الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٢
قبل أيام تلقيت أكثر من رسالة من أصدقاء ومعارف يخبرني بعضهم بقرارهم إلغاء حساباتهم في تويتر والفيسبوك، وبعضهم الآخر يفكر جدياً في إنهاء العلاقة كلياً مع تويتر تحديداً، وأنا أعذرهم وأقدر موقفهم، تويتر في عالمنا العربي مثل سوق من أسواقنا الشعبية، تدخله وأنت تعرف كثيراً من رواده، تعرفهم بالاسم أو بالوجه، تتجادل معهم في شؤون كثيرة، تتفق وتختلف، ولكنك وبينما أنت تجادل أو تحاور من تعرف، منذ زمن أو منذ ساعات، تتلقى لعنة من «ملثم» لا يريك وجهه. أو تُقذف فجأة ببيضة لا تعرف من رماها ولماذا. وحينما يكثر عليك «البيض» تدرك أنك في السوق الخطأ. ولأنك تؤمن بالحكمة القائلة «السفن الكبيرة لا ترسو في الموانئ الصغيرة» فأنت لا يمكن أن تقل من قدرك وترد على شتائم وأذى أصحاب «البيض» من الملثمين أو المُرسلين متأكداً تماماً أن منبراً عظيماً مثل «تويتر» لم يخترع أصلاً لمنطقة مثل العالم العربي. فحق الاختلاف وثقافته المتأصلة في مجتمعات كثيرة تجعل من مساحة كهذه أشبه بقاعة…
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
يقول فرويد “نستطيع أن نقاوم الهجوم والنقد ولكننا عاجزون أمام الثناء! وفي إحدى نظرياته يشرح العالم فرويد أن الشخصية الإنسانية تتكون من ثلاثة أنظمة هي الأنا والأنا العليا والهو وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة، ولا أعلم مدى صحة نظرياته في علم التحليل النفسي فهناك المختصون والعلماء الذين درسوا ونقدوا أعماله ونظرياته لكنني وقفت طويلاً عندما قرأت عن محاولاته للانتحار في آخر حياته وإخفائه مرضه عن الجميع، ورغم قوته النفسية ظاهرياً كان ضعيفاً داخلياً وكم كان يعاني وهو يحاول تخفيف معاناة الاخرين. قد نتفق معه وقد نختلف، لكن فهم الشخصية الإنسانية وسبر أغوارها والغوص فيها من الصعوبة بمكان. كلما توقعت أنك تفهم من حولك زادت هوة عدم فهمهم. نحن وجوه وأقنعة نضعها كل صباح في المساء نضع أقنعة أخرى بعض البشر كالكتب لا يخدعك العنوان! لا بد من قراءة متأنية للمحتوى، تريد أن تعرف أسرار الكتاب يجب أن تعيش بين الكلمات وتسافر بين الأسطر وكذلك البشر أحياناً…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
إذا كان ثمة محررة أزياء بارعة في هذه المجلة، فعليها أن تحمل قلمها وكاميرتها وتتوجه إلى شارع نايتس بريدج الراقي في لندن، وتجلس على طاولة مقهى لتراقب السعوديات والخليجيات وهن يستعرضن آخر موضات الحجاب، نعم بات أخيراً للحجاب موضة. سأبتعد عن الدين والحلال والحرام، ولكنى أميل إلى أن ما من عالم شرعي سيجيز هذا الكرنفال من الألوان والأشكال المسماة «حجاب». من الواضح أن «الحجاب» يسبب أزمة هوية لبعض السيدات والفتيات، لذا أقترح على زميلتنا الصحفية التي تركتها قبل أسطر أن تسأل الفتيات: لماذا تتحجبن؟ على افتراض أن ما يرتدينه حجاب، فإن كانت الإجابة: دين وتقوى وامتثال لأمر الله عز وجل، فعليها أن تحيلهن إلى العالم الشرعي الذي تركناه في الفقرة السابقة يشرح لهن الحلال والحرام وشروط الحجاب الشرعي، وما يمكن للمرأة أن تظهره وما وجب عليها أن تخفيه، إلى نهاية المعالجة الدينية للموضوع. أما إن كانت الإجابة: إنها «تتحجب» عادة أو حتى لا يراها من يعرفها فيقول رأينا بنت فلان…
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
بالنسبة لي على الأقل، تعد حادثة بلجرشي، التي راح ضحيتها أب وبترت ذراع زوجته وأصيب طفلاه إثر مطاردتهم من قبل دوريتي أمن وهيئة، دالة مهمة للتأمل في موقف قطاع من المجتمع من إخضاع هيئة الأمر بالمعروف للضبط والمحاسبة، سواء كان ضبطا ومحاسبة من داخل الجهاز نفسه أو من قبل أجهزة مجتمعية أخرى، بما في ذلك القضاء وهيئة التحقيق وإمارات المناطق والصحافة ورأي الجمهور. ليست الحادثة بتفاصيلها هي الدالة، بل ردة فعل بعض أفراد المجتمع وطريقة توجيه النقاش حول المأساة هي السبب. لأبين أولا أن هذا القسم من المجتمع في تضاؤل، إنه جزء يصغر ويتناقص. فبعد قراءة المئات من مشاركات القراء في مواقع الإعلام الإلكتروني حول الحادثة التراجيدية، لاحظت أن الغالبية العظمى من القراء بنت مداخلتها بناء على الوقائع ذاتها لا بناء على نوعية الجهات المشاركة فيها، أي أن أحكام هؤلاء القراء تأثرت بالواقعة نفسها وتفاصيلها وليس أن الهيئة أو دورية الأمن أو المقاول أو الأب القتيل نفسه كانوا أسبابا في…
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
في طريقنا من المدرسة إلى البيت فاجأني طفلي سعيد بهذا السؤال: «بابا هل سأدخل النار؟» صمتُ للحظات من هول الصدمة، ثم سألته عن سبب سؤاله فقال: «لأن أبا صديقي قال له بأن الاحتفال بالعيد الوطني حرام وسوف يعاقب الله كل من فعل ذلك» فسألته عمّن سيدخل النار في رأيه، فقال: «الأشرار الذين لا يحبون الله» ثم سألته إن كان يُحب الله أم لا فقال لي: «نعم أحبه لأنه أعطاني كل شيء، ولذلك أحاول أن أحفظ القرآن» فقلتُ له: «إن كنتَ تُحبه إلى هذا الحد فإنه يحبك أيضاً، وكُل من يحبهم الله يدخلون الجنة». أحب سذاجة الأطفال وتلهمني كثيراً في طريقة تفاعلي مع الحياة، ولكنني أتساءل: لماذا يفكّرون، وهم في هذه السن المبكّرة جداً، في الجنة والنار! ولماذا يقلقون من الثواب الأخروي أو العقاب! ومَن سَلَب من أطفالنا سذاجتهم البريئة؟ وكيف استدرجهم المجتمع في صراعاته الطائفية والدينية التي باتت تفرض علينا الاصطفاف مع إحدى الفِرَق. والتخندق مع أفكارٍ معينة ثم تدفعنا…
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٢
في بلاد «الربيع العربي»، مُخْطِئ من يظن أن فريقاً واحداً يقف وحده خلف التغيير. وإلا فإنهم يستبدلون بـ«الحزب الأوحد» فريقاً جديداً قد لا يختلف كثيراً عمن قبله في قادم الأيام. ولهذا فإن قراءة متأنية لنتائج الانتخابات الليبية تناقض الفكرة التي سادت لأشهر ومفادها أن الربيع العربي هو ربيع الإسلاميين وحدهم. في تلك البلدان، الربيع هو ربيع التغيير. وأياً يكن الفائز في الانتخابات تظل التجربة العملية هي المحك وهي مقياس النجاح في آخر النهار. المواطن العربي -خلال السنوات القليلة القادمة- يستطيع أن يفرق بين أصحاب الوعود الكبيرة -وكثيرها غير واقعي- وبين أصحاب الإنجازات الحقيقية على الأرض. وستكون «الأيديولوجيا» -أياً تكن- في آخر قائمة الاعتبارات. فالنخب التي تبني منافساتها على أيديولوجيات ونظريات سياسية ليست مرتبطة عملياً بمفاهيم الإدارة لشؤون التنمية والاقتصاد وتحسين أوضاع الناس مباشرة على الأرض وإعادة الثقة في المؤسسات القضائية والمؤسسات التي تستطيع إغلاق أبواب الفساد قد تنجح مرة لكنها لن تقوى على النجاح مستقبلاً. وإن لم تكن الخبرات الناجحة…
الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٢
قبل أشهر قليلة قابلت في دبي رجلاً من أهل درعا. حدثني -بخجل- عن فضائع نظام الأسد في درعا. لكنه أكد أن كثيراً من أهل درعا كانوا يتوسمون الخير في الرئيس السوري بشار الأسد. ثم استدرك وقال: أو أنهم انخدعوا به وبوعوده الإصلاحية الكاذبة. ومع ذلك يقول ابن درعا أكاد أجزم أن بشار كان بإمكانه احتواء الأزمة في بداياتها. أهل درعا أبناء قبائل تحب الخير للجميع. وتسامح إلا حينما تهان. وشبيحة الأسد في درعا أهانوا أهل درعا مثلما أهانوا أهل سوريا على مدى أربعة عقود. ومع ذلك -يؤكد ابن درعا- أهدر بشار الأسد فرصة تاريخية لاحتواء الأزمة وفتح صفحة جديدة مع أبناء شعبه. لكنها طبيعة الاستبداد. فالطغاة يكابرون حتى يسقطوا. فهل يعقل أن يعتذر طاغية من شعبه؟ إم أنها إرادة الخالق أن يتمادى الطاغية في طغيانه -وجهله- حتى يصل إلى نهايته؟ لم يعد التخويف بالسجن أو الموت يوقف مسيرة التغيير إن أرادتها الشعوب. وحينما يكسر المرء حاجز الخوف بداخله فلا شيء…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢
قليلة هي اللوحات الفنية التي دخلت التاريخ، ولعل في مقدمتها لوحة "الجورنيكا" لبيكاسو. وهناك الكثير من الأمور التي يمكن الحديث عنها في "الجورنيكا"، فهي اقترنت باسم بيكاسو كواحدة من أشهر أعماله التكعيبية، كما أنها تبقى شاهدا على جرائم النازية بتصوير المجزرة التي نتجت عن قصف الطائرات الألمانية لقرية "جورنيكا" الإسبانية بأطنان القنابل، فقتل عدد كبير من أبنائها قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بسنتين. وللوحة ارتباط بالدكتاتور الإسباني فرانشيسكو فرانكو وهو من زعماء الحرب الأهلية الإسبانية وقيل إن له ارتباطا بالمجزرة. في "الجورنيكا" اقتحم بيكاسو السياسة التي كان ينأى بنفسه عنها.. حين حرّك الموقف المأساوي أعماقه، فلجأ إلى ريشته ليفضح بها الطغاة والدمويين الذين يسعون للحكم على حساب دماء الأبرياء. رسمها بالأسود والأبيض وقليل من التكوينات الرمادية، وربما يشير في ذلك إلى المواقف السياسية التي تغيب عنها الألوان. في الزاوية العليا اليمنى من "الجورنيكا" تظهر صورة المستغيث، مثل من نراهم كل يوم على الشاشات يستغيثون في سورية. وفي الزاوية السفلى اليسرى…
الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢
مقلق جدا ما يجري في ساحتنا المحلية من حين لآخر من تفاقم وتصاعد لوتيرة الخطاب والنفس الطائفي بين السنة والشيعة وتنامي حملات التعبئة التي تبث روح الكراهية بين مواطني وافراد المجتمع الواحد , والتي تسعى لخلق حواجز بينهم لاعتبارات مذهبية من خلال رمي أتباع المذهب الاخر بما لايليق من أوصاف وتهم , وتخوين مجتمعات بأكملها والتشكيك بولائهم الوطني والطعن في معتقداتهم وادخال الوطن دوامة التصعيد الخطير , وبث وخلق الكراهية المذهبية , وذلك تبعا لبعض المستجدات والاحداث , ومثل هذا الخطاب الطائفي بأحكامه وأوصافه وممارساته تجاه الآخر حينما يتعمق في النفوس ومع مرور الزمن قد نصبح جميعا أمام خطر حقيقي يهدد الامن والاستقرار وخلخلة النسيج الاجتماعي ان لم يتم معالجة مسبباته بالطرق الناجحة , فالنار الطائفية حينما يتم ايقادها واشعالها فإنها لاتحرق خصمك المذهبي فقط ! وأن خطأ فرد أو شذوذ فئة معينة لايسوغ تحميل الجميع مسؤوليتها وجرمها ! ان المسألة الطائفية والعلاقة بين الدولة والطائفة والاقليات في مجتمعاتنا لا…
الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢
لم يعد لنظام آل الأسد أية سلطة في سوريا إلا على شبيحته وبقايا بعثه، أعوانه يتساقطون بالساعة الواحدة، والحكيم منهم يسارع، في ساعات النظام الأخيرة، للنجاة بنفسه من نهاية موشكة. يا الله.. كم تتشابه نهايات الفاجرين والمستبدين! إذن النهاية عند الأبواب، فالجيش الحر يحكم قبضته على دمشق، وقد تكون ساعات قبل أن يدير عملياته من داخل القصر الجمهوري أو مبنى الاستخبارات العسكرية. والأهم من ذلك أن الشعب السوري قد قال كلمته وأصدر قراره بزوال نظام آل الأسد إلى الأبد. كتبناها كثيراً ونعيدها كثيراً: «من أمنه شعبه أمن شعبه». لم تعد عقلية القمع قادرة على حكم الناس وإهانتها وإذلالها، وتلك واحدة من مشكلات الأنظمة القمعية في عالمنا. فما لم تكسب الأنظمة الحاكمة قلوب وعقول شعوبها فلن تقوم لها قائمة. أمن النظام في أمن شعبه، وقوة أي نظام في قوة داخله، وقوة الداخل لا تأتي بالترهيب وبالقوة ولكنها أولاً بالقناعة والتفاهم. النظام القوي هو الذي يهب شعبه وقت المحن للدفاع عنه، وهو…
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
في ذلك اليوم المشؤوم في نهاية الثمانينات طردني أبي من المنزل للمرة الأولى في حياتي (اعتدت على ذلك في ما بعد)، لم يكن السبب إلا أنني قمت بإزالة صورة جدي الكبير الخالية من الألوان ببشته وعقاله السداسي من الصالة ووضعت بدلاً منها صورة للأسطورة دييغو مارادونا وهو يقبل كأس العالم وهذه الأخيرة كانت ملونة بالطبع، وعلى إحدى زواياها شعار لشركة جبنة شهيرة. بالطبع الأمر لم يكن له علاقة بأن شيبتنا كان «ألعب» من مارادونا، ولكن كاريزما هذه الشخصية التي كانت ولازالت وستبقى مثيرة للجدل، كانت طاغية جداً، خصوصاً مع قصصها المملوءة بالإثارة والتي ترفض أن تنتهي! وكان الأمر مزعجاً للكثيرين.. ولايزال. مارادونا لم يكن قدوة جيدة إطلاقاً ولكنه كان رمزاً لكسر المألوف أيضاً، فمن مشاغباته في الملعب وإفساده نهائي كأس ملك إسبانيا، إلى سلوكه الغريب مروراً بحادثة إدمانه على المخدرات واستخدامه المنشطات، والمحبة من طرف واحد بينه وبين الإعلام، إذ إنه أطلق عليهم النار حين كانوا يتابعونه، إلى علاقاته الغريبة…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
توطئة تبريرية قال لي صديقي: أكثرت علينا من المقالات عن فوز «الإخوان المسلمين» في مصر! أجبته: «الإخوان المسلمون» فازوا في غير مصر أيضاً فلم أكتب عنهم. إذاً فأنا أكثرت في الكتابة عن فوز مصر، البلد الكبير الذي لا تستكثر عليه الكتابة مهما كثرت. *** سأبدأ مقالي هذا بنكتة متداولة، ويقال بأنها واقعية! تزوج رجل مسن بفتاة صغيرة، زوجة ثانية على زوجته الأولى، أم عياله. وانغمس العريس الجديد في شهر عسل طالت مدته عن الشهر والشهرين والثلاثة، فجاءه أولاده الكبار يذكّرونه بالعدل الشرعي في تخصيص يوم لزوجته الأولى (أمهم) ويوم لزوجته الأخرى وهكذا. فنظر إليهم الأب شزراً وقال: يا ظلمة ... تريدون العدل؟! أنا أمضيت مع أمكم خمسين سنة ... كلها لها، والعدل الآن أن أمضي خمسين سنة مماثلة كلها مع هذه الزوجة الجديدة، ثم بعد انقضاء الخمسين سأبدأ بالعدل اليومي ... يوم هنا ويوم هناك! أسوق هذه النكتة «الرجالية»، التي لن تضحك منها زوجتي، الأولى والأخيرة (!)، ولا القارئات الكريمات،…