الأحد ٢٤ أبريل ٢٠٢٢
من يتابع المحتوى العربي على تطبيق يوتيوب، يلاحظ أنه يحرص كثيراً على تلبية رغبات الشريحة الأكبر من الجمهور.. وهو أمر مفهوم جداً، ولا غرابة فيه.. فمن الطبيعي أن يحرص صناع المحتوى في كل مكان من العالم على إرضاء الجمهور، وبالتالي حصد ملايين وربما مليارات المشاهدات.. لأن في ذلك اتساع لنطاق أعمالهم، ومكاسب مادية لا حدود لها. ليست هنا المشكلة، وإنما في النتائج التي ترتبت على هذا الحرص غير الرشيد، غير المحكوم بأي معايير إعلامية رصينة، بحيث أصبح الموقع، ومن يسير في فلكه من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، مَكباً لكل باحث عن الشهرة والثراء، فكما هو معلوم لدى الجميع، أن الشهرة هي الخطوة الأولى في طريق الثراء، وبدونها من الصعب أن تحصد المال من المحتوى الذي تقدمه، سواءً كان ذا قيمة، أو غير ذلك.. فالعبرة في عدد المشاهدات، لأن السوق الإعلاني يركز عليها قبل أي معيار آخر. عبر التاريخ الإنساني بأكمله لم تقم لأي مجتمع قائمة إلا إذا أعلى من شأن…
الأحد ٢٤ أبريل ٢٠٢٢
الرقم الذي نعني لا يتعلق بتلك الأرقام المميزة للوحات السيارات، التي بيعت بعشرات الملايين من الدراهم في مزادين أقيما في أبوظبي ودبي خلال الأيام القليلة الماضية تحت عنوان «أنبل رقم» دعماً لمبادرة «المليار وجبة» التاريخية، وإنما نعني عمر الإنسان الذي يفترض أنه يكون مجرد رقم كلما تقدم في السن، ولا يمنعه من مواصلة عمله وممارسات هوايته، وبدون أن يستسلم للأصوات المحبطة أو اللوائح البالية التي يحرس تنفيذها الحرفي بيروقراطيون متكلسون. الشواهد كثيرة لمن يريد أن يبدأ حياة جديدة بعد السن التي حددتها اللوائح للإنسان، وقبل أيام تناقلت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعية خبراً عن الكندية هازل مكاليون التي تبلغ من العمر 101 عام، والتي تشغل مديرة لمطار منطقة تورونتو الكبرى في كندا، بعد أن مُدد عقدها لـ3 سنوات مقبلة!!. وقالت صحيفة «لوبوان» الفرنسية التي نقلت الخبر إن هازل مكاليون عُيّنت مديرة وممثلة اتحادية في مجلس إدارة هيئة مطارات تورونتو الكبرى منذ عام 2017. وذكر التقرير أن هازل مكاليون وهي من…
عائشة سلطانمؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
السبت ٢٣ أبريل ٢٠٢٢
يقول الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي: «خايف أموت وتموت معايا الفكرة لا ينتصر كل اللي حبيته ولا يتهزم كل اللي كنت أكره اتخيلوا الحسرة!!» هل تتخيلون شخصاً يناضل على طريقة أصحاب القضايا والأفكار الكبيرة، شخصاً يظل عمره كله مؤمناً بفكرة يعمل ليل نهار لرفعها عالياً، لتبليغها لأكبر عدد من الناس، كي تسود هذه الفكرة، كي تنتصر وتصبح جزءاً من الواقع، بحيث تغيره وتدفعه للأمام، في مجال الثقافة، أو الإدارة أو الاقتصاد أو التعليم أو الفن.. والنضال المقصود هنا ليس بالضرورة أن يكون عبر البندقية أو القنبلة أو التفجير والعنف، فقد تناضل بقصيدة تشعل بها الدنيا، وقد تكتب رواية تهز بها أركان سلطة متجبرة، وقد تضع كتاباً تقلب به الدنيا رأساً على عقب، تمحو به ما كان وتؤسس لفكر مغاير عما كان! هكذا فعل علماء وكتاب وفلاسفة ومنظرون، كتبوا في الحريات وحقوق الإنسان، وفضح العنصرية والتمييز ضد الآخر المختلف، فلاسفة كتبوا في نظريات العقد الاجتماعي بين المواطنين والسلطة، وآخرون كتبوا في الفصل…
السبت ٢٣ أبريل ٢٠٢٢
• قبل البدء كانت الفكرة: - «منة شلبي» في مسلسل «بطلوع الروح» ممثلة باقتدار، هي من حملت كل المسلسل على رأسها، أداء وموهبة تمثيلية تذكرنا بالجيل الذهبي لبعض الممثلات المصريات الرائدات، والمسلسل جدير بالمتابعة، لأنه يتطرق لمدينة الخلافة الإسلامية الموهومة في «الرقة»، وما كان يمارس فيها من ويلات باسم الدين والخلافة، ودار الحرب ودار السلم، وغسل الأدمغة، واللعب على وتر الجهل والتدين الزائف والمغالطات في فهم روح الإسلام! • خبروا الزمان فقالوا: - «تبالغ المرأة في كل شيء إلا عمرها». -«النساء والزجاج في خطر دوماً». - «لم أر كالعرب رجالاً، تكمن القوة في أفرادهم، ويظهر الضعف في مجموعهم». • شوارد المعرفة: معنى أيام الأسبوع الإنجليزية، والعربية، سمي يوم الأحد: «Sunday» تكريماً للشمس، ولم يتخذ كيوم عطلة، إلا في القرون الوسطى، ويوم الاثنين: «Monday»، تكريماً للقمر، ويوم الثلاثاء: «Tuesday»، نسبة للشخصية الأسطورية المحارب «تويسكو»، وهو يوم بلا ملامح عند معظم الناس، وبعضهم يعتبره يوم شـؤم، كالإسبان والمكسيك، ويـوم الأربـعـاء: «Wednesday»، نسبة…
الخميس ٢١ أبريل ٢٠٢٢
عندما تدخل مستشفى، أو أي مصحة في الإمارات، وترى الأعداد الهائلة من المرضى من مختلف الجنسيات ينامون على الأسرة البيضاء وتحيطهم ذوات القمصان القطنية برائحة الدواء، وأيدٍ تسترخي على الأجساد الساكنة، تشعر بأن بلادك بألف خير، وكلما أطلت النظر في العنابر ذات الأبواب المفتوحة على ممرات تعج بأصوات، معبقة بلهجات، ولغات، وهمس يوحي بأريحية المكان، ويشير إلى أن في مكان تستقر فيه النفوس، وتهدأ الألباب، ويعيش المرضى في زمن الإمارات، المضاء بأجمل مراحل التاريخ شفافية، وحب للآخر من دون تصنيف أو تزييف. سألت إحدى الممرضات عن شخص كان مسجىً على السرير ومن دون حراك، فقالت الممرضة هذا الشخص فاقد الوعي، وينام هنا منذ أشهر، ويزوره أهله بين فترة وأخرى ولم تحدد التاريخ بالضبط، وهذا يعني أن الرجل أمضى وقتاً طويلاً في المستشفى ويلقى الرعاية، والعناية على أيدي موظفين، وممرضين وأطباء ممارسين. ما لفت نظري، هو أن هذا السلوك إماراتي فريد ولا يضاهيه سلوك في مكان آخر، حيث العلاج مجاني، والاهتمام…
الخميس ٢١ أبريل ٢٠٢٢
لن أتكلم عن حيوان لم يحافظ على سلالته، ولم يستطع مواجهة التحديات البيئية أو الحياة الفطرية في عالم وقانون الغاب، فبات مهدداً بالانقراض، بل سأتكلم عن اللبنة الأولى للمجتمع.. عن «الأسرة» التي باتت مهددة بالانقراض، في ظل عدم قدرتها على مواجهة المتغيرات الاجتماعية من حولها، فتقلص دورها، وبهتت مكانتها، وانعدم في كثير من الأحيان تأثيرها، وبالفعل في الكثير من الأحيان ما عادت تستطيع مواجهة قوانين العصر وطبيعته، التي مزقتها الأحداث والحوادث من حولها، وجعلتها أمراً ثانوياً قد يكون غير ذي تأثير خلال الفترة المقبلة. لا استغراب ولا استهجان لهذا الطرح، وهذه المقارنة، لأنها قد صادفت الحقيقة، وفيها جانب كبير من الصواب، فالأسر على وشك الانقراض فعلاً، فبعد أن انقرضت العائلات الممتدة، وبات كل شخص يعيش بمفرده بعيداً عن أسرته الكبيرة، وبعد أن تقلص دور الجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة، ها نحن على أعتاب أن يتقلص دور الأم والأب، إن لم يكن قد تقلص فعلاً، خصوصاً إن نظرنا إلى الأمور…
الخميس ٢١ أبريل ٢٠٢٢
عشية احتفاء الإمارات بيوم زايد للعمل الإنساني، وقبيل الإفطار كان صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان يتفقد برنامج كسر الصيام الذي ينفذه مركز الهلال الأحمر الإماراتي في الإمارة وعلى مستوى الدولة وضمن مبادراته الرمضانية لتوزيع وجبات الإفطار على المارة والسائقين عند الإشارات الضوئية وبمشاركة أحفاد سموه، في مشهد يلخص ثمار الغرس الطيب للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، غرس جعل من الإمارات واحة وعاصمة للعمل الخيري والإنساني. كما خلدت الإمارات ذكرى رحيله عن دنيانا الفانية بجعله يوماً للعمل الإنساني يحمل اسمه الخالد والراسخ في قلوبنا رسوخ الجبال الرواسي، وحرصت على جعله يوماً للتسابق في تنفيذ مبادرات خيرية وإنسانية على مدار العام داخل وخارج الدولة تأكيداً للنهج الذي رسمه للإمارات الذي يطلق عليها الجميع تحبباً «بلاد زايد الخير». مهما توالت الأيام والسنون، سيظل اسم وذكرى ومآثر زايد القائد الحكيم والأب الرحيم راسخة في القلوب على امتداد الأجيال المتعاقبة، نستحضر…
الثلاثاء ١٩ أبريل ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: لفت نظري ما يقوله الراوي لفيلم وثائقي عن أميركا اللاتينية في القرن التاسع عشر، ضمن الحديث عن الظروف الاجتماعية، ما معناه أن سفر المرأة بمفردها في ذاك الزمان والمكان لم يكن مقبولاً، إلا إذا كانت المرأة سيئة السمعة، حيث وجود قطاع الطرق واللصوص يعد أمراً مألوفاً. ورغم اختلاف الأعراف بين مجتمع وآخر إلا أنها متشابهة نوعاً ما وتتبع للظروف المحيطة، وفيما أتاح تطور وسائل المواصلات والاتصالات، في عصرنا هذا، الكثير من السهولة في التنقل وحد كبير من الأمان، على الأقل بين المدن الرئيسية بشكل عام، باستطاعتنا تقدير ما كانت عليه الأحوال في القرن السابع الميلادي في شبه الجزيرة العربية، حيث يغدو من المحتم إصدار قانون "لا سفر للمرأة إلا مع محرم"، لدرء الأذى لا لثواب أو عقاب. وإذ تأخذ الأعراف شكل القوانين الرسمية أو الاجتماعية، فإنها تتبدل وفق اعتبارات متعددة، إذ غيّر انتشار وباء مميت الكثير من أعراف المجتمعات، ففرض قوانين وعادات جديدة، لعلها كانت…
الإثنين ١٨ أبريل ٢٠٢٢
نعم، التضخم مرتفع بل مرتفع جداً، والمشكلة باتت عالمية وتنذر بالخطر في كثير من الدول حتى الغربية منها التي تمتلك اقتصادات قوية. أمر طبيعي أن يحدث ما حدث، لماذا؟ أولاً، لأن سلاسل التوريد تأثرت بشدة على مدار عامين بسبب «كورونا» وتضرر العمليات الإنتاجية والتوزيع، وهو أمر ما زال قائماً في بعض الدول بما فيها الصين. ثانياً، لأن الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة وتتجه نحو شهرها الثالث، وقد أدت إلى تعطيل تصدير المواد الخام والمنتجات الزراعية. ثالثاً، لأن أسعار النفط في تصاعد مع تجاوز البرميل المئة دولار، ما يعني انعكاس ذلك على تكلفة إنتاج السلع ونقلها في العالم. هذا حال العالم مع التضخم من شرقه إلى غربه وشماله وجنوبه، وهو أمر طبيعي لم يسلم منه أحد. في الإمارات زاد التضخم عندنا، وبدأ الجميع يتلمسون في كافة تفاصيل الحياة، سواء في النقل أو المواد الخام أو في السلع الاستهلاكية والمعمرة. كما أوردنا، فهذه الارتفاعات طبيعية بسبب العوامل الثلاثة السابقة، ولا يمكن تفاديها في…
الإثنين ١٨ أبريل ٢٠٢٢
التضخم والغلاء الملحوظ في أسعار السلع الذي تشهده أسواق العالم، ومن ضمنها أسواقنا، يلقيان بثقلهما على الناس، وإن كان لجزء من هذا التضخم بعض مبرراته العالمية التي لا يمكن النقاش فيها، إلا أن زيادة ارتفاعه مع المناسبات المباركة التي نشهدها هذه الأيام، خصوصاً شهر رمضان الفضيل، وعودة المدارس، واقتراب عيد الفطر السعيد، تترك الكثير من التساؤلات المشروعة عند المواطنين والمقيمين، لتأثيرها على كواهلهم وقدرتهم على الوفاء بأكثر الاحتياجات إلحاحاً في هذه الأوقات. الأزمة العالمية التي فرضتها تداعيات «كوفيد 19» والحرب في أوكرانيا من تضاعف رسوم الشحن وارتفاع أسعار النفط والطاقة، هي بالتأكيد أسباب مفهومة في تأثيرها على هذا التضخم، ولكن غير المفهوم أن نجد تباينات في الأسعار بين منافذ البيع تتجاوز في بعض الأحيان 20 ــ 25%، فهو أمر لا يمكن أن يكون له ما يبرره، بقدر ما يقف وراء الشكوى المتزايدة من المواطنين والمقيمين الذين باتت معاناتهم واضحة ولها دوافعها جراء الارتفاعات والتباينات غير المبررة في أسعار السلع، خصوصاً…
الإثنين ١٨ أبريل ٢٠٢٢
جدلية التاريخ، وحركة التغيير في فنائه الداخلي تجعلنا تبحث في الحيثيات، وفي الثنايا والجذور، وفي الأطياف، والأعطاف، وفي النسق، والسياق، لكي نعبر المحيط من دون خبات تهشم نسيج الألواح وتصدئ الدسر. اليوم أحاول أن أستدعي ذاكرة ما تختبئ تحت الجلد، وتضم في حواشيها كل ما لمع، وكل ما فقع، ولعلي ألمس بعض النواصي في حلم الأمس، وبعض ما توارى من لوعات أيام انقضت، وتلاشت، وانضوت تحت خدر النسيان. كانت تلك المرأة والتي أصبحت اليوم مسجية على فراش الوهن وتكدر الأنفاس، قد جلبت لي، ولك ماء العذوبة من بئر في منطقة الحديبة، وكان على رأسها منطقة محايدة، تضع عليها صفيحة الماء، ولما تحط رحالها تتلمس قشرة الرأس لتخفي بعض الوخزات، وبعض الحسرة، مغموسة بفرح الانتصار على الزمن. كانت تلك المرأة عند منتصف النهار تقف على رمل الشاطئ المتشظي باللهب، باحثة عنك وعني، وعن أبناء الجيران الذين غاصت أجسادهم الصغيرة في اللج، وبات من المهم استجلابهم فرداً، فرداً، قبل أن يحدث ما…
الخميس ١٤ أبريل ٢٠٢٢
من الطبيعي أن يهتم الشارع المحلي بما يطرح على الشاشة في شهر رمضان الكريم، وأن تتجه البوصلة إلى المسلسلات الإماراتية باعتبار أنه من المفترض أن تكون لسان حال المجتمع، تطرح القضايا المحلية وتسلط الضوء عليها، وتحاول إيصال رسالة للمشاهد بأسلوب كوميدي أو تراجيدي. شهدت الأيام الأخيرة جدلاً كبيراً حول المسلسلات المحلية، وحظيت مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة الأكبر في هذا الجدل ودارت نقاشات عن مضمون هذه المسلسلات وما تقدمه للجمهور، ودخل أحد الفنانين على الخط مدافعاً وملقياً اللوم على القنوات المحلية التي لا تهتم بالأعمال الإماراتية، وأن الممثل الإماراتي مظلوم ولا يتحمل المسؤولية عن ذلك، بل يعتبر ضحية يحتاج الوقوف في صفه بدلاً من تحميله مسؤولية ضعف المسلسلات المحلية. بداية لنتفق أن إنتاج المسلسلات المحلية شحيح جداً على قنواتنا المحلية، ويتحمل ذلك عدد من مديري القنوات الفضائية الذين يقفون بالمرصاد لأغلب الأعمال باعتبار أنها أعمال لا تجذب المعلن ولا تقدم المردود المالي المطلوب، بينما على النقيض من ذلك تُفتح الأبواب لشركات…