الإثنين ٠٤ يوليو ٢٠٢٢
عندما حكمت المحكمة العليا الاتحادية في الولايات المتحدة الأمريكية بعدم دستورية إباحة الإجهاض ألحقت فقرة في غاية الأهمية، وهي أن المحاكم العليا في كل ولاية من حقها اتخاذ القرار الذي تراه داخل حدودها، ومن ذلك يتبيّن لنا أن المحكمة الاتحادية تملك حق إقرار القوانين أو نقضها إذا رأت أنها مخالفة للدستور، وفي الوقت نفسه لا تستطيع أن تجبر الولايات على تنفيذ ما يخالف رأي غالبية مواطنيها، وتركت مسألة حسم قضية الإجهاض بتحليله أو تجريمه في يد السلطات المحلية وقرار المحكمة العليا التي تملك حق تقدير الموقف في كل ولاية على حدة. ذلك يحدث في الدولة التي تصدر للعالم الأفكار الجديدة أو المستحدثة الناسفة للمعتقدات المستقرة، والمعتقدات كما قلنا من قبل إما أنها مستقاة من تعاليم الأديان أو نتاج لعادات توارثتها الأجيال حتى ترسّخت في المجتمعات واستقرت، وكلٌ يحاول أن يدافع عن معتقده الذي يراه الأنسب إليه. ولم نرَ الرئيس «المنفتح جداً» جو بايدن يعارض قرار المحكمة الاتحادية العليا بإبطال الباطل،…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
الأحد ٠٣ يوليو ٢٠٢٢
كثيرون يعيشون الحياة، كأنهم مجرد مشاهدين يتابعون فيلماً سينمائياً، لا علاقة لهم بأحداثه، مجرد متفرجين لا أكثر، يقولون في دواخلهم «سينتهي الفيلم قريباً، وسنخرج لنندمج في مجاري الحياة في الخارج». لكن الفيلم يطول، ويلتهم كل الوقت المتاح للحياة، أو كأنهم يتدربون على فعل الحياة، كطفل يتهجى خطواته الأولى. هؤلاء يتلصصون على مهرجان الحياة من خلف الستائر، يتشهون مأكولاتها الشهية، لكنهم لا يملكون الثمن! وفي كل حال، فإن هؤلاء يرغبون فعلاً في الحياة، لكنهم لا يعرفون إليها سبيلاً، والحياة معادلة ليست سهلة، رغم أنها متاحة للجميع، متاحة كالأفكار على قارعة كل طريق، لكن الذين أجادوا قراءة فكرة الحياة، وفهموا كيف يحيونها، هم الذين نجوا من السأم والانسحاب والندم بأعجوبة، فأن تتاح لك فرصة الحياة، ثم لا تعيشها، تحت أي ظرف، ولأي سبب، فندم ما بعده ندم! لماذا لا يجيد الكثيرون فهْم الحياة، وبالتالي، يعيشونها كما تستحق وكما يقدرون؟ لماذا يعتقدون دائماً أن لديهم متسعاً ممتداً لها، وبأنهم مهما مر العمر، هناك…
الأحد ٠٣ يوليو ٢٠٢٢
هو قلعة على ضمير الوطن، هو شامة على خد الحياة، هو هذا الذي تؤمه عقول أحبت الحياة فنقشت على قماشتها وعي العشاق، وسعيهم لبناء ملحمة ثقافية، وتشييد صرح يشير بالبنان إلى خورفكان كمدينة تتكئ على الجبل وتمد النظر عبر البحر إلى الأفق الأبعد. عندما وقفت عند الباب الزجاجي اللامع مثل عقول أصحابه، كان الوقت في الساعة السادسة مساء، وكنت أقرأ الوجوه، وأتأمل بريق العيون وكأني جئت فقط لألتقط صورة تذكارية لأصدقاء ثم أغادر المكان، ولكن بعد برهة وجدت نفسي في بهو يؤدي إلى مجلس عمر بفسحته الرائقة، حيث استقر بي المقام لفترة تمت دعوتي للانتقال إلى صالة تفترش الضوء كما تبسط مقاعدها مثل تلاميذ يؤدون واجب الدرس. هنا شعرت بقدسية المكان عندما يؤخذ بعين الاعتبار مدى ما للثقافة من متسع في وعي القائمين على هذا الصرح، ومدى تواكب تلك الثلة الرائقة من بني الوطن الذين تحلقوا حولي وأحاطوني بملء القلوب حباً وشغفاً متعجلين التواصل مع الذاكرة التي جئت بها محملاً…
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢
سمعنا خلال الأيام الماضية عن جرائم بشعة بحق بعض النساء، كجريمة قتل الطالبة الجامعية برصاصات عدة داخل الحرم الجامعي في المملكة الأردنية، أو تلك التي حدثت في جمهورية مصر العربية، عندما قام شاب بقتل فتاة لأنها رفضت الارتباط به، وجريمة القتل التي أقدم عليها زوج بطعن زوجته 14 طعنة، بسبب خلافه معها في دولتنا، قبل أيام، كل هذه الأحداث استهجنها الجمع والمجتمع، لكونها حوادث نادرة في وطننا العربي، والرابط الوحيد بين جميع هذه الأحداث المأساوية هو أنها جرائم عنف ضد المرأة، وهنا نتساءل: هل هذا النوع من العنف حالة خاصة تظهر لدى بعض الرجال المرضى نفسياً، أم هي ظاهرة مجتمعية تستوجب علينا الوقوف عندها وإيجاد حلول لها؟ قد يكون العنف ضد المرأة حالة شاذة، لم ولن تكون يوماً ظاهرة اجتماعية تتسم أو تتصف بها مجتمعاتنا، وما نراه من حين إلى آخر من حوادث أو أحداث نجد فيها عنفاً أو تعنيفاً ضد المرأة ما هي إلا تصرفات فردية شاذة من أشباه…
الأربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٢
تقلص لمجال الرؤية وأرق، إعاقة إدراكية وفقدان حاستي التذوق والسمع، توتر عصبي وخَبل، بالإضافة إلى أعراض ارتجاف بشكل تشنجي وفقدان للأعصاب حد الهيجان.. هذه وغيرها أعراض قد تحصل منفردة، وقد تأتي في بعض الحالات مجتمعة لمن شعر بتلك الرجفة الغريبة داخل صدره نتيجة تعرضه لمرات متكررة لدوي انفجار، وخاصة لمن تكرر لديه سماع أصوات الانفجارات خلال الحروب. يعود الجنود إلى أسرهم -إن كتبت لهم السلامة- بعد انتهاء مهامهم، معافين جسدياً.. ولكن بعاهات كبيرة مخفية. ومنذ بداية خمسينيات القرن الماضي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لم تتوقف الدراسات والبحوث العلمية لسبر أغوار أسباب ذلك، في سعي دؤوب لعلاجه وكذلك الوقاية منه. ومن إحدى وسائل العلاج لتحجيم هذه التداعيات، يلجأ البعض لاستخدام جلسات التشافي بالفن، فيقوم الجنود المصابون بتلك الأعراض برسم (أقنعة وجوه) للتعبير عن أحاسيسهم التي يصعب ترجمتها بالمفردات. يبدو ما سبق، مقدمة غريبة لمقال، فالموضوع يبدو أنه علمي وبغاية الحساسية، وهو بالفعل كذلك، ولذلك حدث أن نشرت له «مجلة ناشيونال…
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠٢٢
تسرُنا التقارير الدولية التي تتحدث عن التسارع اللافت الذي تشهده القدرات التنافسية الصناعية لبلادنا، في الخمسين الجديدة. آخر هذه التقارير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو»، التي صنفت الإمارات بالمرتبة الأولى عربياً في تقرير الأداء الصناعي التنافسي لعام 2022، مشيرة إلى القفزات الكبرى التي حققها القطاع مؤخراً. دوافع كثيرة تقف وراء هذه القفزات، أبرزها: الأسس السليمة التي وضعتها الإمارات للنهوض بالقطاع، ضمن استراتيجية للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام للخمسين عاماً المقبلة. فلقد آمنت قيادتنا الرشيدة بأن الصناعة هي أحد أقوى الجسور المؤدية للمستقبل، وأن تطويرها هو تطوير لاستقرارنا الاقتصادي، ومكانتنا العالمية، ومستقبل أجيالنا المقبلة. ومن هنا.. عملت على امتلاكنا بنية مؤسسية مواكبة لعصر التكنولوجيا، واستحدثت منظومة سياسات وبرامج واستراتيجيات وطنية للتصنيع، وتسعى لتحقيق اكتفاء ذاتي في العديد من الصناعات الحيوية، والارتقاء بجودة المنتج الصناعي المحلي، ودعمه وترويجه محلياً وعالمياً. أمر آخر، ربما لا يعرفه البعض، وهو أن الإمارات كانت الدولة الأولى في العالم التي تؤسس مجلساً وزارياً للثورة الصناعية…
الأحد ٢٦ يونيو ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: يحدث أن يقتل "معتوه" فتاة أو إمرأة معجب بها ورفضته، يمكن أن يحدث هذا في كل زمان ومكان، ويلقى عقابه ويستهجن فعله أو يزجى به في المصح المناسب ليتلقى علاجاً يؤهله للعيش ضمن المجتمع مرة أخرى، أو سجناً يمنعه أن يسبب الأذى لمحيطه، ولا يُطلب من المحيط أن يتوارى عن نظره. أما في مجتمعاتنا فالأمر يصبح مختلفاً، توجه أصابع الاتهام في حوادث كهذه للضحية، وتلام لأنها لم تعرف كيف تحمي نفسها، وفق مبدأ متعارف عليه للأسف، يعتمد على كونها حلوى ستستقطب الذباب. وإذ توجه الدعوات لمنع أحد الشيوخ من الظهور على المحطات على خلفية تصريحاته في هذا الموضوع، لا يبدو أن الأمر يتعلق به وحده، بل بجمهور عريض يؤيد ما جاد به الشيخ، يرى أن الفتاة الضحية هي السبب في قتلها لخروجها "سافرة"، وإن أرادت ألا تتعرض للذبح فلتخرج من بيتها مثل "القفة"، ولم نكن بحاجة لأن تدفع فتاة أخرى، محجبة هذه المرة، حياتها ثمناً لدحض…
السبت ٢٥ يونيو ٢٠٢٢
في كل لحظة تنهمر الأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي كالطوفان، لا تفرق بين أي شيء سيكون في طريقها، أجل فتلك الأخبار والأفكار والعروض وغيرها الكثير لن تميز من يتابعها، من الطفل إلى كبير السن إلى الشاب، لن تفرق بين واعٍ أو جاهل، لن تفرق بين عالم أو غيره. مؤلم هذا السباق والتنافس، ليس له صفة أو عنوان، كل الهدف منه الوصول للشهرة وأكبر عدد من المتابعين والإعجابات، لا يهم القيم أو الأخلاق أو حتى الأعراف والتربية، لم يعد هناك مانع أو حد لشيء. استهين بالحرمات، واستهين بالأعراض واستهين بالستر فقط ليكون مشهوراً، فقط لينتشر هذا التسجيل الذي لا هدف ولا محتوى له. كنت في إحدى محاضراتي وسألت الحضور الذي كان من الشباب والشابات، ما هو الحلم الذي تسعى إلى تحقيقه، فأجابتني إحداهن: «أنا ابى أكون مشهورة.. بس» فقلت لها جميل فالشهرة جميلة لكنها مسؤولية، فسألتها هل حددتِ المحتوى والهدف؟ فقالت: «مب مهم اي شي بس ابى يكون عندي متابعين وايد»!…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٢٥ يونيو ٢٠٢٢
ما كادت مصر تشيع جثمان الطالبة نيرة أشرف، رحمها الله، والتي ذهبت ضحية قاتل مجنون كان زميلاً لها في جامعة المنصورة، بعد أن رفضت الارتباط به، حتى ضج الأردن بجريمة مشابهة ذهبت ضحيتها إيمان أرشيد الطالبة في جامعة العلوم التطبيقية الأردنية، وبعيداً عن أن الجريمة مطابقة لما حصل في مصر، أو غير مطابقة، فهي جريمة بشعة ارتكبها رجل مجرم مع سبق الإصرار والترصد، يعتقد بأن له الحق في الاعتداء عليها وقتلها إذا لزم الأمر، إن هي رفضته! يقال إن رسالة إلكترونية أرسلها الشاب لإيمان قبل يوم من قتلها، جاء فيها: «بكرة راح أجي أحكي معك وإذا ما قبلتي رح أقتلك مثل ما المصري قتل البنت اليوم»!! فما الذي يحدث؟ لقد تكرر هذا السؤال خلال الأيام الماضية على لسان الجميع، ورددته أقلام كثيرة في الصحف وصفحات السوشال ميديا، ما الذي يحدث لفتياتنا؟ ماذا دهى الشباب حتى غدا القتل أسهل عندهم من احتساء كوب ماء؟ ما الذي يحدث في الجامعات؟ إن هؤلاء…
السبت ٢٥ يونيو ٢٠٢٢
يشكو البعض من ارتفاع فاتورة استهلاك الكهرباء والماء بشكل كبير خلال هذه الفترة من كل عام، دون أن يسائل نفسه ويتوقف أمام دوره في الأمر، رغم أنه يستطيع ببعض الممارسات البسيطة التي تحض عليها الجهات المسؤولة عن هذين الموردين الحيويين. أطرح الموضوع في أعقاب اطلاعي على تقرير هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا»، حول الشبكة الذكية لعام 2022، والذي نشر خلال الأيام القليلة الماضية وما تضمنه عن نجاح خدمة تقدمها الهيئة - وهي خدمة «إشعار باستهلاك مرتفع للمياه»- من تحقيق وفورات في المياه وحتى مارس 2022 تزيد على ثمانية مليارات جالون، ووفورات على المتعاملين بقيمة تبلغ نحو 500 مليون درهم. وتندرج الخدمة ضمن مبادرة الاستجابة الذكية، تساعد المتعاملين على اكتشاف أية تسريبات في توصيلات المياه بعد العداد. وتستخدم الشبكة الذكية «حلولاً مبتكرة واستباقية لتحسين الكفاءات، وتعزيز الجهود لمواصلة تطوير الهيئة، بهدف رفع الكفاءة وترشيد الاستهلاك، حيث نجحت الهيئة في خفض نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع المياه إلى 5.3% في عام…
الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠٢٢
يقولون لك: أمس بس دخل القيظ عندنا، طيب والشهر الماضي الذي كان كله لغط، والذي قبله كان كله ريح وصهد، لا يكون يتحسبوننا نتمتع بأربعة فصول في السنة متناغمة ومختلفة، كل السنة فصل الصيف، ونصف فصل هو الشتاء، نحن لا نعترف بالتواريخ دخول الربيع وبدء عيد النوروز أو بدء الخريف وتساقط أوراق الشجر، وتفتح زهر الليمون، هذه السوالف بعيدة عن مدن الساحل، ومدن الصحراء، المهم لابد وأن نضع خارطة طريق لهذا القيظ، خاصة لأمثالنا الذين لن يكونوا في سفر، مرتضين أن نرضّ من هالرطب، إلا شحام وخلاص وخنيزي وجبري وبومعان، وحتى يسحح الفرض، ماكثون في هذا الصيف، لذا لا تطالبوني بمواضيع ساخنة، ومواضيع تغث النفس في هذا القيظ، عن البنوك واتصالات والطيران الوطني والأسواق المنفلتة، ستكون كلها مواضيع رطبة، وتبرد على القلب، وبعيداً عن كل شيء يزيد من الرطوبة، ويعكر الجو. يقول لك أمس احتفل العالم بعيد الأب الذي مر، ولا أحد قال لنا: صباح الخير! هو أشبه بعيد العمال…
الثلاثاء ٢١ يونيو ٢٠٢٢
يواجه كوكب الأرض خطر التغير المناخي، الذي تسبّب في السنوات الأخيرة في ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وذلك بسبب حبس حرارة الشمس الناتج بشكل رئيسي عن الأنشطة التي يقوم بها البشر، وخاصة حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز، والتي تُنتج انبعاثات الدفيئة التي تشكل غطاء يلف الكرة الأرضية. وقد أصبح هذا الخطر يلاحق البشرية، ويشكل مصدر قلق كبير لدى الكثيرين. وفي استطلاع عالمي حديث فإن 60% من فئة الشباب الذين أجريت معهم هذه الدراسة أكدوا أنهم يشعرون بالحزن والخوف والقلق حيال المستقبل، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض، وخاصة في السنوات الأخيرة. ومما لا شك فيه أن هذه المخاطر تؤدي بنا جميعاً إلى القلق الكبير، خاصة أنها متعلقة بمصير كوكب الأرض، الكوكب الذي نعيش فيه. ولعل في عالمنا إلى يومنا هذا من يتجاهل هذه المخاطر، ويرجع ذلك إلى عدم توعية المجتمعات توعية كافية بمخاطر التغير المناخي، فإن هناك من يعتقد أن التغيرات المناخية هي ظواهر طبيعية لا…