الخميس ٠٤ نوفمبر ٢٠٢١
قصص لبنان الغريبة كدولة وجسم سياسي وحزبي وإعلامي لا تنتهي، فبالرغم من ارتكاب الكثير من السياسيين والإعلاميين والحزبيين اللبنانيين جرائم وأخطاء جسيمة إلا أن حزب الله وحلفاءه العنصريين لا يزالون يكافئون عديمي الموهبة ومتدنيي الكفاءة ممن ينفذون سياساتهم «بوزارة» وكأن لبنان تحول إلى إقطاعية ملحقة بالحزب وأعوانه.. بل هو كذلك. فمثل أي دولة في هذا العالم المتحضر، قررت حكومة لبنان ذات يوم تغيير سفيرها في واشنطن، وهو أمر معتاد في الأعمال الدبلوماسية بين الدول -كما يعرف الجميع-، لكن أمرا مفاجئا استغرق أشهراً عدة عطل السفارة وأربك أعمالها ومصالح الجالية اللبنانية وأدخل الدولة اللبنانية في حرج غير معتاد. بطل تلك القصة العجيبة والغريبة والأزمة الدبلوماسية العاصفة هو وزير خارجية لبنان الحالي عبدالله بوحبيب -المحسوب على التيار العوني والمقرب من حزب الله-، الذي كان يشغل منصب السفير اللبناني في واشنطن، هذا السفير وبعدما تبلغ رسميا من خارجية بلاده بإعفائه من منصبه، رفض تنفيذ الأوامر وامتنع عن مغادرة السفارة، وكذلك رفض إخلاء سكن…
زاهي حواسوزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
الخميس ٠٤ نوفمبر ٢٠٢١
منذ مطلع القرن التاسع عشر ظهر ما يعرف اصطلاحاً بالثورة الصناعية في أوروبا، وسرعان ما بدأت تنتشر رويداً رويداً في باقي أنحاء الأرض؛ وبدأ منذ ذلك الحين حدوث التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في المجتمعات التي طالتها سواء الثورة الصناعية أو حتى إرهاصاتها. وحقيقي أن المجتمعات بدأت تنمو بسرعة وتتجه نحو زيادة الاهتمام بالتعليم والصحة والبحث عن سبل الارتقاء بمستوى معيشة البشر، إلا أن هذه الثورة كانت أيضاً السبب في العديد من المشكلات والآثار السلبية التي لا يزال العالم إلى يومنا هذا يبحث لها عن حلول، وعلى رأس هذه المشكلات ما يعرف بـالتغير المناخي أو الاحتباس الحراري، وكذلك استنزاف مصادر الطاقة والموارد الطبيعية من على كوكب الأرض. ومما لا شك فيه أن إحلال الآلة محل يد العامل في الصناعة أدى إلى اندثار، بل واختفاء العديد من الحرف والصناعات اليدوية التي أصبحت مجرد ذكرى من زمن مضى. إلا أننا نكون قد تجاوزنا الحقيقة في اتهام الثورة الصناعية بأنها العامل الوحيد في…
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١
خاص لـ هات بوست: تقدم شاب للعمل في شركة تختص بنشر الموسيقى عبر الوسائط المتعددة، وبعد اجتيازه الاختبارات الخاصة بالشاغر المطلوب، تمت الموافقة على تعيينه، لكنه اعتذر لأن هناك من أخبره بحرمانية هكذا أعمال، وسيبحث عن عمل آخر لا يغضب الله. ربما لم يكن الشاب مضطراً لهذا العمل فانصرف لغيره، دون أن يتضرر، وربما لجأ إلى عمل آخر خارج نطاق دراسته ليتجنب الوقوع في الحرام، وافتراضاتنا هذه متفائلة جداً في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وسنجد من يقول سيرزقه الله من حيث لا يحتسب، لأنه عمل بما يرضيه، وينسون أن الله يرزق الناس مما عملت أيديهم. قد نعتبر الموضوع حالة خاصة، نادرة الحدوث لا تمس حياتنا الشخصية، ونرتاح لفكرة أن تحريم الموسيقى يصدر عن قلة من المتطرفين، لا يشكلون نسبة مرتفعة في مجتمعاتنا، ونحن نعيش إسلاماً وسطياً معتدلاً، لا مكان فيه للتشدد، ثم إن الموسيقى ليست بذات أهمية، ويستطيع الإنسان العيش بلا طرب، كما أنه يستطيع العيش بكلية واحدة، أفضل له…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١
للفيلسوف والأديب الألماني، يوهان فولفغانغ فون غوته، كلمة موجزة وبليغة جاء فيها: العمل سهل والتفكير صعب. وإن أمعنا النظر، فإن هناك جانبين اثنين، كل واحد منهما على درجة عالية من الأهمية والحيوية، وهما التفكير والعمل، فالتفكير، تم تعريفه من الكثير من العلماء وفي مختلف الحقب الزمنية، ومن بينها أنه: عملية ذهنية تقوم بها عقولنا تستهدف المحيط والعالم الذي نعيش فيه، من الخطط والأهداف والطموحات، ويعمل على التوصل للحلول وهو من مهام العقل وإعماله، وهو يهتم ويتعامل مع المعلومات ويوظفها. وأما العمل، فقد أبحر في وضع الكثير من التعاريف والمصطلحات له علماء العلوم الإنسانية على اختلافهم، ومن بين تلك التعاريف: أنه مجهود، يقوم به الإنسان بوعي ومعرفة، وذلك لتحقيق هدف أو عدة أهداف مثل صناعة أو إنتاج جوانب معيشية أو خدمية تفيد الإنسان وتزيد من رقيه وتطوره، ولكن إن عدنا إلى تلك المقولة، نجد أن التفكير أصعب، بينما العمل سهل، وتحمل هذه المقولة الكثير من الصحة والدقة، وإن أمعنا النظر جيداً…
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١
اليوم تتنادى الإمارات من شرقها إلى غربها وجنوبها وشمالها، من قمم جبال الفجيرة إلى سيوح الظفرة، لتشارك في احتفالية يوم العلم، في يوم مبارك من أيام وطن العطاء، إمارات الخير والمحبة، وفي مناسبة وطنية خالدة اعتمدها مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الحريص على تذكيرنا بها ودعوتنا للمشاركة فيها لأنها تمثل محطة مهمة في المسيرة المباركة، تواكب ذكرى تولي قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رئاسة الدولة، وما تحمله من دلالات عظيمة لتمجيد راية البلاد ورمز عزتها ومجدها. في هذا اليوم المبارك تتسابق مؤسسات الدولة من وزارات ودوائر وكذلك المدارس والجامعات ومختلف القطاعات لرفع العلم الذي يزين كذلك بيوت المواطنين والمقيمين، للتأكيد على وحدة الصف والوقوف تحت راية عظيمة ضحى الآباء والأجداد من أجلها، ورفعها لأول مرة على سارية قصر الضيافة (دار الاتحاد) في منطقة جميرا…
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١
في 22 يناير (كانون الثاني) 2011 كتبت هنا تحت عنوان: «الحفرة اللبنانية»، ما نصه: «صرح الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بأن الملك السعودي - الراحل الملك عبد الله رحمه الله - قد رفع يده عن الوساطة مع سوريا بخصوص ملف المحكمة الدولية في لبنان». فقيل في بيروت: هل غضبت السعودية على الحريري؟ فكان الرد: يا إخوان تنبهوا، فقد قال الأمير إنَّ الملك عبد الله قد تحدث مع الرئيس السوري الرأس بالرأس، وعندما لم يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه رفع يده. قالوا: آه... دخلك يعني السعودية رفعت يدها عن لبنان؟ فرد الأمير سعود أمس، وقال: فقط عن ملف الوساطة. وغداً سيقال في لبنان: دخلك... لماذا تراجعتم عن التراجع؟ وهكذا ستستمر الدوامة، فالحفرة اللبنانية تسحب كل من يحاول النزول فيها. والأمر لا يتوقف هنا، ففي حرب 2006، وعندما صدر البيان السعودي حول المقامرين، كان اللبنانيون يسألون: «من كتب الخطاب...؟! وتقول لهم: ما الفرق؟ كلهم رجال الملك عبد الله، ثم…
الأربعاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢١
كما توقعنا هنا بالأمس، بصعود قوي وفوري لأسهم سوق دبي المالي، حيث سجل أقوى تداولات منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، لتتجاوز القيمة السوقية حاجز 400 مليار درهم، رابحة أكثر من 10 مليارات درهم في يوم، بعد يوم من الإعلان عن 10 إدراجات لشركات حكومية وغير حكومية في سوق دبي، وإنشاء صندوق بملياري درهم كصانع للسوق. صحيح أنه قد تكون هناك تراجعات في الأيام التالية، وفقاً لآليات السوق وجني الأرباح، لكن ما هو أكيد أن قرار لجنة تطوير أسواق دبي المالية للوصول بقيمتها إلى 3 تريليونات درهم، منح الأسهم فورة انتعاش لم تشهدها منذ سنوات، والمؤشرات ظهرت أمس بارتفاع قيمة عدد كبير من الأسهم، كان أهمها ارتفاع سهم سوق دبي المالي، مضيف الأسهم الجديدة، بالحد الأعلى تقريباً (14.15%)، وحتى سهم «أملاك» الذي عانى طويلاً في السنوات الماضية ارتفع (10.45%). هذا في التأثير المباشر اليومي، لكن الخطوة أبعد من تداولات السوق، فالإدراجات دماء جديدة في شرايين الاقتصاد، بحكم أن الشركات المرشحة للإدراج،…
الثلاثاء ٠٢ نوفمبر ٢٠٢١
يتأكد يوماً بعد يوم أن تنافسية دبي النادرة لا تتقنها أي مدينة أخرى، وإلا لما استطاعت أن تتحول لمدينة عالمية في برهة من الزمن، بجاذبية استثمارية لا تقاوم. واللافت أن تلك التنافسية لا تستوردها بل تضع معايير تتفوق على العالمية، وتبقيها في قمة التنافسية التي تتعامل معها باعتبارها آلية التفوق. القائد محمد بن راشد وضع الرؤية وخارطة الطريق للبقاء في موقعنا في المقدمة، وشباب يتقنون لغة المستقبل ويترجمون تلك الرؤية بحروفها التي كتب بها مكتوم بن محمد معادلة ترسيخ دبي عاصمة للمال والأعمال، بمنظومة مالية بمعايير الشفافية وإنفاذ القانون، لأنه في دبي لا أحد فوق القانون. التوجيهات التي صدرت قبل يومين من محمد بن راشد، يتم البدء فيها بشكل فوري عبر الاجتماع الأول للجنة تطوير أسواق المال في دبي، لمضاعفة قيمة تلك الأسواق إلى 3 تريليونات درهم، وإذا علمنا أن القيمة السوقية لسوق دبي المالي تصل إلى نحو 400 مليار درهم، فيما يصل متوسط حجم العقود اليومية في بورصة دبي…
الثلاثاء ٠٢ نوفمبر ٢٠٢١
بقلب مفتوح، قرأت مقالات وتعليقات كثير من اللبنانيين، سواء ضد أو مع قرار السعودية سحب سفيرها من بيروت، وطلبها مغادرة السفير اللبناني في الرياض. ومنها مقال الزميل الأستاذ إياد أبو شقرا في هذه الصحيفة، تحت عنوان «إيران الرسام وسوريا الصورة الأصلية، ولبنان نسختها». ما لفتني في مقال الأستاذ إياد مسألة أشار إليها بكثير من اللطف الجم، ودماثة الخلق، وحرقة الدفاع عن مواطنه اللبناني، حين ذكر أن «اللبناني الشريف الذي يعمل بكد وشرف في دول الخليج، غير مسؤول عن تصرفات أي لبناني آخر ولا عن أخلاقياته. ومن واجبات الأخوة، في الاتجاهين أن يكون اللبناني وفياً لمشاعر الأخوة بقدر وفائه للقمة عيش أهله، وفي المقابل، من واجبات أهلنا في الخليج أن يدركوا أن في لبنان اختلافات سياسية عميقة حتى على هوية البلد ومصيره لا تجيز التعميم». أوافق تماماً أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وهذا مبدأ عدلي لا غبار عليه. السعودية ودول الخليج، تسمح أنظمتها بالعمل للأجانب، ولكن يظل على الشركات والمؤسسات…
الإثنين ٠١ نوفمبر ٢٠٢١
ينعقد حالياً مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دورته الـ26، ويرمز إليه بالحروف COP 26، وهي اختصار Conference of Parties أي مؤتمر الأطراف، وهو مؤتمر دولي بشأن التغير المناخي، حيث يجتمع رؤساء الدول والقادة السياسيون لمناقشة العمل بشأن تغير المناخ، ويتم استضافة المؤتمر كل عام من قبل دولة مختلفة لضمان تمثيل جميع المناطق. هذا العام تتشارك المملكة المتحدة مع إيطاليا في المؤتمر الرئيس الذي سيعقد في مدينة غلاسكو بأسكتلندا. وبموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) لعام 1992، تلتزم كل دولة بموجب المعاهدة بتجنب تغير المناخ الخطير، ويجب أن تعمل كل الدول من أجل إيجاد طرق للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم بطريقة منصفة. وتعتبر الاجتماعات السنوية هي وسيلة للمساعدة في تحقيق ذلك بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. ومن المتوقع أن يحضر نحو 25 ألف شخص تلك الفعالية المهمة التي تنعقد عليها الآمال، فما الذي يأمل سكان كوكب الأرض في تحقيقه؟ سيناقش قادة…
الإثنين ٠١ نوفمبر ٢٠٢١
إجراءات دول الخليج العربي ضد لبنان، لا علاقة لها بالضغط أو الابتزاز، كما يدعي أتباع حسن نصر الله. هذا موقف من حكومة أخطأت في حق دولتين من دول الخليج العربية، وسمحت لوزير عضو فيها، بأن يخرج إلى العلن، ليؤكد أنه لم يخطئ، ومتبجحاً بأن كلامه عن اليمن والحوثيين، قد يكون سبباً في إنهاء الحرب! لقد انتظرنا أن يتحمل الرئيس اللبناني مسؤولياته، وأن يقدر رئيس الوزراء واجباته، واتبعت دولنا الخطوات الدبلوماسية المرعية في مثل هذه الحالات، فكان استدعاء السفراء في أربع دول، وتحميلهم احتجاجات على ما قاله قرداحي، فإذا بالرئيس يدافع عن المخطئ، ويطلب الرضا من الأشقاء، ويبرر الواقعة بناء على وقت إجراء اللقاء وتسجيل البرنامج، مدعياً أنه قال ذلك الكلام المؤيد لوجهة النظر الإيرانية، وحزبها اللبناني المسمى «حزب الله»، قبل أن يصبح وزيراً، وهذه حجة واهية، فلو أن قرداحي قال ذلك الرأي قبل سنة أو سنتين، لكان رد الفعل هو نفسه، فنحن جميعاً نقف أمام مبدأ يحكم العلاقات العربية العربية،…
الإثنين ٠١ نوفمبر ٢٠٢١
أحداث السودان مثيرةٌ هذه الأيام، ولا تخطئ العين أن الإعلام السياسي العربي يمرّ بمرحلة كاشفة، تعيد للأذهان أسوأ مراحله والأدوار التضليلية التي مارسها إبان ما كان يعرف بالربيع العربي 2011 تجاه ما يجري في السودان 2021، والمتابع لأغلب تغطيات وسائل الإعلام العربية مسموعة ومرئية ومكتوبة يجد نفس المفردات وذات التهييج، حيث فقدان الموضوعية والانتقال من نقل الخبر إلى التحريض. قبل عشر سنواتٍ كان «أوباما» يبشر بزوال الأنظمة العربية ويدعم وصول «جماعة الإخوان» إلى السلطة، وسارت وسائل إعلامية عربية كبرى في ركابه، هاجم «أوباما» العسكر فهاجمها «الإخوان» فهاجمتها تلك الوسائل الإعلامية. كان بعض المذيعين والمعدّين والصحافيين والكتّاب يرددون بحماسة ودون وعيٍ التشكيك في العسكر والتماهي مع خطاب «جماعة الإخوان» وحقهم في الحكم. اليوم وبعد عشر سنواتٍ، المشهد يعيد نفسه، في السودان هذه المرة، نفس اللغة وذات الأداء، حتى أن البعض يظهر حماسةً غير مبررةٍ، بلغة الجسد المتحفزة وعبارات التحريض ومقاطعة أي رأي مخالف وقطع أي فكرة لا تدين ما جرى، وكأن…