الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢
كثيراً ما تحدث مواجهات بيننا وبين أولادنا، أو مع بعض الأشخاص في مجتمعنا أحياناً، خاصةً عندما نجد منهم إصراراً على الامتناع عن القيام بشيء صحيح أو التعنت في القيام بأفعالٍ خاطئةٍ بدافع العناد والعصبية، وربما مر الكثيرون منا بهذه الحالة، فمثلاً تطلب من أولادك الاجتهاد في الدراسة، وتجد منهم عدم قبول أو تجدهم يهددون بعدم دراستهم كرد فعل على ما لا يعجبهم، أو طريقة تفاوض يتبعونها للحصول على ما يريدونه. والأمر لا يقتصر على الدراسة فقط، فربما تجدهم يمتنعون عن الأكل أو الشرب أو حتى الخروج في نزهة لنفس الدافع والهدف، وفي النهاية نجد أن من يستخدم مثل هذا الأسلوب لا يضر إلا نفسه، وأن الشخص إذا درس أو اجتهد، ففي ذلك فائدة له ولنفسه بالمقام الأول، والتأثير هنا ليس على الأولاد فحسب، بل على أي شخص حتى أنفسنا. إن أردت شيئاً أو امتنعت عنه فاعلم أن الفائدة أو الضرر عائد عليك أنت وحدك، ولن يشاركك فيه أحد، فعندما تعاند…
الأربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٢
اليوم نتذكر شهداءنا الأبرار، أبناء الوطن، الذين جادوا بأرواحهم في ساحات الواجب وهم راضون كل الرضا، ليرتقوا إلى جنة الخلد مع الصديقين، وهم باقون في قلوبنا، لا ننساهم، ولا يمر يومهم دون أن يحتفل الوطن ويحتفي بما قدموه من أجله، ونترحم عليهم. وفي الغد نحتفل، وهذا حقنا، عندما نتلفت حولنا نقف ونتذكر، ونحمد الله، نحمده لأنه وفر لنا من نعمه الكثير، ونحمده لأنه وهبنا قادة يزنون الأمور بموازينها، ولا يفعلون إلا ما ينفع شعبهم ووطنهم وأمتهم، نحمده لأنه اختار سبحانه وتعالى زايد، طيّب الله ثراه، على رأس هذه البلاد، ليعمل بإخلاصه وجهده وطموحاته ورؤيته للمستقبل ما لم يعمله غيره، نحمده أن سخر له عضيداً شد من أزره، ووقف معه وقفة الرجال عند الشدائد، ولم يتوان لحظة واحدة منذ أن وضع يده في يد أخيه، إنه راشد، عليه رحمة الله، الذي بنى وطناً يتفاخر به أبناؤه وأحفاده، ونحمده أن جعل قلوب حكام الإمارات كلها على قلب رجل واحد، هو زايد، فقاد…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الإثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٢
لو لم يكن لكرة القدم من فائدة أو قيمة كما يرى البعض فيكفي أنها تؤسس لهذه الحالة من السعادة، والمشاركة لا تتكرر، وهي حالة يسعى لها الناس منذ خلقهم الله، هذه الحالة الإنسانية، التي تدور أسئلة الكثيرين وبحثهم عنها دائماً، ويرون بأن الحياة تفقد معناها تماماً حين يعجز الإنسان عن أن يحظى بها أو يمارسها، فيفقدها بسبب نمط المعيشة أو تغير ظروف الحياة والعلاقات الاجتماعية، فتأتي كرة القدم لتستثير في الناس ألف شعور وشعور من البهجة، وسط انفعالات إنسانية متفاوتة، ومتدفقة بعفوية لا مثيل لها، ولا يمكن ضبطها. يحب مشجعو كرة القدم مشاهدة المباريات الحاسمة والمصيرية لمنتخبات بلدانهم أو الفرق، التي يشجعونها، ضمن مجموعة من الأصدقاء يتشاركون الجلوس في أمكنة خاصة أو بعض المقاهي المفتوحة، فيتحول الحماس الذي يملأ قلب اثنين أو ثلاثة إلى موجات متدفقة، تنتقل إلى الجميع، معبرة عن نفسها بالصراخ والتصفيق والضحك الهستيري والعناق العفوي، هذا التشارك العاطفي الجماعي هو أحد أكثر تجليات الترابط الإنساني، الذي يسعى…
الإثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٢
ذات مرة وفي إطار توجيهاته السامية للمسؤول الأعلى عن برنامج الشيخ زايد للإسكان، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبالحرف «البيت الذي لا ترضى أن تسكن فيه مع أهلك لا ترضى به للمواطنين»، عبارات تلخص حجم ومستوى الرعاية والاهتمام بالمواطن ومكانته وما يحظى به من أولوية في رؤية قيادتنا الرشيدة، والتي أكد عليها في أكثر من مناسبة، ومنها في أحد لقاءات «برزته» العامرة عندما أكد سموه مسؤوليته عن الجميع ومنزلتهم لديه بمنزلة أبنائه، وهم الفخورون بالانتماء للقبيلة الأعظم «الإمارات». رؤية تعد امتداداً لغرس المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما لخص لصحفي أجنبي العلاقة الحميمة التي تربطه -رحمه الله- بشعبه، فقال له «أليس لديك أبناء أنت مسؤول عن الصرف عليهم وعلى معيشتهم وكسوتهم وتعليمهم؟، وهكذا أنظر لشعبي فجميعهم أبنائي وأنا مسؤول عن كل احتياجاتهم حتى يشقوا طريقهم في الحياة ويكونوا نافعين لأنفسهم ولأسرهم ووطنهم». خلال إحدى جلسات الاجتماعات السنوية…
الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: أعددت طعام اليوم، أضفت قليلاً من "جوزة الطيب"، قبل أن يصلني فيديو يرى فيه الشيخ أن جوزة الطيب مختلف عليها، والأقرب أن استخدامها غير جائز، كونها من المخدرات، وعلى المسلم الابتعاد عنها. قد لا يكون الأمر ذو أهمية، لكنه قابل لحمل دلالات عديدة، أولها أن هناك من يسأل عن نوع من البهارات هل هو حرام أم حلال؟ لا يستطيع أن يحكم عقله في الموضوع، لا يعرف ما ينفعه وما يضره، يتصور الله تعالى كأنه يترقب خطواتنا ليعاقبنا بغية العقاب بحد ذاته، بغض النظر عن مدى الأذى الذي سببه فعلنا، تماماً (ولله المثل الأعلى) كالشرطة في بلادنا، ليس مستعداً للبحث عن فوائد وأضرار المادة المستخدمة، أو سؤال طبيبه فيما إذا كان يعاني من مرض ما، بل يلجأ لشيخ يقرر عنه شؤون حياته، والمشكلة هنا في السائل الذي يستدعي وجود المجيب. في منحى آخر، نجد أن موضوع "جوزة الطيب" استوجب الاختلاف عليه، أي أنه من الأهمية بمكان بحيث…
الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢
من مفردات الحياة وقيمها تواجد الأضداد فيها، وقديماً قيل: «والضد يظهر حُسنه الضد»، فالأسود يتجوهر في وجود الأبيض، والعكس صحيح، ولطالما كان الصراع والتصادم بين الأضداد في الحياة، فالخير يتجلى حين نعرف الشر، والعدل يعلو حين نضيق بالظلم، وهكذا الجمال والقبح، الحديد والنار، الماء والعطش، الخضرة واليباس أو التصحر، الحرية والعبودية، ولقد فاضت الآراء والمدارس الفلسفية عبر التاريخ الطويل في التصدي وتفنيد مثل هذه الحالات. ومؤخراً شهدت أيام وفعاليات المؤتمر الدولي للفلسفة الذي نظمه بيت الفلسفة في الفجيرة، وضم نخبة من أرباب الفلسفة ودارسيها ومدرسيها، كانت أياماً ممتعة ومحفزة للرأس، وفرصة للتجاذب والتحادث مع النفس، ومع الآخر، لكن في يومها الأول حدثت تلك المفارقة، وهي مقارنة لم نكن نطلبها، ولكنها جاءت هكذا محض صدفة، وبعد انتهاء فصول وفعاليات اليوم الأول، انطلقنا إلى الغداء في ذلك المطعم البحري الكبير، وجميع الرؤوس المشاركة كانت إما ممن تخطوا الستين حولاً أو ممن هم ضعاف البنية، وكل واحد منهم، لابد وقد قرأ آلاف الكتب،…
الإثنين ٢١ نوفمبر ٢٠٢٢
في غضون أيام قلائل سوف تحتفل دولة الإمارات بيومها الوطني الحادي والخمسين. هذه المناسبة الغالية ليست فقط للاحتفاء بما حققته الدولة خلال نصف قرن، بل وتذكر مآثر الآباء المؤسسين الذين تركوا بصمتهم الكبيرة على كل شبر من أرض هذه الدولة. اليوم الوطني هو مناسبة لشحذ الهمم وتذكير الأجيال الجديدة بأن هذه الدولة قد قامت ليس فقط بفعل توظيف الثروة التوظيف الصحيح، بل وبفعل الجهد والتفكير وفلسفة القيادة التي أرادت صنع أنموذج مجتمعي تعيش فيه كل أطياف البشر تحت مظلة الحق والحرية والعدالة الاجتماعية. خلال نصف قرن نجحت دولة الإمارات في توظيف النفط، الذي كان الثروة الوحيدة في بداية الاتحاد، في صنع الفرق بين مجتمع اليوم ومجتمع الأمس. وعندما نتذكر الأيام الأولى للاتحاد لا يسعنا إلا تذكر الآباء المؤسسين الذين قامت على أكتافهم هذه الدولة، والذين كان لتضحياتهم الدور الأول والكبير في تثبيت أسس الاتحاد وتقوية أركانه. قيام دولة الإمارات واستمرارية هذا الكيان حتى هذه اللحظة ليس بالحدث العادي الذي يجب…
الإثنين ٢١ نوفمبر ٢٠٢٢
قبل أيام من الواقعة التي نتطرق لها، كان أحد المسؤولين في وزارة الموارد البشرية والتوطين، وعبر البرنامج الجماهيري «استديو1» من إذاعة أبوظبي، يدعو الشركات الخاصة للاستفادة من الفترة المتبقية للعام الحالي وتسوية أوضاعها فيما يتعلق بالتوطين قبل أن يدخل حيز التنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 95 لسنة 2022 في شأن المخالفات والجزاءات الإدارية المرتبطة بمبادرات وبرامج «نافس»، والذي أناط بالوزارة ومجلس تنافسية الكوادر الإماراتية «نافس» تطبيق الجزاءات بحق غير الملتزمين، والذي نص ضمن ما نص عليه أنه «في حالة التوطين الصوري تطبيق غرامة مالية لا تقل عن 20 ألفاً ولا تزيد على 100 ألف درهم على المنشأة عن كل موظف مواطن، بينما يكون الجزاء المطبق على المستفيد وقف الدعم واسترداد المبالغ التي صُرفت». وكذلك في حال تقديم المنشأة أو المستفيد مستندات أو بيانات غير صحيحة للحصول على الخدمات أو المنافع الخاصة بـ«نافس»، أو لغايات التهرب أو التحايل على منظومة التوطين، نص القرار على تطبيق غرامة مالية لا تقل عن 20…
محمد الجوكرمستشار إعلامي بجريدة البيان، إعلامي منذ عام 1978، حاصل على جائزة الصحافة العربية وجائزة الدولة التقديرية، خرّيج جامعة الإمارات الدفعة الخامسة، وله 8 كتب وأعمال تلفزيونية في التوثيق الرياضي
الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢
تمثل دول الخليج محطة مهمة في دعم الرياضة العالمية والقارية، لما تتمتع به من إمكانيات نظراً لاهتمام القادة والحكومات بقطاع الرياضة، فالأحداث كثيرة وكبيرة، ودائماً محل إشادات دولية. على سبيل المثال انطلاقة كأس العالم لكرة القدم بالدوحة اليوم والتي تمثل تظاهرة عالمية كبرى، تفخر دول المنطقة بأن يقام هذا الحدث الاستثنائي لأول مرة بالشرق الأوسط، حيث الإبداع القطري منذ أن وضعوا ملف المونديال نصب أعينهم، فالحدث هو تحدٍ جديد للرياضة الخليجية، حيث نجحت قطر بكل اقتدار في أن تفوز بالرهان والتحدي مع دول كبرى، وقفت أمامها وتفوقت. واليوم كل من نزل على أرضها يشعر أن البطولة مختلفة بكل المقاييس عن البطولات السابقة، فقد نجحت قبل أن تنطلق صافرة التحكيم، ولا تتوقف الأنشطة والأحداث في قطر، حيث تتواصل بتنظيم كبرى الفعاليات والأحداث، وكلها مناسبات جديرة بالتوقف عندها، وتعد إنجازات كبرى على صعيد بطولات العالم. قطر أصبحت اليوم محل اهتمام العالم أجمع بتواجد قادة الرياضة دولياً، والذين اتفقوا على أهمية الحدث، الذي…
الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢
للغة بحر يبدو كالسماء الزرقاء، صافياً، هادئاً، ولكنه في الأعماق تكمن خطورته، حيث إن هذه اللغة ماكرة، هذه اللغة داهية، هذه اللغة عميقة إلى درجة الغموض في غزارة مفرداتها والتي كالأمواج تخطف لب المبحرين، وتسلب عقول العشاق.عندما يكونون في ذروة التداخل مع الكيان اللغوي، عندما يكونون في أقصى حالات النشوة اللغوية، عندما تكون اللغة في قمة اشتعالها في ضمير النص الإبداعي، وفي تلافيف المشاعر الملتهبة وجداً وهياماً، فيا معشر العشاق كونوا في اللغة وليس خارجها، لتكون هي الحامل لأوجاعكم وهمومكم، في قلب الحياة، في ثنايا الحلم البشري لتكون اللغة هي الليل المضاء بمصابيح الفرح، تكون اللغة وشوشة الشراشف ساعة انسدال الرمش على الرمش، ودخول المقل في حومة الأبدية. منذ أن نطقت القريحة البشرية بالجملة الأولى من أنا؟ سجّرت البحار، ومادت الأرض، ومارت الجبال، وحمي وطيس الأسئلة ليصبح الإنسان هو علامة الاستفهام الكبرى التي تؤرق منام الإنسان نفسه. واليوم إذ نفتح عيوننا على العالم ونتأمل الصورة، نرى ما يشبه الحلم حيث…
السبت ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢
خاص لـ (هات بوست) لم يشهد تاريخ الفلسفة عربياً، بل وتاريخ الفلسفة بالعالم وعياً ساذجاً ميكانيكياً وسطحياً، كوعي بعض المشتغلين العرب المعاصرين بالفلسفة العربية الوسيطة.يتساوى في هذه السذاجة جميع التثويرين من مروة إلى الجابري. حسبنا الاستماع إلى الدعاوى التي أوردها العائدون إلى التراث الفلسفي العربي لنعرف حجم المهمة المستحيلة التي ألقيت على هذا التراث لإنجازها. فها هو محمد عمارة- حين كان عقلياً – يصدر كتابه “التراث في ضوء العقل” قائلاً «إن الوعي بالتراث وإحيائه، لا يعني تقليده ولا أن نعود بحاضرنا ومستقبلنا ونصبهما في قوالب الأمس.. ولكنه يعني أن نبصر جذور غدنا، الذي نريده مشرقاً، في الصفحات المشرقة في التراث. وأن نجعل العدل الاجتماعي الذي نكافح من أجله الامتداد المتطوّر لحلم أسلافنا بسيادة العدل في حياة الإنسان وأن نجعل قسمات العقلانية والقومية في تراثنا زاداً طيباً وروحاً وثورية تفعل فعلها في يومنا وغدنا، وبذلك يصبح تراثنا روحاً سارية في ضمير الأمة وعقلها تصل مراحل تاريخها وتدفع مسيرة تطوّرها خطوات وخطوات…
السبت ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢
من العنوان يبدو واضحاً ما هو المقصود؛ لأن هذه العبارة ترددت كثيراً منذ أن تسلم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله»، مقاليد حكم دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن تناولي هنا له أهمية خاصة. العبارة قيلت هذه المرة في واحد من أهم المنتديات والملتقيات الفكرية والاستراتيجية في المنطقة العربية بشكل عام، ومنطقة الخليج العربي بشكل خاص، وهو «ملتقى أبوظبي الاستراتيجي» الذي ينظمه سنوياً مركز الإمارات للسياسات، وكان الملتقى الأخير هو النسخة التاسعة، وعقد هذا الأسبوع في العاصمة أبوظبي. وذلك بحضور العديد من الباحثين والمفكرين والمحللين في العالم، والكثير من المسؤولين والسياسيين. الأهمية الخاصة التي أقصدها هو الظرف الزمني الذي يمر به العالم، والذي برزت فيه دولة الإمارات كدولة مؤثرة وفاعلة في الأزمات والتحديات الدولية. وكذلك نشاط دبلوماسيتها العالمية، فتواجدت بشكل فعلي في أكبر حدثين عالميين في نفس اللحظة التي قيلت فيها العبارة، وكأنها تؤكد الحديث المتكرر بأن دولة الإمارات ستشهد صعوداً دولياً في المرحلة الثالثة لقيادتها بعد…