حادثة عجمان

آراء

حادثة الدهس المؤلمة التي وقعت في عجمان مؤخراً، لدى اقتحام مركبة لمطعم شهير للوجبات السريعة، وأودى بحياة أمرأة وطفل وإصابة آخرين، ومن قبلها حادثة دهس عامل عقب اجتياحه من جانب سيارة كان يساعد سائقها للوقوف الصحيح في الموقع المخصص أمام إحدى الشركات الخاصة. أقول، إن هاتين الحادثتين تدعوان للتوقف أمام أمور عدة لعل في مقدمتها، إعادة النظر في فترات الفحص الطبي للسائقين، ورفع الوعي لديهم بضرورة الإبلاغ عن أي تطور في حالتهم الصحية، بحيث يدرك أن إصابته بأي مرض قد تقود مضاعفاته لخطورة ليس فقط على حياته، وإنما كذلك على حياة الآخرين من مستخدمي الطريق، أو ممن يركبون معه وربما كانوا من أقرب الناس إليه.

قبل فترة شهدت حالة اصطدام سيارة نقل مواد غذائية في العاصمة بسيارات متوقفة في شارع جانبي، إثر نوبة صرع انتابت سائقها، ومن لطف الله أن خسائر ذلك الحادث اقتصرت على الأضرار المادية التي لحقت بالمركبات. ذكّرنا حينها الجميع وبالذات أصحاب شركات النقل بضرورة متابعة الأحوال الصحية لعمالهم، خاصة أن الكثير منهم يخفي حالته، خوفاً من الاستغناء عنه، وفقدان مصدر رزقه من دون أن يفكر بالتبعات الخطيرة للأمر.

حادثة عجمان تذكر من جديد الجميع، وفي مقدمتهم الأجهزة المختصة في إدارات المرور لوضع صيغ لمعالجة مثل هذه الأمور التي يشكل معها خطورة على السلامة العامة سائقي السيارات المرضى، سواء المصابين بالصرع، أو حالات السكري المتأخرة، وغيرها من أمراض قد يفقدون معها الوعي في أي لحظة.

كما أن الحادثتين تطرحان قضية أخرى تتعلق بالتصميم الهندسي لبعض الأماكن العامة وواجهاتها وأرصفة المواقف فيها، والتي يسهل اجتيازها بهذه السرعة والسهولة والخطورة في آن واحد.

وإذا كانت هناك من كلمة أخيرة، فهي للإخوة من مدمني التصوير الفوضوي وغير المسؤول ممن يحلو لهم تصوير أي شيء، وفي أي مكان ونشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أدنى تفكير باحترام خصوصية الآخرين وحرمة الموتى أو المصابين في الحوادث. وهذا الأمر بالذات كان موضوع الحملة التوعوية التي انبرت لها صحيفتنا «الاتحاد»، تحت شعار «صوّر بإيجابية»، وشاركت فيها نخبة من فئات المجتمع للتذكير بالمسؤولية الأخلاقية التي يجب أن نتحلى بها تجاه الآخرين، فلكل امرئ خصوصيته وحرمته، وكذلك تجاه المجتمع.

المصدر: الإتحاد