الثلاثاء ١٥ يونيو ٢٠٢١
ليس تكذيباً لرواية ذلك السائح الذي ادعى سوء معاملته في مطعم في دبي، ولكن لتوضيح بعض الأمور التي يعرفها الجميع عن الخدمات في مدينة دبي، خصوصاً أن الفيديو الذي انتشر يحمل في طياته الكثير من الرسائل السلبية، التي نعتقد أنها لا يمكن أن تكون موجودة في عقلية أي مستثمر بشكل عام، فما بالكم بذهنية وعقلية من يعملون في مجال الاستثمار السياحي في دبي، كالفنادق والمطاعم وغيرها من منشآت ترحب بالضيوف باعتبارهم عملاءها وزبائنها، وهم تحديداً رأسمالها ومصدر دخلها. ما لا يمكن أن نصدقه أن المعاملة تغيرت وأصبحت سيئة لمجرد أن موظفة الاستقبال عرفت جنسية الشخص، وهذا أمر مُجافٍ ومخالف للحقيقة، فصراع الجنسيات والتمييز بين الناس بسببها لا يوجد هنا في دبي، ولا يُسمح بوجوده، بل على العكس تماماً، الإمارات دولة مشهود لها بالتعايش السلمي بين أكثر من 200 جنسية، وهذا ما لا يوجد في أي بلد آخر، ولا يوجد سبب مقنع يجعل الموظفة تسيء التعامل مع زبائن بسبب جنسيتهم، في…
الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١
العملية الإرهابية التي نفذها شاب كندي بقتل عائلة مسلمة دهساً بشاحنة في مدينة لندن الكندية أدت إلى مقتل 4 من أفراد العائلة، والخامس مصاب بجروح خطيرة. بعد هذه الجريمة البشعة، تساءلت، أين التسامح؟ هذا السلوك الإرهابي الذي لا دين له ولا جنسية ولا انتماء، هذا السلوك المنفلت المتطرف هو نتيجة عمليات غسيل عقول مستمرة تدعمها منظمات إرهابية تتلقى التمويل من جهات أو دول لها أجنداتها الخاصة التي لا علاقة لها بمبادئ التسامح والتعايش والأمن والسلام للجميع. السلوك الإرهابي لم يولد مع الإنسان، هو صناعة في معامل التطرف والتعصب والعنصرية. هو ترجمة لفكر منفصل عن الواقع يقود إلى قتل الأبرياء، هو تدمير وتفجير وتخريب للعقول قبل أن يصل إلى قتل الإنسان أو تفجير المباني، هو سلوك يعبر عن الجهل والعجز، وفشل المؤسسات التعليمية والفكرية والإعلامية في اتخاذ مواقف جادة وعملية ومستمرة في مكافحة التطرف والإرهاب. قلت في مقال سابق عن التسامح إن الإنسان يصر على وضع نفسه في قفص الاتهام متهماً…
الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١
يقول الرئيس الإيراني حسن روحاني، المشارف على انتهاء فترته الرئاسية: «لا يغفر الله لمن لم يسمحوا لنا بإقامة علاقات طيبة مع بعض جيراننا، لقد قاموا بأشياء طفولية وغبية، هاجموا المراكز الدبلوماسية». مضيفاً: «لولا هؤلاء لكنا في ظروف أفضل اليوم»، مجدداً التأكيد على ضرورة إقامة علاقات دبلوماسية بين إيران وجيرانها. ومن الواضح أن المقصود بخطاب روحاني، الذي لم تنقله وكالات الأنباء الإيرانية، وحتى كتابة المقال، هو العلاقات مع السعودية. والقصة، لمن لا يتذكر، هي عندما اقتحم في الثاني من يناير (كانون الثاني) 2016 أفراد من قوات «الباسيج»، و«الحرس الثوري»، السفارة السعودية بطهران، وكذلك القنصلية السعودية في مشهد، ما نتج عنه قطع العلاقات. وعليه بحال كانت تصريحات روحاني دقيقة، والتي لم تنقلها الوكالات الإيرانية، كما أسلفنا، فنحن هنا أمام عدة أسئلة، وقبل الشروع بمناقشتها لا بد من تذكر أن السياسة شأن مختلف براغماتي مبني على المصالح. ولا بد، مثلاً، من وجود قنوات خلفية للاتصال بالعدو، ولو بحالة حرب، فما بالك بعلاقات بين…
الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١
يُعَدّ مجلس الأمن من الأجهزة التي لها أهمية خاصة دون مختلف أجهزة هيئة الأمم المتحدة، وتنبع أهميته من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، من قِبَل الهيئة، في المحافظة على السلم والأمن الدولييْن، والصلاحيات الواسعة المُخَوَّلة له لتحقيق هذه المسؤولية، ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة فمجلس الأمن، دون غيره، هو الجهة الدولية المخوّلة من قبل دول العالم، بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين. ولفهم أهمية مجلس الأمن، ودوره الحيوي، للحفاظ على أمن كوكب الأرض، لابد من المرور على الصلاحيات التي منحت له في الميثاق، والتي وقعتها جميع دول العالم، المنضمة إلى الأمم المتحدة، وهي تعتبر من أوسع الاختصاصات وأشملها، مقارنة بأجهزة هيئة الأمم المتحدة الأخرى. فمجلس الأمن هو المسؤول عن المحافظة على السلم والأمن الدولييْن، وفقاً لأسس الأمم المتحدة ومقاصدها، وهو الذي يبحث أي نزاع أو موقف قد يؤدي إلى خلاف دولي، ويصدر التوصية بطرق تسوية هذا النزاع، أو شروط التسوية، كما يقوم بصياغة خطط لوضع نظام لتنظيم التسلح، وتحديد ما يمكن أن يمثل…
الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١
دلالات سياسية غاية في الأهمية، يضيئها إنجاز الإمارات الدبلوماسي التاريخي، بفوزها بعضوية مجلس الأمن الدولي، وما تبع هذا الفوز من اعتزاز وترحيب عربيين ودوليين، بانضمام الدولة إلى هذا المحفل العالمي المؤثر، فليس من برهان أقوى على الثقة التي باتت تمتلكها الإمارات، من هذا الإجماع العالمي، على نموذجها المتميز، تنموياً وقيمياً وسياسياً، ليأتي هذا الفوز شهادة حق بمكانة الإمارات، ودورها الحضاري والإنساني على كل الصعد. وفي المقام الأول، يشير الإنجاز بوضوح إلى الموقع الدولي التي تحتله اليوم الإمارات، بدبلوماسيتها الكبيرة، التي شيدتها على دعائم قوية من النهضة التنموية المتصاعدة، وأثرها في تعزيز التنمية في المنطقة والعالم، ومن جسور المحبة والخير التي أقامتها مع دول وشعوب الأرض كافة، ومن قيم الإنسانية والتسامح والأخوة والسلام، التي حملت راية نشرها بين البشرية، بل إن الإمارات تنظر إلى هذا الإنجاز، كمنصة فاعلة، تتطلع عبرها لفترة عضوية فاعلة وإيجابية ونشطة في مجلس الأمن الدولي، تستطيع من خلالها خدمة أولوياتها الإنسانية، ومسؤوليتها في ترسيخ السلام والتعاون والتنمية…
الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١
الإمارات تدخل بيت العضوية في مجلس الأمن بمعطف الأفضلية، وتلج محيط العالم الأشمل، والأكمل من باب القوة الفاعلة في بناء مجتمع إنساني، يؤمه السلام، ويضمه الوئام، ويلف لفيفه التضامن، ضد كل ما هو غث، ورث، وكل ما يحيق، ويعيق، وكل ما هو يعرقل، ويكبل، وكل ما هو يضمر العداوة ضد الحقيقة، وكل ما هو يكن للإنسانية البغض ونكران الجميل. الإمارات نالت الظفر بالانتماء إلى كون مجلس الأمن، بإمكانياتها الهائلة، وقدراتها المذهلة، وملكات سياستها المدهشة، فاستحقت هذا التتويج، وهي اليوم نجمة ساطعة في سماء العلاقات بين الدول، وراعية لكون يهنأ بالأمن والطمأنينة وهي ساقية لظمأ الوجود، وهي القوة الناعمة التي تحيك قماشة الكون وتمنحه البريق وتهديه الصرامة، وتوطد علاقته بالحياة، وترسخ جذوره في التطور، والرقي، والازدهار. الإمارات عبرت محيط مجلس الأمن بسفينة الحب، فنالت الاعتراف المستحق، وحظيت بالرضا، والقبول من لدن دول وجدت في حضور الإمارات دولياً، مصباحاً منيراً يضيء درب الدول، ويفتح نافذة جديدة للعالم، كي يستمر في تلاحمه، وانسجامه،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ١٢ يونيو ٢٠٢١
تبدو فكرة عظيمة جداً، تلك التي جاءت في الكتاب الذي نال جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب هذا العام 2021، وهو «في أثر عنايات الزيات» للكاتبة والشاعرة والمترجمة المصرية د. إيمان مرسال، الأستاذة بجامعة ألبرتا في كندا، إنها فكرة تفرغ أديب أو شاعر لتتبع أثر كاتب آخر وُجد في زمن آخر، كان يعتقد بأنه الزمن الخطأ! وبقدر ما نظر البعض للكتاب على أنه كتاب يناقش حالة مصرية بذاتها وملابساتها، فإن كثيرين اتسعت رؤيتهم ليجدوا في الكتاب حالة إنسانية عامة، يمكن أن نجدها أو نسمع عنها في كل مكان، إنها حالة تشبه وقوع المرء في الحب، أو اليأس، أو الإصابة بالاكتئاب أو معاناته من الاغتراب أو بحثه الدؤوب عن المعنى، وفي كل ذلك لا خصوصية في الأمر، فكل هذه الحالات تقع لكل الناس في كل مكان. لقد تتبعت إيمان بدأب، وشجاعة، وشعور بالمسؤولية، حكاية روائية مصرية شابة أقدمت على الانتحار في ستينيات القرن المنصرم وفي تاريخها ليس سوى رواية واحدة فقط…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ١٢ يونيو ٢٠٢١
العيب هو في خيانة الأوطان تحت شعارات ملفقة، في أغلبها آيديولوجية، وليس أن يحب الناس أوطانهم، فذلك إنساني وطبيعي. حولنا في هذا العالم العربي الذي نعيش كثير من ذلك التلفيق، وجب كشفه، وهو خيانة الوطن من أجل إعلاء مصالح وطن آخر، وعلى حساب أغلبية المواطنين. في الذهن أولاً، وليس كلياً، ما يحدث في العراق، فقد خرج العراقيون في مظاهرات تحت شعار غير مسبوق «من قتلني؟» جراء الاغتيالات المنظمة لناشطين عراقيين، كل مطالبهم أن يعيشوا في بلد «حُر ومستقل»، فالأرجح أن تتم إحالة المتسائلين إلى إخوانهم في لبنان الذين يعرفون الإجابة منذ مقتل رفيق الحريري إلى مقتل لقمان سليم، مروراً بعدد كبير من المغدورين اللبنانيين، الذين أصبحت معلومات من قتلهم متاحة، فمن قتل هؤلاء في لبنان هم من قتل الناشطين في العراق، ليس بأفرادهم، ولكن بكُنه المحرضين لإسكات الأصوات التي تطالب بالتحرر من نفوذه، وسوف يستمر الاغتيال في العراق. الفاعل جماعات عربية استحوذت على إرادتها القوى القابضة على القرار في طهران،…
السبت ١٢ يونيو ٢٠٢١
سطر جديد أضافته بلادنا أمس إلى قصتها في الطموح والتحدي، إثر فوزها المستحق بمقعد غير دائم بمجلس الأمن للفترة 2022 - 2023، في إنجاز جديد يؤكد أن استعدادنا لاستحقاقات المستقبل كان مدروساً وذكياً. 179 دولة منحت بلادنا صوتَها إيماناً بأن هذا النموذج التنموي قادر على إثراء مستقبل العالم، وصناعة فرص جديدة للسلام والاستقرار والأمن والرخاء، وتطوير حلول تتجاوز الاحتياجات لتخدم مستقبل البشرية كلها. دلالات كثيرة يشير إليها الحدث، أبرزها: الاحترام الدولي العميق الذي تحظى به الإمارات، والتقدير العالمي لدورها البارز ومساهماتها الجليلة من أجل رسالة الاستقرار والسلام التي اختارت لنفسها أن تؤديها. كما إن هذا التأييد العالمي الواسع يشير بجلاء إلى ثقة المجتمع الدولي برؤيتنا وتعايشنا وانفتاحنا وقيمنا الحضارية ورغبتنا الأكيدة في تعزيز تفاعلنا مع الشعوب في إطار من التسامح والتعايش والعمل معاً لعالم أفضل. بعضوية مجلس الأمن، نجني ثمار مصداقيتنا، مكانة دولية راسخة وسمعة طيبة لبلد فاعلٍ وقادر، وتزيد ثقتنا ببلادنا وقيادتنا، ويملؤنا طموح آخر متجدد بترسيخ بصمتنا في…
الجمعة ١١ يونيو ٢٠٢١
شاعر الفجر والماء، هو بعينه كما ينبغي على الفجر أن ينسرب في النفوس، وما على الماء أن يسيل في الجهات، وبماذا يصلح للماء إذا استحال جسداً وقلباً ولغة، سوى أن يتخلّق في ذلك الكائن الروحاني.. محمد العلي، أو بصفته وشهرته الرقيقة «شاعر الماء»! من اقترب من شاعر الماء قليلاً، قليلاً فقط، سيغمره بغيمةٍ واعية وإنسانيةٍ خالصة.. ولن يصدق أبداً أن هذا «العلي» يوشك أن يلامس عامه التسعين، لن يصدق، لأنه لا أحد يقول له «هيّا» إلى أي دربٍ جميل، إلا ويجد هذا الرجل المسن، يثب وثباً كالطير.. كأنه يخاف أن يكون في الطرقات حياةً فاتنةً، لم تقع عيناه عليها، من قبل. كأنه يشعر أن النداءات التي يسمعها ليست مجرد كلمات، وإنما هي حياةٌ كاملةٌ ومصير.. فلا تسألوا «محمد العلي» عن حياته، ولا عن الماء. يكفي فقط أن تنظروا إلى ملامحه. إنه ذلك النوع من الرّجال النادرين، الذين يحملون أيامهم وكل خطواتهم على جباههم، ووسط أحداقهم، وبين حواجبهم، وفي تجاعيد أصداغهم..…
الأربعاء ٠٩ يونيو ٢٠٢١
أقرأ دائماً عن الطيور لأنها عالم غريب يحيط بنا. لا نعرف عنه شيئاً. وأيضاً من أجل أن أحسن التصرف مع بعض الضيوف اللطفاء الذين يثابرون على زيارة الحديقة. زيارات خفيفة، سريعة، ودائماً ملحنة ومغناة. وفي أحيان كثيرة لغايات واضحة: تناول الفطور أو الغداء على شجرة «أكيدنيا» أو رمان، أو بعض الحبوب المنزلية. وقد ألفت العصافير أمان الحديقة، فصارت تبني أعشاشها في أغصان الشجر، حاملة القش، على الأرجح، من حقل قريب. لا يأتينا سوى ثلاثة إلى أربعة أنواع من هذا الخلق المفرح، ولا نعرفها بأسمائها، بل بأصواتها. الصغير منها، ألحان ألحان وألوان ألوان. والكبير منها مكفهر ملهي بالبحث عن زاد وبذور. غير أن العلماء أحصوا حتى الآن 11000 نوع من الطيور، كثير منها أكثر ذكاء من الإنسان. ومعظمها طيور مهاجرة، تلاحق الشمس والدفء في الشتاء، ولها ذاكرة عجيبة في معرفة الأمكنة التي خزنت فيها بذورها، وتذكر «محطاتها» البرية في الذهاب وفي الإياب. أنواع كثيرة من الطيور أصبحت تتحاشى التحليق في أجواء…
الأربعاء ٠٩ يونيو ٢٠٢١
حتى خامنئي لم يحصل على درع من «حماس»، وحده الحوثي حصل على هذا الشرف، عندما استقبل محمد علي الحوثي ممثلا لحركة حماس في صنعاء يدعى معاذ أبو شمالة واستلم منه درعا تعبيرا عن الشكر لدعم المقاومة الفلسطينية الحمساوية ! اللافت في الخبر الرسمي أن القيادي الحوثي بحث مع أبو شمالة آخر تطورات القضية الفلسطينية، وهو بحث لا شك سينعكس على مسار هذه القضية، خاصة إذا تم البحث مع «مخمخة» التخزين ! ولأن الطيور على أشكالها تقع فإن اجتماع أذناب إيران في الوطن العربي ليس مفاجئا، فعرب دكاكين الشعارات باعوا الشعارات لإيران وأصبحوا بضاعة في مشروعها التوسعي في المنطقة ! أما المثير للشفقة فهو أن يجد خطاب عربي يرفع الراية الإيرانية صداه في الوقت الذي تخوض إيران ومليشياتها في دماء العرب والمسلمين في العراق وسورية واليمن ولبنان، وأقول الشفقة لأن ٧٠ عاما من تجارة الشعارات المزيفة لم تكسب رواد دكاكين الشعارات أي مقدرة على تمييز البضائع المغشوشة ولا الحذر من التعامل…