الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
مرّ وقت طويل على غياب صديقتها المقربة لذا فقدت أمل اللقاء بها مجدداً لأنها لم تكن تجيب على المكالمات الهاتفية، وفي أحد الأيام أصرت على إحياء هذه العلاقة من جديد، لذا أرسلت لها باقة ورد لتتفقد حالها وتطمئن عليها، وفي اليوم التالي حدث ما خالف جميع توقعاتها حين شاهدتها في حديقة منزلها على غير العادة والغضب قد اعتراها وهي تقول باستياء: لا أحب الورد وأرفضه وعلى الأخص منك. يعيش الشخص حالة من التعاسة والتسول العاطفي حين يسلم مفاتيحه الداخلية إلى الخارج، لأنه يمتلك نظرة محدودة لذاته فيرفع سقف توقعاته من الآخرين وينهار عند عدم تلبيتهم احتياجاته، أحياناً لا يدرك بعض الأشخاص أهمية الاكتفاء الذاتي إلا بعد مواجهة الكثير من الصراعات والتجارب المخيبة للآمال التي لم تأت بلا شك من فراغ بل من عدم التحرر من سجن الاحتياج للآخرين. الاكتفاء الذاتي يوفر صلابة نفسية قوية، لذا تسعد بوجود الأشياء الجميلة والإيجابية في حياتك، إلا أنك لا تنهار حين ينهال عليك فيض…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
ولجت لجة الحضور، فوجدت الاحتفاء بمستوى القامة، وشعرت بأن في فرنسا تبدو العلاقة كأنها العناقيد منضدة بمشاعر الحب والاعتزاز بقامة رجل له في قلوب العالم مساحة خضراء بهية نابضة بدقات ساعة الحلم الإنساني. هكذا شمخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو يتوسط مستقبليه، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي علت الابتسامة محياه، معبراً عن دفء التواصل والعلاقات الحميمة بين رجلين لهما الصوت والصيت في منصات العمل السياسي العالمي، ولهما الأثر الطيب في صناعة السلام والأمن الإنساني الذي تنشده شعوب العالم وتتمناه وتنتظر منه المزيد لكي ترقى الحضارة. وتزدهر على يدي زعيمين خرجا من مدرسة واحدة، وهي ثقافة وحدة الوجود، ورؤية الاندماج مع الطبيعة بكل ما تحمله من جمال، ورونق، ومهارة في تشكيل لوحة الكون. هكذا أصبحت الإمارات في ضمير قيادتها الرشيدة، وهكذا تلاقت مع محبي الحياة وعشاق الجمال في كل منازل الوجود، إيماناً من القيادة بأن العالم كساه الكثير من الغبار، واعتراه السعار،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
يستعد أبناؤنا هذه الأيام للتسجيل في الجامعات وهم بصدد قرارات مصيرية في حياتهم وحياة المحيطين بهم، ولكن أجد أن نسبة بسيطة جداً من الطلاب يعرفون ماذا يريدون على وجه الدقة والأغلبية العظمى في حيرة كبيرة وإن لم يكونوا في مدارس خاصة فيها مرشدون أكاديمون نجد الأبناء يتخبطون بين رغبات الأهل ونصائح الأصدقاء، وبالطبع كل ينصح من منظوره الشخصي وليس من منظور سوق العمل واحتياجات المستقبل، بعض الأهالي يحاولون المساعدة بالإرشاد والتوجيه، وبعض الأهالي يصرّون على أن يدرس أبناؤهم تخصصاً معيناً. فما التخصصات الأفضل لأبنائنا، خصوصاً في حال لم يكن الأبناء قد قرروا بأنفسهم ما يرغبون فيه؟ بحكم خبرتي في هذا المجال، أقترح أن يحاول الأبناء معرفة أي الموضوعات تستحوذ على اهتمامهم، وما الأمور التي يجدون فيها متعة لمعرفة المزيد، وما الموضوعات التي تثير فضولهم أكثر، ولا يجدون صعوبة في تعلمها، من ناحية أخرى يجب النظر للمستقبل ومدى القابلية للحصول على وظيفة في هذا المجال أو إنشاء عمل خاص، أو كلاهما،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
تؤدي دولة الإمارات منذ نشأتها دوراً رئيسياً في التنمية والأمن في المنطقة والعالم؛ إذ إن القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرص على تمكين الدولة أمنياً، وحماية مكتسباتها، وعمل على دعم الاستقرار، والمحافظة على حماية الوطن وحدوده، وترسيخ الجسور الإنسانية، لإعانة الجار والصديق؛ بهدف نشر السلام والازدهار في العالم. وقد قال المؤسس، طيب الله ثراه، في إحدى المناسبات: «إننا نسعى إلى السلام، ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق»، وقد وضع، طيب الله ثراه، الأسس والاستراتيجيات التي من شأنها وضع دولة الإمارات في مكانة مرموقة عالمياً، واليوم يكمل هذه المسيرة القائد الفذ صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي وضع شعبه فوق كل الأولويات، وحمل على عاتقه حفظ واستقرار المنطقة العربية والإسلامية، من خلال ما قدمه من مبادرات سياسية سلمية، ومبادرات إنسانية تعم العالم، لمد يد العون للمحتاجين في كل مكان. فالمسيرة الذاتية لصاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
- قلما تختزل العواصم بلدانها، وحدها باريس يمكن أن تفعل ذلك، وتزيد، كل العواصم تتجمل، وحدها باريس بجمالها، هي دوماً متجددة، وتكبر معك، مرة يمكنك أن تراها في هيئة صبية بـ«جينز وتي شيرت أبيض»، ومرة ترتدي ثوب امرأة جليلة تتزين بـ«تايور من شانيل»، ومرة تشبه الصديقة الجميلة الثائرة، كزميلة عزيزة على «تشي غيفارا»، ومرات تجدها لا تشبه إلا حالك وحالها.. باريس علمتني الفرح بالأشياء صغيرها وكبيرها بلا ضجر، فالجمال في التفاصيل، طابور طويل لحضور فيلم أو «كونشيرتو»، مطعم صغير بمقاعد خشبية فيه لذة الدنيا، مقهى على الرصيف، «كشك» كتب قديمة ورخيصة، التسكع على غير هدى، تلتقط عيناك الجمال في كل مكان، وفي كل الأشياء. - ولم أدرك أنني يوماً ما سأكون من مستلطفي الكلاب، حتى تجاورت مع عجوز فرنسية في إحدى عمارات باريس، في البداية كان كلبها غير ودود تجاهي، وكأنه يعرف عدم استلطافي له، بعدها بأشهر من السكنى كان يشعر بي، وأنا أمشي على أطرافي من المصعد إلى الباب،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: في نقاش بسيط، سألتني ما هو الإسلام بنظرك؟ قلت سأجيبك وفق التنزيل الحكيم، كتاب الله الذي نزل على رسوله محمد (ص) فيه الإسلام هو الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح. قالت: لا أنت مخطئة، الإسلام هو النطق بالشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، وكل من لا يعترف بهذه الأركان مصيره جهنم وبئس المصير. قلت: الله جل وعلا هو القائل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة 62). لا يمكن أن يخلق الله هذا الكون بعظمته ويسخر لنا الأرض وما عليها ثم يرمي بأربع أخماس الناس في جهنم وهو الرحمن الرحيم. قالت: هذه الآية منسوخة وفق ما تدرسونه في مناهجكم. قلت: كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والله تعالى لا يمكن أن يضع فيه ما ينقض بعضه بعضاً، والآيات التي نسخت…
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠٢٢
منذ فجر ثورتها في 1789، حيث حطمت تلك الثورة فجاجة سجن الباستيل، ليطل الشعب الفرنسي على حريته عن قرب، وليمسك بزمام تطلعاته من دون أصفاد، وأغلال، كما أن الإمارات التي بنت رؤيتها في التسامح منذ التأسيس، وعلى يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهي تتلمس تلك الخطا وتسير القيادة الرشيدة على الأثر الطيب، إيماناً وثقة بأن الحياة كالنهر، والتسامح مجراه، فإن أعقب المجرى كبوة أو علة، شاخت الموجة النهرية وتعطلت مساراتها، وجفت خطواتها. هكذا تبدو الحياة وهي مفعمة بتسامح أهلها، وتصالحهم مع أنفسهم أولاً، ومن ثم مع الآخر، الأمر الذي يجعل من العلاقة سهلة طيعة، سلسة، مرنة لا يعوقها عائق، ولا تشوبها شائبة، لذلك نرى اليوم العلاقة بين البلدين الإمارات وفرنسا، متنامية مثل أغصان الشجرة الجذلى بما ترتوي منه من مبادئ وقيم وثوابت لا تجليها عواقب الزمن ولا تقلبات الأحداث، التي تنشأ هنا وهناك في أرجاء العالم. علاقة البلدين راسخة مثل نهر السين، ممتدة…
الخميس ١٤ يوليو ٢٠٢٢
رسائل كلمة محمد بن زايد، بالأمس، كانت في كل الاتجاهات، لكنها جميعها تستند إلى الثوابت الوطنية، التي قام عليها الاتحاد، وبرنامج العمل الوطني في المستقبل، الذي تضمنته الكلمة، أعاد استحضار تلك الثوابت ونهج المؤسسين باعتبارها نسيجاً وطنياً وتراثاً للأجيال، نحو تعظيم الأهداف والطموحات، والتأكيد على دور المواطن، الذي يمثل الثروة الحقيقية في التنمية والبناء، وتعزيز الحضور العالمي للإمارات وقيمها وسياساتها. كلمة رئيس الدولة عكست مدى قوة الاتحاد، ومدى عمق الثوابت، التي قامت عليها الدولة في فكر ووجدان القيادة، فهي بوصلة سياسة الإمارات سواء داخلياً أو خارجياً، وما زالت في الاتجاه نفسه نحو البناء والحوار والشراكات والتعاون والازدهار والعطاء، فهو الاتجاه الذي أثبتت الأيام والتجارب صحته وصوابيته، والحكمة تقتضي استمرار السير في الاتجاه نفسه. ويمكن الاستدلال من الكلمة أن الإمارات وهي تدخل الخمسين الثانية عازمة على تعزيز ريادتها العالمية، استناداً إلى الإنجازات، والإيمان بالقدرات الإماراتية البشرية في بناء المستقبل الوطني الآمن والمزدهر، والعيش الكريم لشعبها. كان التوصيف الألمع والأوضح للكلمة ما…
الجمعة ٠٨ يوليو ٢٠٢٢
اليوم يقف ملايين الحجاج من ضيوف الرحمن على صعيد عرفات الطاهر في أعظم وأهم ركن للحج، والذي يصادف يوماً مباركاً، وفي أعظم مظهر لوحدة المسلمين، ممن جاؤوا من كل فج عميق ملبين النداء «لبيك اللهم لبيك»، لا فرق بين أبيض أو أسود أو عربي أو أعجمي أو غني أو فقير، الجميع في وقفة واحدة ومظهر واحد يتضرعون للخالق العلي القدير، شاكرين نعمه التي لا تعد أو تحصى، ومنها نعمة الوصول إلى بيته الحرام والوقوف في عين المكان الذي وقف فيه مبعوثه للعالمين، صلى الله عليه وسلم، وألقى منه خطبته الوداعية التي مثلت أروع وأكمل دستور للمسلمين، وقد بلغ الرسالة وأوصى بصون الأمانة وحرم دم المسلم على المسلم وأوصى بالنساء خيراً. مظهر يعبر عن سمو العقيدة ورفعة الدين العظيم الذي أرسى بوسطيته واعتداله قيماً عظيمةً من المساواة وحب الخير وتحقيق العدالة الاجتماعية والأخوة الإنسانية التي حرصت إمارات الخير والمحبة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه…
الجمعة ٠٨ يوليو ٢٠٢٢
يوم عرفةَ يومٌ عظيم عند الله جلَّ ذكره، وعند المؤمنين، يومٌ يجمع الله فيه من اختارهم لبساط ملكه، وحضرة قدسه، وحرَمه الآمن، ومشاعره العظام، ليبثُّوا إليه الشَّكوى، ويرفعوا إليه النَّجوى، وينادونه بلسان الذُّل ودموع الخشية، يدعونه رغَباً ورَهَبا، وهم من خشيته مشفقون، إنه اليوم الذي أقسم الله تعالى به بقوله: {وشاهدٍ ومشهود}، وهو يوم الجمعة ويوم عرفة، وهو يومنا هذا الذي اجتمع فيه الشاهد والمشهود لمن وقف هذا الموقف العظيم الذي تسكب فيه العبرات، وتقال فيه العثرات، والذي يتجلى فيه ربُّنا سبحانه على أهل الموقف، فلا يبرحون حتى يقول لهم الرب سبحانه: انصرفوا فقد غفرتُ لكم كما ورد: «إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل عرفة ملائكتَه فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبرا، يا أهل عرفة قد غفرت لكم». هذا هو يوم التجلي الإلهي على عباده المؤمنين، من كان منهم في ذلك المشهد العظيم، ومن تعرَّض لنفحاته وهو في داره ومستقره، فإن فضل هذا اليوم يدركه…
الأربعاء ٠٦ يوليو ٢٠٢٢
كلمات ترعرعت في الوجدان في ذلك الصباح، مثل وريقات اللوز الشادية للسماء عرفاناً للغيث. ربات بيوت ومطلقات وأرامل، مفارقات الابن والزوج، هؤلاء وجدن ضالتهم في شيم الكريم وقيم الحليم. أبوخالد الذي تخرج في مدرسة الحكيم، ودرس حب الإنسانية، واحترام الإنسان وسائر المخلوقات على الأرض. كان للصدى شدو الطير في البراري المنعمة بالأخضر القشيب، كان للصوت نعيم الأشجار وهي تصيغ السمع لغناء الطبيعة، كان للبشارة رونق الدر في اللجج، كان لهدية العيد مذاق العفوية وهي تبلل ريق الحياة، وتلون سبورة الوطن بمواعيد مستقبلية زاهية بالرفاهية ونعيم العيش، وانثيال الحلم البهي من لدن زعيم وهب نفسه لصناعة الفرح في قلوب الناس أجمعين، وهيأ حياته ليكون في زحام العالم خير رسول للمحبة، يبلغ قلوب الناس من دون استئذان، ويمضي في تفاصيل حياتهم كأنه النسيم يهدهد مشاعرهم، ويحفظ مطالبهم، ويجعل من الهدية إشراقة شمس جديدة في أيام فضيلة يجمع على فضائلها أكثر من مليار إنسان في مشارق الأرض وفي مغاربها. اليوم وقد أصبح برنامج…
الثلاثاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٢
العدالة أساس الملك والحكم وتحقيق الرخاء والازدهار، والعدالة في شتى المجالات، محور تقدم وبناء الدول، فالأمم التي لا تعيش العدالة سواء في المجال الاقتصادي أو التعليمي أو الصحي أو حتى البيئي، هي الأمم التي تعاني ضعفاً وتفككاً، ويكثر فيها الفساد والظلم والفقر، ولا تملك أياً من متطلبات العيش والحياة الكريمة. ومن أهم مظاهر العدالة؛ العدالة الاجتماعية التي تحقق استقرار البشرية، وحماية مواردها الطبيعية وبيئتها من المخاوف الحالية والمستقبلية والمحافظة عليها. فهناك علاقة مترابطة ووثيقة بين المحافظة على البيئة، وتأمين عدالة اجتماعية واقتصادية في العالم. وإن من أكبر المفاسد التي تضرب المجتمعات الفقيرة؛ هدر ثرواتها الطبيعية، وإشعال فتيل الأطماع، للاستيلاء على الثروات الطبيعية، وتوزيعها بين أصحاب السلطة والنفوذ من دون عدالة، وإلحاق الضرر بالبيئة من دون أي اعتبار لحياة البشر، ومدى ما يلحق بهم من أذى. وهذه المجتمعات التي تعاني هذه الآفة تطاردها أشباح التخلف، وتنحدر إلى مصاف الدول الفقيرة في مقياس العدالة الاجتماعية. أما القيادات العادلة التي تجعل العدالة حقاً…