«الوطنجية» وملحمة الشرف!

آراء

تتعالى أصوات ثلة من المثقفين والكتاب هذه الأيام الحرجة وتلتهب قريحتهم الكتابية ليس لصد الهجوم الخارجي الشرس المتكالب على الوطن، لا بل على جبهة أخرى داخلية وضد أصوات الوطنيين الشرفاء الذين سلوا أقلامهم من غمدها وأمطروا الإعلام المسعور بوابل من الكلمات والحجج والشواهد التاريخية لمواقف المملكة ودافعوا عن وطنهم بكل شجاعة في «ملحمة شرف» غير مسبوقة!

ابتلي البعض بالحزبية الناعمة أو الخفية بشكل أدق، ففي حين يتمسحون بالوطن في الرخاء، فإنهم بيادق شر متربصون له وقت الأزمات، هم الأصدقاء في الأفراح والخناجر المغروسة في خاصرته في الأتراح، هم من تزعجهم أحرف الشرفاء، ويطيرون بخربشات المتلونين من حزبهم النتن، إنهم إخونجية الوطن الذين تسلل بعضهم إلى مؤسساته وصحافته وحتى أجهزته الحساسة، هم من يستميت الآن لوقف أقلام الوطنيين المخلصين النازفة حباً ووطنية وكأن حروفهم تشطر قلوبهم، فتركوا منصات العالم أجمع بشراستها وافتراءاتها وأكاذيبها تشق رؤوسنا شقاً والتفتوا إلى من تصدى لها تشويهاً وإلصاقاً لتهم يستخدمها العدو نفسه ضدنا -كالذباب الإلكتروني والوطنجية- كل ذلك لإسكات أي صوت حق يعلو على أجنداتهم الخفية والتشكيك فيه، فالأصل في أدبياتهم التخاذل أمام الوطن والنشاز هو الدفاع عنه… فعجباً!

نعم المملكة خطابها متزن ورصين سياسياً ولكن الإعلام ومنصات التواصل يجب أن تكون رأس حربة ورافداً ودرعاً للوطن، ليس فقط أمام الهجمات الإعلامية بل حتى في الأحوال العادية، فالإعلام واجهة يجب أن تقدم الدولة من خلاله ليعرف العالم قوتها واقتصادها وعادات مجتمعها وتطورها إلخ..، وهذا في الواقع ما يعكسه الإعلام لأي دولة في العالم، وهذا ما نشاهده على شاشات التلفزة بشكل يومي، وهذا ما يتعاطى به العالم أجمع، فلماذا الإصرار على صمتنا أمام قضايانا لنبقى دون إعلام ولا حراك ولا دفاع عن أنفسنا خانعين مُسَلمين وكأننا نبحر في محيط متلاطم دون وسيلة ولا أدوات ودون أن نتقدم خطوة بحجة أننا سننجو لأن الحق معنا.. فأي هراء هذا!!

أخيراً.. يقول ابن سلمان «أعيش بين شعب عظيم وجبار عزيمته كجبال طويق لا تنكسر» فمن المقصود يا ترى؟

هل قصد سموه ثلة المتخاذلين، أم شعباً بأكمله صلباً متأهباً فداءً لوطنه ووفاءً لقيادته؟
المصدر: عكاظ