أثر برامج التميز الحكومي على جودة الحياة

آراء

 خاص لـ هات بوست:

أصبحت دولة الإمارات نموذجاً ملهماً للحكومات، ووجهة للاستقرار والنمو يحلم بها الكثيرون من مختلف دول العالم. وقد يتساءل البعض عن أسباب وصول دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذا المستوى المتقدم من النماء والرقي في زمن قياسي، سواء في خدماتها أو في أسلوب حياة القاطنين على أرضها، فكل من يعيش على أرض الإمارات ومن يتابع أخبارها، يعلم يقيناً بسرعة التطور والنمو الذي تشهده الدولة في مختلف قطاعاتها، والتي أثمرت عن تحقيق التنمية الشاملة وتبوؤ مراكز عالمية متقدمة في أهم مؤشرات التنافسية والكفاءة الحكومية.

ولعل من أهم النتائج التي يستشعرها الجميع، رؤية قوة اقتصادنا وتنوعه، إضافة إلى البنية التحتية التي تتمتع بها الإمارات، والخدمات التي يحصل عليها المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، والذين يتسمون جميعاً بالإيجابية ويتنافسون لتحقيق إنجازات رائدة.

وبالطبع يوجد العديد من الأسباب لتحقيق هذا النمو العظيم، ويأتي في مقدمتها برامج التميز الحكومي التي تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأحدثها منظومة التميز الحكومي الإماراتية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والهادفة إلى تطوير أداء الجهات الحكومية وأفرادها، علماً أنها تعد المنظومة الأولى من نوعها في العالم التي صممت من الحكومة إلى الحكومات، وهي منظومة تراعي الاختلاف والخصوصية في طبيعة عمل الجهات الحكومية، وقابلة للتطبيق من جميع حكومات العالم، وبالفعل تم تطبيقها في جمهورية مصر العربية على مدى سنتين متتاليتين، وجاري العمل على تطبيقها في حكومات أخرى.

وتُعد منظومة التميز الحكومي الإماراتية بمثابة نهج عمل يُمكّن الحكومات من الوصول للريادة، وهي تجسد الخبرات والمعارف المتراكمة التي تم تجربتها وتطبيقها في حكومة دولة الإمارات وأثبتت فاعليتها في تحقيق نتائج رائدة، وتتكون هذه المنظومة من مجموعة من المحاور والمعايير والمبادئ التي تواكب التوجهات العالمية الحديثة في مجال التميز الحكومي، وجدير بالذكر أن منظومة التميز الحكومي نالت اعترافاً دولياً من قبل أبرز 9 منظمات دولية في التميز والجودة، وقد  أكدت على مكانة المنظومة عالمياً كنهج رائد في تقييم الأداء المؤسسي والتميز الريادي في حكومات المستقبل

برامج وجوائز التميز الحكومي

كما هو معلوم لدى الجميع، فإن الجوائز وسيلة وليست غاية، وتعد سبيلاً للوصول إلى تحقيق السعادة والرفاهية وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، وتحقيق متطلباتهم وتوقعاتهم بالحصول على خدمات حكومية “7 نجوم” وبأعلى درجات الكفاءة والفعالية.

وعليه، تقوم الجهات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة بتطبيق مفاهيم ومعايير ومبادئ منظومة التميز الحكومي في جميع مهامها وذلك ضمن استراتيجيتها ومؤشرات الأداء، والخدمات التي تقدمها وصولاً إلى تعزيز قدرات موظفيها، ويتم قياس مستوى أداء الجهات والنتائج التي حققتها وإنجازاتها وقياس حجم أثر تلك الإنجازات من خلال عملية تقييم وآلية قياس دقيقة ضمن جوائز التميز الحكومي.

وتعتبر جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز أرفع جائزة للتميز الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث أنها معنية بقياس أداء الجهات الاتحادية، وتتضمن الجائزة فئات على مستوى المؤسسات وعلى مستوى الأفراد، الأمر الذي من شأنه أن يشجع على التنافس الإيجابي ويحفز الجهات والأفراد على التميز المُستدام وتحقيق مزيد من الإنجازات. ويمثل الفوز بأي فئة من فئات الجائزة إنجازاً رفيعاً للموظفين والجهة الاتحادية الفائزة واعترافاً واضحاً بأدائهم الكفء والمتميز والفعال.

وتهدف جوائز التميز الحكومي إلى تعزيز دور الموظفين والجهات الحكومية في خدمة وتحقيق السعادة وجودة الحياة لجميع فئات المجتمع، وتستند هذه الجوائز في الدولة على معايير منظومة التميز الحكومي كدليل للأداء المتميز ومعيار لتطوير الأداء.

لذلك فإن كل خدمة حكومية تحصل عليها، وكل تطور تشاهده على أرض الدولة إنما هو نتاج منظومة عمل متكاملة تضعها قيادتنا الرشيدة من خلال أنظمة عمل وقيادات على قدر كبير من الكفاءة، وكل ذلك لتحقيق التنمية الشاملة وجودة الحياة لجميع من يعيش على أرض الإمارات.

 

والجدير بالذكر، بأن الجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات كانت حريصة منذ بداياتها على تبني وتطبيق الأسس الصحيحة لمفاهيم الجودة المبنية على أحدث النظم العالمية حتى وصلت المؤسسات والدوائر في الدولة إلى مستوى عالي من النضج وارتقت إلى مستوى التميز. فالجودة هي الطريق للوصول إلى التميز ومنها إلى الريادة. ويحتفل العالم في 12 من نوفمبر باليوم العالمي للجودة، وهي فرصة للجهات الحكومية والخاصة للاحتفاء بإنجازاتها والعمل على زيادة الوعي بأهمية الجودة في رحلة بناء ثقافة التميز والوصول إلى الريادة.

 

التميز الإماراتي هو نهج أرساه الآباء المؤسسون منذ قيام الاتحاد في عام 1971 بعزيمتهم وحكمتهم وقدرتهم على استشراف المستقبل، وقد واصل قادة الدولة البناء على هذا الإرث العظيم واستكملوا مسيرة التنمية الشاملة برؤىً استثنائية طموحة ترتكز على جودة حياة الإنسان، وتتطلع لوضع دولة الإمارات في مصاف أفضل دول العالم.

***

للاطلاع أكثر على منظومة التميز الحكومي يرجى زيارة الموقع الإلكتروني www.gem.gov.ae

للاطلاع أكثر على جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني لبرنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي  www.skgep.gov.ae