الملهمة (2)

آراء

كما أن للإبداع الفني والأدبي ملهِمين يحفزون المخيلة، فإن للحكومات أيضاً ملهميها، فهل سمحت لك الفرصة أن تعمل مع أحد ملهمي الحكومات؟ أم أنك أحدهم؟ أو أحد المنضمين لمدرسة الإلهام الحكومي في دولة الإمارات؟

في عالم استحوذ عنصر الإبهار فيه على القطاع الخاص لعقود، جاءت حكومة دولة الإمارات لتقلب الموازين والأعراف حتى ترسخت في العقول والقلوب كعنصر إبهار عالمي على جميع الصعد. وباتت حلماً تحقق لقادته وحلماً يتمناه الكثيرون، وتجربة استثنائية رائدة مسطرة في التاريخ.

وإذا كان للعمل في القطاع الخاص بريقه، فالقطاع الحكومي في دولة الإمارات بات له بريق أخاذ يشد الأنظار، بل يخطف الأبصار؛ ذلك أن مختلف الجهات الحكومية أو مؤسسات الدولة قد شهدت تحولاً كبيراً في بنيتها سواء أكان ذلك على مستوى منشآتها الفخمة الراقية، المهيأة للعمل وتقديم الخدمات بمستوى 7 نجوم، أو على مستوى المهنية العالية التي يتمتع بها موظفوها.

ومع أن مؤسسات وشركات القطاع الخاص لم تفقد بريقها، وهي التي عرف عنها دائماً أنها جهات رائدة في المهنية وصقل المواهب، إلا أن طبيعة العمل الحكومي في دولة الإمارات أصبحت تنافس كبريات الشركات العالمية، لا بل أصبحت تضاهيها في بناء القدرات وتخريج كفاءات مواطنة على مستوى عالمي. وتتمتع بعض هذه الجهات بقوة كبيرة وقبول من المجتمع، وهو شيء لم يكن ممكناً تحقيقه في الماضي.

نموذج العمل الحكومي في دولة الإمارات أصبح صانعاً للإلهام، لأنه استطاع أن يكسر قواعد أسمنتية قديمة كانت متحجرة ومتجذرة في برامج ومنهجيات العمل الحكومي سابقاً. لقد تمكنت من إعادة صياغة مفهوم العمل الحكومي الذي كان عادة ما يتصف بالرتابة والجمود وجعلته قادراً على رعاية المبدعين.

كما أنها غيرت النظرة السائدة عن العمل في القطاع العام، ولفتت الأنظار بمبادراتها اللامحدودة والمبتكرة، وباتت «ملهمة الحكومات» تنقل تجربتها في الإدارة الحكومية إلى الخارج، وتبث دائماً الأمل بحاضر جميل ومستقبل مزدهر للمنطقة.

قيمٌ مهنيةٌ إماراتية، أساسها الاتحاد والشراكة والتميز والإخلاص بغرض تحقيق هدف أسمى واحد، هو رفعة الوطن.. قصص نجاح كثيرة، كان آخرها تعامل الإمارات مع أزمة «كورونا»، التي أثبتت جاهزية الدولة في مواجهة أي تحديات طارئة.

«ملهمة الحكومات» تعرف بممارسات حكومية غير مسبوقة في العالم، وهي التي تؤمن بالإنسان أولاً، وتجد بينها وبين شعبها رابطة الأسرة الواحدة، والعلاقة الوجدانية والأخلاقية المتبادلة، فتتشارك معها في تصميم المستقبل، فهي حكومة الأحلام الطموحة، حكومة القرارات الجريئة والإنجازات الاستثنائية.

‏ «ملهمة الحكومات» بدأت مرحلة نهضتها الثانية بجذب العقول والأفكار والاستثمارات، وباستقطاب أصحاب الجهود والإنجازات المضاعفة. إنها حكومة لا تؤمن بالمستحيل بل تجعل المستحيل ممكناً، وبرهنت على ذلك مراراً في أصعب الظروف التي واجهت العالم.

طموحات عانقت عنان السماء، وأفعال وصلت إلى حدود الفضاء، تلك هي «ملهمة الحكومات»، التي تواصل ترسيخ مفاهيم الريادة والتسامح والإنسانية في جميع بقاع الأرض بهدف واضح وسديد، هو أن يعم الخير والجمال على الجميع.

المصدر: الخليج