آراء

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

في المعاني اللانهائية/ السخرية

الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠٢٢

لا يشكن أحد في أن السخرية معنى واسع جداً، ولا نهائي، فالسخرية ليست معنى ضيقا وبسيطا كما قد يعتقد البعض، بل هو معنى متعدد وشمولي، يصل إلى حد التناقض أحياناً بمعنى أنه معنى حمّال أوجه، كيف؟ أولاً لأن السخرية سلوك منبوذ، بل ومحرم، فكل الأديان والمبادئ والتوجهات التربوية تنهى عنه، وتحض على تجنبه، كما في ديننا (لا يسخر قوم من قوم). والسخرية تيار فني عظيم الأثر، لجأت إليه مسارح وفرق فنية كبيرة، لتعبر عن مواقفها المعارضة: السياسية أو الدينية أو الاجتماعية، بشكل يجعلها تقول رأيها بحرية، وفي نفس الوقت تكون في مأمن من العقوبة! وهذا ما يطلق عليه علماء السلوك السياسي «المقاومة بالحيلة». لماذا نسخر؟ عادة لأن هناك ما لم يعجبنا، أو لأن لدينا موقفاً أخلاقياً من أمر ما، ليس بالضرورة أن نكون محقين حين نسخر، فقد يسخر قوم من قوم، وأطفال من أطفال، ونساء من نساء، يكونون أفضل منهم، لكن لماذا كل هذا التحريم للسخرية؟ فالدين يعده إثماً، والنظام…

«التحدي».. اللغة.. الهوية

السبت ١٢ نوفمبر ٢٠٢٢

وسط بحر أضواء ذلك الحفل البهي القشيب الذي احتضنته دار الأوبرا في «دانة الدنيا»، أمس الأول، لتتويج الفائزين في الدورة السادسة من تحدي القراءة العربي، والذي زاده ألقاً وبهاء تشريف وحضور راعي التحدي الأكبر وفارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتوقف المرء أمام العديد من الصور ذات الدلالات العميقة بدءاً من حرص المشاركين على التمسك بأزيائهم الوطنية وانتهاء بالحرص على إبراز تمكنهم من لغتهم الأم، اللغة العربية للدلالة على قوة ارتباطهم بها. ومما استوقفني في هذا الجانب المشاركة الواسعة من جانب الجاليات العربية في مهاجرهم في أكثر من 26 دولة بمختلف بلدان وقارات العالم، من روسيا شرقاً وحتى أميركا وكندا غرباً، ومن فنلندا شمالاً وحتى أستراليا ونيوزيلندا جنوباً. صورة زاهية من صنع «التحدي» الذي نفخر بأنه انطلق من أرض الإمارات وعلى يد فارس المبادرات الذي أعاد للغتنا الجميلة اعتبارها ولخير جليس في الأنام دوره ومكانته وبث…

الطريق إلى «كوب 28»

الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠٢٢

رسائل كثيرة ودلالات متعددة يشير إليها الحضور الإماراتي اللافت خلال «قمة المناخ» المنعقدة في مصر والزخم الذي صاحبه. لعلّ أبرزها: التمهيد عملياً لـ«كوب 28» الذي تستضيفه بلادنا العام المقبل، ويمثل اعترافاً عالمياً جديداً بنجاح نموذجنا التنموي الأكثر إلهاماً، خاصة فيما يتعلق بأجندة الاستدامة والعمل لمواجهة تداعيات تغير المناخ. أكثر من 70 جهة إماراتية شاركت في الفعاليات، ونجحت في إلقاء الضوء على الاستدامة «في منظورها الإماراتي» الذي يتجلى ضمن نهج شامل يضمن تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والحد من تغير المناخ، وتعزيز التكيف معه، وفق رؤية قيادة رشيدة، تعمل للمستقبل وتقود أحلامنا وغاياتنا الكبرى نحوه باقتدار. فقبل نحو 51 عاماً، اتخذت بلادنا قرارها الاستراتيجي، ووضعت العمل المناخي في صلب استراتيجيتها الوطنية للنمو، لتحصد الأجيال الثمار سريعاً، وتتجه نحو الاستثمار في التقنيات والسياسات منخفضة الكربون، حيث ساهمت هذه الاستثمارات في تدعيم الاقتصاد، ومهدت الطريق لتحقيق مستقبل أكثر استدامة. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن ذلك الزخم الإماراتي الكبير الذي صاحب «كوب 27»…

ما زال الحذر مطلوباً

الخميس ١٠ نوفمبر ٢٠٢٢

وماذا بعد المباركة والتهليل؟ هل نلغي الاحترازات الشخصية ونتصرّف وكأن شيئاً اسمه «كورونا» لم يكن موجوداً؟ نذهب إلى المراكز التجارية دون حذر، وننسى الكمامات والتعقيمات، ونحشر أنفسنا وسط التجمّعات، فالجهات الرسمية قالت إن جميع القيود والإجراءات الاحترازية قد ألغيت، هكذا يقول البعض، رغم أن أحداً منا لم يسمع أن كورونا قد انتهت، «زالت هي وأذاها»، بل ما قيل انحصر في انخفاض عدد المصابين، وسرعة الشفاء، لكنها موجودة، الفيروسات ما زالت تحلّق في الأجواء، تضرب هذا، وتقاوم تطعيمات ذاك، وما زال هناك من ليست لديهم مناعة، يدخلون المستشفيات، ويتضرّرون من جراء التقاطهم المرض أو الوباء، وكبار السن عرضة للإصابة إذا لم يحتاطوا. علينا الحذر وعدم التهاون، التجارب طوال الأعوام الثلاثة علّمتنا ذلك، فمن يضمن مجتمعه لا يضمن المجتمعات الأخرى، ومن يعرف أهله لا يعرف رواد المناسبات والأسواق والمطارات والطائرات، نحن كأفراد نتحمّل المسؤولية اليوم، ننتبه لخطواتنا وللأماكن التي نزورها، ولا أقول هنا أن نقيّد أنفسنا، بل أدعو إلى الاحتفاظ بعلب الكمامات…

تعارفوا وتعايشوا 

الثلاثاء ٠٨ نوفمبر ٢٠٢٢

خاص لـ هات بوست: لطالما رغبت أن أعرف ماذا يدور في مؤتمرات حوار الأديان التي تجري بين حين وآخر، وكيف يتباحث المتحاورون؟ هل هي نقاط الالتقاء بين الأديان المختلفة؟ هل يحاولون درء الخلافات العقائدية؟ هل وصلوا إلى نتيجة؟     يقدر موقع "موضوع" عدد الديانات في العالم اليوم بأكثر من 4000 ديانة، منها خمس رئيسية يعتنقها ما يقارب 75% من سكان العالم، من بين هذه الخمس هناك ثلاث نسميها ديانات سماوية.  اعتدنا نحن سكان بلاد الشام على تعايش أتباع ديانتين رئيسيتين، بما تحويانه من طوائف مختلفة، ولم يكن ثمة ما يمنع الصداقة والمودة وحسن الجوار وتبادل التهاني والمواساة بين الأطراف جميعها، إنما علينا الاعتراف أن هناك عناوين عريضة ليس من السهل الغوص فيها أو نقاشها، بل حكمتها صورة نمطية التصقت في العقل الجمعي لكل طائفة وكل ملة، فبالنسبة للمسيحي هؤلاء المسلمين عنيفين وإن لم يظهروا ذلك، وعند أول منعطف سيضطهدونه ويتقاضون منه جزية، وبالنسبة للمسلم هذا المسيحي يؤمن بالتثليث وهو ذنب…

«COP 27»

الإثنين ٠٧ نوفمبر ٢٠٢٢

المصير المشترك، والنظرة المتفائلة للمستقبل.. عاملان مهمان يحفزان قفزات نوعية لآفاق طموحة بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية الشقيقة. وتجديد الدولة دعمها لاستضافة مؤتمر وقمة المناخ (COP 27) لا يقتصر على هدف جمع قادة العالم ورفع سقف الطموح، لتحقيق إنجاز دولي مناخي فعال للعمل نحو تنفيذ التعهدات فحسب، بل ويعكس عملاً مؤسسياً وتنسيقاً مشتركاً على أعلى المستويات، تعكسه رئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لوفد الدولة إلى مؤتمر الأطراف (COP 27)، وبعضوية ممثلين لأكثر من 70 مؤسسة حكومية وخاصة من مسؤولين حكوميين وسياسيين ومفاوضين وقادة أعمال وشباب، ومع مشاركة أكثر من 190 دولة مشاركة في مؤتمر الأطراف، و11 محوراً استراتيجياً لمناقشة آليات تنفيذ التعهدات وإيجاد الحلول ومواجهة تداعيات تغير المناخ على مدار أسبوعين. ويأتي التركيز على ربط النتائج والمخرجات بين (مؤتمرَي الأطراف COP 27، و‎COP 28)، العام المقبل، بهدف إقامة شراكات استراتيجية وإيجاد حلول عملية لمعالجة تحديات ‎التغير المناخي. ولعل أهم الإنجازات العربية التي سبقت…

الشيخ نهيان.. نموذج إنساني فريد

السبت ٠٥ نوفمبر ٢٠٢٢

إلى من يتركون البسمة على أبواب قلوبنا، ويزينون بوجودهم دنيانا، إلى عنوان الخير والتسامح والمحبة في حياتنا. لم أفاجأ عندما تأبطني وأنا أتكئ على عصاي، لمساعدتي في الوصول إلى سيارتي خارج القاعة التي استقبلنا فيها بحرارة، وهذا شأنه مع ضيوفه، الذين يسعون ويسعدون بالسلام على سموه، وترحيبه المفعم بالمودة والمسرة. لم يكتف سموه بمرافقتي، بل ساعدني في الجلوس في مقعدي بالسيارة، منحنياً وحانياً ليقبل رأسي، مع دعائه إلى الله تعالى لي بالصحة والسلامة، مرفقاً دعاءه بطلب تكرار الزيارة. هكذا موقف، بل ما يحويه من سمو الأخلاق والإنسانية المفعمة، قد أثر فيّ كثيراً، فالدنيا مازالت بخير، وهذا وعد الله في خلقه، فستظل الدنيا بخير طالما أن هناك من يسعى فيها برحمة من الله على عباده، فالبر كلمة وفعل، هذا ما تمثل في سموه، وهذا ديدن هذا الرجل، فإن في القرآن آية وهي للإنسان طب، (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون). والإنفاق ليس فقط في المال، بل في الكلمة والمودة والرحمة،…

سلطان حميد الجسمي
سلطان حميد الجسمي
كاتب اماراتي

يوم العَلَم.. يوم الفخر

الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠٢٢

يعتبر يوم العَلَم يوماً للفخر وتجسيد مشاعر الوحدة التي تعيشها دولة الإمارات، ومظاهر التعايش السلمي؛ كونها حاضنة لأصحاب ثقافات مختلفة من شتى دول العالم، يعيشون جميعاً على هذه الأرض الطيبة بسلام ووئام، محبّين لهذا الوطن المعطاء، ويؤكدون تلاحم المجتمع الإماراتي، ويعبّرون عن اعتزازهم وانتمائهم وتقديرهم لهذا الوطن في يوم العَلَم، الذي تحتفل فيه دولة الإمارات برفع العَلَم في كل زاوية من زوايا الوطن العظيم وأرجائه. وتعتبر هذه المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في 12 11 2012 كمناسبة وطنية سنوية تأكيداً لاحترام العلَم، وبيان قدسيته بصفته رمزاً سيادياً لدولة الإمارات. وسوف يشارك في هذا الاحتفال كل أفراد الشعب وكل من يعيش على أرض الإمارات رجالاً ونساء وأطفالاً وشباباً من جميع الجنسيات، يؤكدون مكانة العَلَم، ونهج الوطن المتوارث من الآباء والأجداد لأبناء الوطن وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، في وحدة النسيج المجتمعي. وقد دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،…

نموذج الحكومة المدفوعة بالتعلم

الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠٢٢

يستعرض مقال اليوم نموذج الحكومة المدفوعة بالتعلم، والذي تم تطويره بناء على خبرة عملية تزيد على 26 عاماً، بالإضافة إلى دراسة بحثية استغرقت أكثر من خمس سنوات، تمت فيها مراجعة أكثر من 3000 وثيقة، بالإضافة إلى إجراء 74 مقابلة، وأكثر من 800 ساعة من الملاحظة المباشرة، هذا بخلاف عمليات التقييم لعشرات الدوائر الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والفلبين والمملكة المتحدة. تم بناء النسخة الخاصة بالقطاع الحكومي استناداً إلى نموذج المؤسسات المدفوعة بالتعلم، والذي اشتركت في إعداده وتطويره مع البروفيسور جيف جولد، أحد الخبراء الدوليين في التعلم المؤسسي واستشراف المستقبل. وقد تم نشر النموذج في كتاب من 360 صفحة، متاح باللغة الإنجليزية، وجار ترجمته إلى العربية. نموذج الحكومة المدفوعة بالتعلم يتكون أيضاً من سبع مراحل، ولا يقتصر على الموقف التعلمي فحسب، بل يبدأ من قبل البداية، ويتناول الأمور اللوجستية كاملة. خطوات النموذج هي: تحديد مسؤولية التعلم (أي مالك العملية)، تأهيل فريق العمل، اختيار آليات التعلم، استخلاص الحلول المناسبة، إعداد…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

في المعاني اللانهائية / التفاهة

الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠٢٢

بودي أولاً أن أشير إلى علامتين مضيئتين، كانتا سبباً في تفكيري في موضوع التفاهة: الإشارة الأولى رواية للكاتب التشيكي ميلان كونديرا، بعنوان «حفلة التفاهة»، وهي رواية من النوع القصير، الذي يعرف بالنوفيلا، والإشارة الثانية كتاب في غاية الأهمية للفيلسوف الكندي آلان دونو، بعنوان «نظام التفاهة»، حيث شكل مفهوم التفاهة الموضوع الرئيس للكتاب، والذي يعني كما حاول الكاتب شرحه ونحته: كل ما ومن هو ناقص الأصالة والكفاءة والقيمة.ولقد أثار الكتاب منذ صدوره الكثير من النقاشات، كونه يتناول موضوعاً ماساً بحياة واهتمامات الجميع، فمن ذا لم يتساءل يوماً إزاء ترقي زميل متوسط النباهة والأداء: لماذا تم اختياره هو تحديداً للترقية؟ كما أن الكتاب يتناول أسئلة القيم وسيادة السطحية بين الكثيرين، وحالة الرداءة السائدة في إنتاج الأشياء وإنتاج الأفكار معاً! هناك ميل شديد للرداءة، وابتعاد عن الجدية والصرامة، وهناك تخلٍ متقصد عن شروط الجودة ورفعة الذوق، التي كانت تصف معظم الأداءات الإنسانية فيما سبق، في إنتاج الفن والسينما والسيارات والأزياء، والمسلسلات التلفزيونية، والفلسفات…

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

الله يكون في «عون» لبنان

الثلاثاء ٠١ نوفمبر ٢٠٢٢

بين وداع «عون» القصر الجمهوري، بيت الشعب، وبين دعوات المخلصين ليكون الله في «عون» لبنان الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة، وتفشي مرض الكوليرا، والفراغ الرئاسي، يعيش لبنان اليوم ما بعد المرحلة البرتقالية، لكنه لبنان الأخضر أيضاً، لبنان الأرز، لبنان التعددية، لبنان المقاومة، حين كانت المقاومة غير منتزعة، لبنان الديمقراطية، هو لبنان الاتفاق والتوافق المستقل بإرادته، السيد على أرضه، وأجوائه ومياهه الاقليمية، وعرّاب حياته التي يريدها أن تكون ملونة ومختلفة بلا وصاية غربية، ولا ولاية الفقيه، لبنان الفسيفساء المزخرفة بالحب والأمل. لبنان الذي نعرفه، هو لبنان الجميل بكل ما فيه من زرع وإنسان، وجبال، وبحر، وعتابا وميجانا، قمر مشغرا، ودرّاق بكفيا، وفيروزيات الصباح البكر، آهات نصري شمس الدين، ووديع الصافي، الشِعر المعرق برائحة اليانسون، وعنب باخوس، سعيد عقل، وجوزيف حرب، وطلال حيدر، ضجيج المطابع، وثرثرات مقاهي المثقفين والسياسيين المتقاعدين، الذوق في كل شيء، لبنان شيء آخر. ولبنان الذي يريده اللبنانيون، ونحن معهم، هو لبنان العَمار لا الخراب والدمار، المتحد والمؤتلف والمتحابب…

في ذكرى استشهاد سيف غباش

الخميس ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٢

في مثل هذا اليوم، قبل خمس وأربعين عاماً، كانت اللجنة العامة للحوار العربي الأوروبي، تجتمع في لوكسمبورغ، وكان أبو عدنان متحمساً لهذا الحوار، وقد ترأس إحدى دوراته التي عقدت في أبو ظبي عام 1975. كنت أستعد لإلقاء كلمة الإمارات في هذا الاجتماع، وهي كلمة قرأتها على مسامع أبو عدنان بالهاتف، قبل أيام من بدء الاجتماعات. فوجئت بعضو في الوفد البريطاني يهمس في أذني قائلاً، إن لديه خبراً سيئاً، مفاده أن الوزير سيف غباش قد اغتيل للتو في مطار أبوظبي، وأن رصاصات القاتل كانت تستهدف عبد الحليم خدام وزير خارجية سوريا آنذاك، الذي كان أبو عدنان يرافقه مودعاً في المطار. كان للخبر وقع الصاعقة. توقفت الاجتماعات للحظات، تخللتها كلمات مؤثرة عن الشهيد، قدمها عدد من الدبلوماسيين المشاركين في المؤتمر، ممن يعرفون الفقيد.. غادر وفد الإمارات القاعة، استعدادًا للعودة العاجلة إلى الوطن.. كان يوماً قاسياً وحزيناً وله طعم الرماد. ها هو الفارس الذي طاف العالم، وعاد إلى وطنه ليخدمه في مرحلة حرجة…