بالنسبة لي وأعتقد لكل إماراتية على أرض هذا الوطن أن هذا اليوم يعني لنا الكثير، ليس فقط هذا التقدير لكن هي المسؤولية والثقة التي وضعها القادة وأولياء أمورنا بل مجتمع بأكمله فينا. المرأة الإماراتية اليوم هي ليست مجرد شخص عادي بل هي أيقونة تميزت وأثبتت للعالم بأكمله أنها امرأة التحديات وصناعة المستحيل. لم تقف المرأة الإماراتية مكتوفة الأيدي في خضم السباق نحو المستقبل وسباق صناعته، بل كانت السباقة والمؤثرة والصانعة له في جميع مراحله. والمرأة الإماراتية عندما خاضت التحدي لا لتثبت لأحد شيئاً بل هي أثبتت لنفسها أولاً أنها ابنة الإمارات وابنة المؤسس الأول الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأنها على خطى أم الإمارات أن تكون المرأة الإماراتية رمزاً يحتذى به على مر العصور. وكل هذا النجاح لم يأتِ من فراغ بل كان…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠٢٢
تعثر البشرية أمرٌ بديهي، والإخفاقات جزء لا يمكن الفكاك منه من حياة الأفراد والمجتمعات، والمجتمع عند حالات التردي إمّا أن يُخفِق من جديد في معرفة أسباب تعثره فيواصل التردي أكثر وأكثر، وإمّا أنْ يملك من الجرأة ما يواجه به نفسه دون «مساحيق تجميلية» ليُنقّب عن جذور أسباب ما وصل إليه فيعالجها لكي يستطيع الوقوف من جديد. نعرف جميعاً أنّ الدول العربية ما زالت تحاول أن تتلمّس طريق دول النخبة، وهذه المحاولات تختلف جودة وكثافة واستمرارية من دولة إلى أخرى، فبعضها بدأ فعلاً تقريب المسافة بينه وبين الكبار، والبعض ما زال يترنّح في محاولات يبدو عليها الارتجال والمحاكاة فتخفق كثيراً لعدم وجود رؤية واضحة، والبعض الآخر ارتضى حالة الموات وأن تسحبه الدنيا كما تشاء، فالمهم أن يعيش بأي طريقة! نملك ولله الحمد في بلادنا الكثير من أصحاب الفكر الخلّاق والنظرة بعيدة المدى والعقل المتزن، فبهم وأمثالهم تراهن البلاد وتستطيع أن تمضي بخُطى ثابتة من أجل غَدٍ أفضل، ولن تتوازن خطوات دون…
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠٢٢
جهد كبير ودور توعوي رفيع لمركز أبوظبي للصحة العامة، بالتنسيق مع محال ومراكز التجزئة الكبرى في الإمارة، لمساعدة الجمهور على تحديد خياراته الصحية عند التسوق لمشترياته الغذائية، بمتابعة تنفيذ برنامج «صحي» الذي طوره المركز وكان يُعرف سابقاً باسم «وقاية». جهد يقوم على تعزيز التعاون والشراكة مع تلك الجهات، يتيح «تسهيل عملية التعرف على المنتجات الصحية بوضع شعار «صحي» على الأطعمة ذات النسبة المنخفضة من الدهون والأقل من السكر والملح ومحتوى عالٍ من الألياف مقارنة بالأخرى من النوع نفسه، وتسليط الضوء على الخيارات الغذائية الصحية وجذب انتباه المتسوقين لشعار برنامج «صحي» على المنتجات الصحية»، ما «يساهم بشكل كبير في تنويع الخيارات الصحية المتاحة للشريحة الاستهلاكية في الإمارة ورفع الوعي بأهمية تبني أنماط حياة صحية وتمكين الفرد من اختيار الأفضل وبالتالي تحقيق الهدف الاستراتيجي المرجو من البرنامج، وهو الوقاية الفعالة للحد من الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعادات الغذائية غير الصحية والوصول لجودة حياة عالية»، كما أكد المركز الذي وقع اتفاقيات مع منافذ…
الأربعاء ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢
- لا ندري لِم نترك الأمور حتى تتازم ونتحرك في آخر لحظة لإنقاذ ما تأخرنا في إنقاذه، وندع الأشياء على تداعياتها، وحين يقرب الوقت لحاجتها نسرع ونهرع حارقي المراحل من أجل استقامتها وتعديل وضعها؛ يعني المدارس على الأبواب، وتعرفون الأسبوع الأول مع العودة للمدارس كيف يكون ثقيلاً على نفوس الأهل والطلبة وسائقي الحافلات والأمهات الموصلات لفلذات الأكباد، وتلك الزحمة الخانقة في الشهر الخانق «آب أغسطس»، وفوق كل هذا يقوم مقاول ويخلع «باسكو» الأرصفة والمؤدية للمدرسة، ويعجن تلك المدرسة باشغال في الوقت الضائع، طيب كان لدى إدارة المدرسة أو الجهة المسؤولة والمقاول شهران كاملان، وليس الآن! هذا تماماً يشبه واحداً يريد أن يسوي خيراً وإحساناً، ويتبرع بترميم وصيانة مسجد، فلا يحلو له التبرع لمسجد الحارة القريب، ونقد المقاول إلا مع بداية شهر رمضان الكريم، شهر التعبد وملازمة المسجد، وطقوس رمضان. - في العين هناك شارع رئيس تقع عن يمينه وشماله معظم المدارس والكليات وبعض الجامعات، فإذا بدأت بأعمال تعبيد الطريق وصيانة…
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢
كثيراً ما نسأل أنفسنا سؤالاً قد يحتار في إجابته الكثيرون؛ شباباً كانوا أم شواباً، كيف سيكون شكل الحياة بعد التقاعد؟ هل فعلاً سيأتي اليوم الذي أستقيل فيه من عملي؟ أو تنتهي رحلتي الوظيفية وأصبح من المتقاعدين؟! أم أنا من ذلك النوع الذي يريد أن يعمل حتى الرمق الأخير؟! في الحقيقة، وللأسف، نحن في مجتمعاتنا نفتقر إلى ثقافة التقاعد، فالأغلبية العظمى إما يفشلون في التخطيط لها، أو لم يضعوها في حسبانهم أو حساباتهم أساساً، ودائماً ما نتغنى بذلك النموذج الغربي الذي يصور لنا التقاعد على أنه بداية الحياة؛ حياة الراحة، أو تلك الصورة النمطية التي تخبرنا بأنه سيكون لدينا الوقت الكافي لكي نلف العالم، وبوجهة نظري أن هاتين الصورتين فيهما من المغالطة الشيء الكثير، صحيح أن هناك من يريد أن يصل لهذه المرحلة، وينعم براحتها وهناءة بالها - إن صح التعبير - وهناك من لا يريدها، فهو مستعدٌ ومستمتعٌ، وتجده في أسعد لحظات حياته وقت أن يعمل ويحصد ثمار عمله. ودعونا…
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢
نظرة عميقة للمستقبل، تعكسها توجيهات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لجميع المؤسسات التعليمية بالدولة، بما فيها الحكومية والخاصة، وفي المراحل كافة، بتكثيف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية واللغة العربية لدى أبنائنا الطلبة. تنطلق هذه النظرة العميقة من إيمان إماراتي راسخ بأن المستقبل يبدأ من المدرسة، بينما «العربية» أداة لتعزيز هويتنا الوطنية لدى الأجيال، لكونها لغة حياة وعلم وقيم، وهمزة وصل بين تراثنا وحاضرنا، ورافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا. كما لا يخفى على أحد أن الإحاطة بأسرار اللغة العربية تعني ببساطة شديدة المعرفة الصحيحة بديننا وتعاليمه ومبادئه التي تحمل للعالم بأسره رسائل سلام وأمان، الأمر الذي يمثل جوهر رؤية الإمارات للمنطقة والعالم. قد يقول قائل: ومتى غابت اللغة العربية عن مدارسنا؟، وله نقول: بالطبع لم تغب.. لكننا مطالبون بتعزيز تطوير أساليب تدريسها، ومحاولة تغيير الصورة النمطية عنها، وترسيخ حبّها في نفوس أبنائنا كقيمة أصيلة، وإثبات أنها عالمية وحيوية. مطالبون بصياغة مسارات نوعية لتعزيز مكانتها في المدارس، وتمكين الطلبة من مهاراتها،…
الأربعاء ١٧ أغسطس ٢٠٢٢
نصبح عاديين.. حين نقتل في أنفسنا قدرتها على الاختلاف. العادي جداً أن تكون مثلهم، تذهب أينما يذهبون وتتحدث فيما يتحدثون، العادي جداً أن تكون في ركبهم، تتبع خطاهم وتنبهر بأفعالهم فقط لأنهم هم من فعلوها. وإن حدث وخالفت ذلك لأنك وجدت لك طريقاً خاصاً يشبه أفكارك وأكثر ملاءمة لك ولاحتياجاتك، التي لا تشبه احتياجاتهم، ستعتبر في نظرهم شخصاً غريباً -هذا في أفضل الأحوال- لأن خيار إقصائك بعيداً عن المحيط، هو الإجراء العادي لمخالفة دربهم. لم نخلق متشابهين، نختلف كثيراً في اهتماماتنا وطرق تفاعلنا مع الأشياء، في طرق استمتاعنا، وأسباب استهجاننا. وعلى الرغم من تأكيد الجميع على تلك الحقيقة، إلا أن المختلف يلقى استنكاراً واستهجاناً لسلوكه، ويواجه بمحاولات إعادته -بكل الطرق والوسائل- إلى الصواب! ولكن من المعني أساساً بالقيام بهذا الدور؟ وما هي مرجعيته التي تجعله يحدد معنى وشكل هذا الصواب؟ هل ما يناسبها ويتواءم مع معتقداتنا هو الصواب؟ أم ما يريحنا ويمتعنا ويسعدنا هو الصواب! أم أن الصواب فيما يحقق…