آراء

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

شهوة الاقتناء!

الخميس ٠٥ أغسطس ٢٠٢١

فيما مضى، حتى قبل دخولنا عصر العولمة، كان المناهضون لثقافة السوق والرأسمالية، إضافة لعلماء الاجتماع والسلوك يحذرون من تفاقم ثقافة الاستهلاك، لأنها ثقافة ذات مردود لاإنساني على سلوكيات الفرد والمجتمع معاً، فالأفراد الأكثر استهلاكاً غالباً ما يبدون أنانيين، غير مبالين باحتياجات الآخرين، وشرهين مادياً. إن سلوك الاستهلاك يحتاج إلى وفرة مادية قابلة للإنفاق والاستهلاك الدائم دون الالتفات إلى ضرورته أو أهميته، وأخيراً فإن هؤلاء الاستهلاكيين وبسبب أنانيتهم وشهوة الاستهلاك المتفاقمة لديهم، يضرون بالموارد وبالبيئة، وبمشاعر الآخرين دون اهتمام أو انتباه أو إدراك! ورغم التحذيرات وآلاف الكتب والمقالات والمحاضرات، إلا أن شراسة السوق كانت أقوى، واستطاع أربابها أن يفرضوا نفوذهم وتحديداً قانون وثقافة الاستهلاك، التي ما عاد أحد ينتبه لها، بعدما تحولت إلى قانون حياة وسلوك عند غالبية الناس وتحديداً في مجتمعات وأوساط الوفرة والغنى، الجديد هو ما جاءت به عولمة التكنولوجيا، ومواقع التواصل، وظاهرة التسوق الافتراضي، التي أشاعت شهوة الاقتناء المتفاقمة وطورتها عبر مضامين وتأثير مشاهير الـ(فيسبوك، سناب شات، إنستغرام..)!…

«ثوبان».. والتأمين

الخميس ٠٥ أغسطس ٢٠٢١

خلال الأيام القليلة الماضية تعرضت بعض مناطق الدولة، وبالذات التابعة للفجيرة لعواصف قوية مصحوبة بأمطار غزيرة تسببت في الحاق بعض الخسائر المادية المتفاوتة، خاصة في منطقة ثوبان الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً عن مدينة الفجيرة والمعروفة بوجود عدد من المحال المتخصصة في خدمة المقطورات والخيام وبيع مستلزمات التخييم كونها على طريق السياح والزوار الذين يتوافدون عليها وعلى المناطق المجاورة للاستمتاع بجمال الطبيعة، سواء لعشاق الرحلات البحرية، أو التخييم في فصل الشتاء لتميز أجوائها. أصحاب المحال المتضررة من الأحوال الجوية المتقلبة سواء في ثوبان أو غيرها من المناطق غالباً ما يجدون أنفسهم وحيدين أمام ما لحق بهم من خسائر وتعطل لمصالحهم ومصادر دخلهم الوحيدة، على الرغم من حرص الجهات المختصة في الإمارات على إصلاح الأضرار وتنفيذ أعمال إنشائية للتعامل مع مثل تلك الظروف، والتي بدورها تستغرق بعض الوقت، لتتمكن بعدها المنشآت المتضررة من استئناف نشاطها من جديد. كما إن تلك الجهات الحكومية تعمل على تقديم الدعم والعون لأصحاب المشاريع الصغيرة المتضررة،…

طارق الحميد
طارق الحميد
كاتب سعودي

إيران… والكذب!

الأربعاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢١

يقول الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني، إن بلاده «لم تقل أجزاء من الحقيقة» للشعب في بعض الأحيان خلال فترة ولايته التي استمرت ثماني سنوات، مضيفاً: «ما قلناه للناس لا يتعارض مع الواقع، لكننا لم نخبر الناس بجزء من الحقيقة... لأنني لم أجدها مفيدة، وكنت أخشى أن تضر بالوحدة الوطنية». وقال موجهاً كلامه إلى الإيرانيين: «إذا كان لدينا عيب نعتذر للناس، ونطلب منهم المغفرة والرحمة». معنى كلام روحاني هذا بلغة واضحة لا مواربة فيها أن حكومته دأبت على الكذب على المواطنين، وهذا شأن إيراني، والسؤال هنا هو عن الكذب الإيراني على المنطقة، والمجتمع الدولي! كم مرة كذبت إيران، فقط في فترة روحاني، وليس منذ الثورة الخمينية، على العراق، والسعودية، وكل دول الخليج، وعلى اليمن، ولبنان، والسوريين، وكم اقترفت من جرائم بحق المنطقة وشعوبها؟ كم مرة كذبت إيران على حلفائها الصين وروسيا؟ وكم مرة كذبت على الأوروبيين بالاتفاق النووي؟ وكم مرة كذبت على الأميركيين، وإن كان بعلمهم، رضاءً أو سذاجة؟ كم…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

أين تقع «ترينداد وتوباغو»؟ وماذا نعرف عن جمايكا ومنغوليا؟

الأربعاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢١

لسنا أميركا، ولا نمتلك أياً من إمكاناتها البشرية أو العلمية أو الرياضية، كما أننا لسنا الصين أو أياً من الدول الأوروبية، نعترف بذلك، لذلك فلن نقارن أنفسنا بهم إطلاقاً في المنافسات الأولمبية، ولن نسأل أنفسنا، ولو مجرد سؤال عابر: لماذا تفوقت أميركا أو الصين في الأولمبياد، وأخفقنا نحن؟ ولماذا لا نحقق ميداليات أولمبية مثلهم؟ لن نسأل أنفسنا يوماً هذا السؤال، لأن المقارنة هنا مختلة، وغير عقلانية، بل وظالمة! ولكن من حقنا أن نتساءل، وباستغراب شديد، عن كيفية نجاح دول أخرى، لا تتفوق علينا بأي شيء، بل إنها تعتبر دولاً «قزمية»، كما يحلو للبعض تسميتها، لا تتمتع بإمكانات اقتصادية أو ديموغرافية، ولا يمكن مقارنتها بإمكانات ومكانة دولة الإمارات، ومع ذلك تفوقت ونجحت ودخلت التاريخ، وحققت عشرات الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، فيما حصلنا نحن، طوال مشاركاتنا الأولمبية، وعلى مدار 38 عاماً، على ميداليتين فقط: ذهبية وبرونزية، رافقهما، ومازال، إخفاق عام في الألعاب الرياضية كافة! نسمع عن جمايكا، تلك الدولة القابعة في بحر…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

جرائم الآباء!

الأربعاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢١

(الآباء يأكلون الحصرم، والأبناء يضرسون) ما يعني أن هناك من يرتكب الخطأ، وهناك من يتكبد دفع الفاتورة نيابة عنه، هناك آباء يقسون ويهينون، ويمارسون أبشع أساليب التربية والنتيجة أطفال ناقمون على الحياة والآخرين، وأما كراهيتهم واحتقارهم لذواتهم فحدث ولا حرج! في العبارة (والتي يقال إنها وردت كآية في التوراة) فإن الحصرم هو العنب غير الناضج، ويتميز بطعمه وتأثيره السيئ الذي يؤثر على الأسنان، والمعنى أن الآباء يقومون أحياناً بأفعال معيبة أو فاضحة أو قاسية أو ذات أثر مدمر على الأبناء، فيدفع هؤلاء الأبناء الثمن غالياً، وبشكل يصعب ترميمه أو إصلاحه لاحقاً. هل يقصد الآباء تدمير أبنائهم؟ وهنا لا بد من السؤال الآخر الأكثر ضرورة: هل يعي الآباء حجم الدمار الذي يسوقونه بإصرارهم على تربية أبنائهم، وفي نهج تربوي قاس أو مبالغ في صرامته إلى درجة العنف أو الوحشية أحياناً؟ قد يستغرب البعض السؤال، لكن ذلك يحدث كل يوم، ولعشرات الأبناء والبنات، الذين يلجؤون إلى مراكز الاستشارات والمعالجين النفسيين لإصلاح الخلل،…

الغنّوشي وأحاديثه الهزلية

الأربعاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢١

لم نستغرب اتّهام المدعو راشد الغنّوشي الإمارات بأنها تقف وراء ما أسماه «انقلابــاً حدث في تونس»، ذلك لأننا ندرك «سلوك الإخوان» كجماعة براغماتية ورثت الخداع، ودرجت على قلب الحقائق والقفز على الأحداث، ووقفنا على عنفها الحقيقي كتنظيم يدمغ التآمر مساره السياسي، وبين هذا وذلك الخيانات المستمرة للأوطان وأهلها. الأمر الوحيد الذي نستغربه هنا هو أن «الجماعة» لم تقتنع حتى الآن بأن الشعوب العربية تغيّرت بعد «ربيع الفوضى»، واستوعبت الدرس جيداً، ولم يعد من الممكن خداعها تحت أي شعارات أو دعاوى. أمور كثيرة تناساها المدعو الغنوشي، أهمها أن الرئيس التونسي هو بالأساس خبير في القانون الدستوري، وأن القرارات الأخيرة التي أصدرها تمت وفق دستور وضعته «حركة النهضة» نفسها. كما تناسى الغنوشي أن عين الشارع التّونسي أصبحت أكثر اتّساعاً، وأنه يردد اليوم المقولة الشهيرة: «لقد هرِمنا»، لكن في سياق آخر هذه المرة، بعد عشر سنوات كادت أن تبعث «بوعزيزي» آخر أنهكه الإحباط والفساد واستشراء النفوذ، وارتفاع الأسعار وفشل المنظومة الصحية، والأدهى من…

علي عبيد
علي عبيد
كاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة

تونس تصحّح الصورة

الإثنين ٠٢ أغسطس ٢٠٢١

مثلما انطلقت الشرارة الأولى من تونس في شهر ديسمبر 2010 عندما أحرق محمد البوعزيزي نفسه في الحادثة الشهيرة التي أطلقت عاصفة النيران التي أشعلت المنطقة العربية، تعود تونس بعد عقد من الزمن لتصحح الصورة، فكيف لنا أن نفسر ما حدث على مدى عشر سنوات عاصفة، وكيف لنا أن نتوقع ما سيحدث في ضوء بصيص الأمل الذي لاح لإعادة عربات القطار إلى المسار الصحيح بعد أن سقطت الأقنعة وانكشفت النوايا؟صحيح أن أحداً لم يتوقع أن تجري الأحداث على النحو الذي جرت عليه منذ ذلك التاريخ، وصحيح أن أكثر الناس قدرة على التوقع لم يتصور أن تتهاوى بعض الأنظمة العربية وتتداعى بهذه السهولة مثل أحجار الدومينو. ربما كان وراء ما حدث نيات طيبة أخرجت غالبية الناس إلى الشوارع لتصحيح الأوضاع التي كانت تسير نحو الانحدار، لكن الحقيقة أن هناك أصحاب نيات خبيثة استغلوا ما حدث لتحقيق أجندات خفية وقفزوا إلى السلطة. لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، إذ سرعان ما انكشف المشهد عن…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

سوقطرى.. لا يليق بها النسيان

الإثنين ٠٢ أغسطس ٢٠٢١

بعض المدن والجزر التي يكون لها ذكر في التاريخ القديم، تظلمها الجغرافيا في وقتها الراهن ويتناساها التاريخ، منها هذه الأماكن العربية التي كانت لها شَنّة ورَنّة في الماضي، وغابت في الحاضر، جزيرة سُقَطّرى، وهي أرخبيل مكون من ست جزر، في المحيط الهندي، مساحتها تقريباً 3800كم مربع، وطول شواطئها 300 كم، وسكانها يربون على 175 ألف نسمة، كانت قديماً تسمى جزر السعادة، وتعد من الأماكن المقدسة لأنها تصدر العطور والبخور واللبان، والتي كانت تستخدم في المعابد ودور العبادة، وكانت مرتبطة بطقوس السحر والصلوات عند الشعوب المختلفة، موقعها قبالة القرن الأفريقي، وعلى خاصرة الجزيرة العربية أعطاها موقعاً استراتيجياً مميزاً للمرور والعبور وتبادل التجارة والبضائع، إضافة إلى ما تميز به سكانها من روح المغامرة والأسفار. اليوم وخلال زمن النسيان لهذا الأرخبيل العربي، وتجاهل من جانب الكثير من الدول العربية التي تشكو نفسها لنفسها أو تشكو مسؤوليها لما حلّ بها وبالمساعدات التي تقدم لها بين ما هو متصرف لمتطلبات شخصية «ضرورية»، وما هو متصرف…

الغنوشي… الإرهاب لا يفيد

الإثنين ٠٢ أغسطس ٢٠٢١

... وكأننا في فيلم مكرور، تعاد لقطاته على الشاشة مرة جديدة، جماعة أحادية التوجه الذهني، دوغمائية تؤمن بامتلاك الحقيقة المطلقة، توقف عقلها عن الإبداع، وتوارت لعقود وراء الأقنعة الإيمانية، وليتها كانت إيمانيات تستنقذ البشر من لُجّة الهاوية، بل خيوط ضبابية، وخطوط ماورائية، تنكشف فقط للذين لديهم علم من كتاب. في حواره مع صحيفة «كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية، نهار الجمعة الماضي، كان راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» التونسية، ذات التوجه الإخواني، ينذر ويحذّر من انتشار العنف في الداخل التونسي، إذا لم يتراجع الرئيس قيس بن سعيد عن قراراته الأخيرة. ولأن إيطاليا الجار الأقرب، فقد عمد الغنوشي إلى تفعيل منظومة التهديد والوعيد، والتي تحمل رؤية لهجرة غير شرعية قد تصل إلى مئات الآلاف من المهاجرين غير القانونيين، الذين سيطرقون أبواب إيطاليا الجنوبية. حديث الغنوشي من غير مواراة أو مداراة، هو عين خطاب جماعة «الإخوان» في مصر قبل نحو ثماني سنوات، من غير تبديل ولا تعديل، الأمر الذي يجعلنا نقطع بأن حركة «النهضة»…

سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

انتبهوا أيها «الماكنماريون»!

الإثنين ٠٢ أغسطس ٢٠٢١

المبدع والمتميز جداً، وأحد أشهر من يقدمون محتوى مفيداً وهادفاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ياسر حارب، تحدّث عبر حسابه على «سناب شات»، عن موضوع في غاية الأهمية، هو اعتماد كثير من المسؤولين والجهات، وحتى الأفراد، بصفتهم الشخصية في حياتهم العادية، على المؤشرات الكمّيّة وحدها، في تقييم فعل معين، أو قرار معين، أو حتى تقييم موظفين أو أشخاص معينين، والمؤشرات الكمّيّة هي التي تعتمد على الأرقام كوحدة قياس، ومن خلال تلك الأرقام، يتم تحديد مستوى النجاح والفشل، وبناء على ذلك يتم اتخاذ القرار. ياسر حارب ضرب مثلاً بماكنمارا، وهو وزير الدفاع الأميركي من عام 1961، في عهد الرئيسين جون كنيدي، وليندون جونسون، وهو أحد الأشخاص الذين كانوا وراء اتخاذ قرار شنّ الحرب على فيتنام، واعتمد في إثبات نجاح القوات الأميركية خلال الحرب على مؤشر قياس كمّيّ واحد فقط، هو عدد القتلى من الجانب الفيتنامي، في حين تجاهل كل المؤشرات الأخرى، ولذلك كان الجيش الأميركي يقصف قرى كاملة بأطفالها ونسائها ومدنييها، لو…

وطن بجناح النسر يتوسع حباًً

الأحد ٠١ أغسطس ٢٠٢١

الإمارات في وجدان العالم، جناح وظل، وسبر وخل، تمضي في الدنا وعياً كونياً تحدق في الوجوه وابتسامة الشهم تجلل الكون برهافة الغيمة، وشفافية النجمة وسلام الأفئدة يطوق الأعناق، ويكحل الأحداق، وفي الأعماق أشواق، ترفرف بأجنحة التوق إلى عالم يتحرر من الغبن والشجن، وشعوب ترفل بثوب الفرح، يزملها شرشف التفاؤل وهي في الطريق إلى المستقبل، والرسالة هي أن نعيش معاً على ظهر كوكبنا، مفعمين بحب وحدة الوجود، ولا غير الحب يجمعنا، نرتل من خلاله أنشودة الوئام، والتصالح مع النفس، ذاهبين إلى الحياة بقلوب ملأى بعذوبة الأنهار الصافية والمبادئ الإنسانية التي جبل عليها الطير والشجر. هكذا شاهدنا، وتابعنا استقبال سيباستيان كورتس مستشار جمهورية النمسا الاتحادية في فيينا، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هكذا لمسنا عظم الإمارات في ضمير العالم، هكذا عودتنا القيادة الرشيدة كيف تكبر الأوطان عندما يلفها الحب، ويطوقها الوعي بأهمية أن نكون كباراً في التحامنا بالعالم بحبل المودة، وتحيطنا…

تونس الخضراء… هل تعود؟

الأحد ٠١ أغسطس ٢٠٢١

  عقد مضى من الزمان مرت فيه تونس الخضراء بجميع ألوان الدهر وصروفه إلا الأخضر، فمرت بالأحمر القاني دماءً وإرهاباً، وعبرت الأسود القاتم فوضى وتخريباً، وقد ضمنت استمرار ذلك كله «حركة النهضة» الإخوانية تحت قيادة المراقب الإخواني العتيد راشد الغنوشي، وحين بلغ السيل الزبى، وكادت الدولة التونسية تنهار، انتفض الشعب التونسي مع الرئيس قيس سعيد، بقراراتٍ تاريخيةٍ قد تعيد تونس خضراء مجدداً إذا نجح المسعى وتحققت الغاية. حدثٌ مهمٌ في ظل انتعاش «الزمن الأصولي» في المنطقة، وهو يسير عكس اتجاه الأحداث، ويحتاج لكثيرٍ من المواقف السياسية المؤيدة، بخاصة من الدول العربية القائدة والرائدة التي واجهت «الربيع الأصولي» أو ربيع «استقرار الفوضى»، وراهنت على «استقرار الدولة» ووعي الشعوب، ورفضت الحلف الأصولي مع اليسار الليبرالي الغربي، ونجحت في رهانها، وعادت مصر، واستقرت البحرين، وتوقف المد، وإنْ إلى حين. بدا الرئيس قيس سعيد، منذ إعلانه اضطراره لإنقاذ الدولة التونسية وإعادة بناء المنظومة السياسية في البلاد، وما تلاه من قراراتٍ حازمة، قانونياً محترفاً وسياسياً…