الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢
عام الانتخابات، شخصية أوباما، كوابيس العراق، موقف الروس، وفوبيا الجهاديين.. كلها أسباب قد تفسر التلكؤ الطويل في الموقف الأميركي تجاه دعم التغيير الشعبي في سوريا. آلاف السوريين يحملون السلاح ويقاتلون ببسالة في معركة مدهشة، بأسلحة بسيطة. ورغم أنهم يقاتلون منذ عام، فإنهم لم يتمكنوا بعد من إسقاط النظام، ولا حتى الاستيلاء على مدينة رئيسية واحدة. السبب أنها ثورة شعبية حقيقية لكنها يتيمة، تقارع واحدا من أعتى الأنظمة القمعية في العالم. بعيدا عن دمشق يحارب الرئيس الأميركي على جبهة الانتخابات الرئاسية التي لم يتبق عليها سوى تسعة أسابيع، ويملك فرصة لإعادة انتخابه. لذا لن يجرؤ على التورط في أي عمل خارجي كلما اقترب يوم الانتخاب خشية أن يكون ذلك سببا في هزيمته وخسارة حزبه. ثم إن هناك شخصية أوباما، حيث يبدو للجميع أنه يريد أن يميز نفسه ورئاسته بأنه ليس سلفه جورج بوش، وأنه ضد التدخل العسكري، وهو الذي سحب قواته من العراق ويعمل على الخروج من أفغانستان، ولا يريد أن…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢
منذ بدء تمييزه للأشياء يرتقي الإنسان بذائقته الجمالية، ويجانس بينها وبين ما حوله برؤية فلسفية فطرية، لتعم ذائقته على كل متعلقات معيشته اليومية أو محيطه الأسري والمهني. ويكون رأيه منذ طفولته بقبول هذا الشيء – أيا كان - ورفض ذاك تعبيرا عن إحساس بالجمال في المأكل والملبس والمشاهدة واللعب وغيرها. حين يكبر الإنسان تتطور رؤيته الفلسفية أكثر، فيمارس إسقاطات ذائقته الجمالية على ما يتلقى من أمور إبداعية، ومنها الشعر الذي التصق بالذهنية العربية كفن إبداعي راق منذ تكوين اللغة. وحينها تكونت الذائقة الشعرية للمجموعات والأفراد، واستمرت تتطور مع اختلاف معطيات الزمان والمكان، لكنها ظلت مخلصة للشعر المموسق، إلى أن وصلنا إلى زمن النثر في العصر الحديث، فانقسمت الذائقة الجمعية بين من بقي على إخلاصه للمتعارف عليه، وبين من انحاز إلى الصورة على حساب الموسيقى في الشكل الجديد. وبكل الأحوال فالذائقة الجمالية لم تغادر العربي بل تكيّفت مع المتغيرات وتباينت من شخص إلى آخر، حتى لدى الشخص الواحد تختلف الذائقة في…
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢
وأخيراً قالها الرئيس المصري محمد مرسي: على بشار أن يرحل! وأهمية الإعلان صراحة عن الموقف الرسمي لمصر من بشار الأسد ليست فقط في أهمية الدور المصري المنتظر تجاه قضايا المنطقة، ولكن أيضاً لأن ثمة شيئاً من الغموض في موقف إخوان مصر تجاه ما يحدث في سوريا. كنا توقعناهم أقوى من يناصر ثورة السوريين لأسباب كثيرة، ما بين الإنساني والسياسي. فالتوقعات تشير إلى احتمال أن يكون لإخوان سوريا دور مؤثر في المشهد السياسي السوري المقبل. المهم أن تتوقف المذابح المخيفة في سوريا، وأن يرحل الطاغية. وأغلب المؤشرات تشير إلى قرب رحيله. فما يحققه الجيش الحر على الأرض يعدّ انتصارات ستكون أكبر العوامل المؤثرة في المشهد. فالأمريكان، كعادتهم، ينتظرون «وضوح الرؤية» على الأرض قبل الاصطفاف مع من غلب. والروس حينما يدركون أن الجيش الحر قد صار قاب قوسين أو أدنى من النصر سيبيعون بشار بأبخس الأثمان، وكذلك الصينيون. أما إيران وأتباعها في المنطقة فسيبدأون في «مناحة» جديدة ومشروعات جديدة للعبث من داخل سوريا وفي…
سعيد الوهابييدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
الأربعاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٢
عام 1970 نشر مهاتير محمد كتابا عنوانه “معضلة الملايو”، والملايو هم غالبية الشعب الماليزي مع أقلية من الهنود والصينيين، مختصر الكتاب أنه وصف الملايو بالكسل والغرور، لذلك هم متخلفون، وماليزيا متخلفة، بعد ثلاثين سنة لم تعد ماليزيا متخلفة، لأنه حدد المشكلة من البداية: عقلية غثاء السيل. في مدينة بوسطن الأمريكية منطقتان متجاورتان، الأولى تدعى روكسبيري وسكانها مسلمون، وفيها المركز الحضاري الإسلامي، والثانية بروكلين وفيها معبد سيناء اليهودي ومكتبة إسرائيل وسكانها بالطبع من اليهود والفرق واضح بين المنطقتين، أعلى معدل للجريمة وأفقر مكان للعيش في روكسبيري، وبالمقابل بروكلين الإيجارات مرتفعة والمكان مزدهر ونظيف، اليهود لا يتفوقون على المسلمين فقط في أمريكا، بل يتفوقون على الجميع بالمعيشة والصحة والتعليم، ففي دراسة نشرت عام 2008 على عينة وُجد أن اليهود في أمريكا أعلى دخل بنسبة %51 مقابل %19 للبقية، وهم أطول عمراً بنسبة %51 مقابل %41، وأعلى تعليماً بنسبة %59 مقابل %27 لبقية الأمريكيين، السؤال هنا لماذا؟ هنا تأتي عقلية الأقلية، فالأسرة اليهودية…
الأربعاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٢
أخبرني أحدهم أن مساعده، من سيريلانكا، لا يتجاوز راتبه خمسة آلاف ريال. قال إن مساعده استطاع بناء بيت العمر من تحويلاته لبلاده. راتب صاحبنا خمسة أضعاف راتب مساعده. ومع ذلك مازال يقيم في منزل بالإيجار. يولد المرء منا ويموت وعيناه معلقة على الحلم الكبير: البيت! كم أغتاظ من شركة سعودية أرباحها السنوية، وربع السنوية، بمئات الملايين. ثم لا تراعي الفوارق في أنماط الحياة بين موظفها السعودي والآخر الأجنبي. فما تشتريه بألف في بعض البلدان الآسيوية قد تشتريه بعشرة آلاف في المملكة. لكنه خطأ أن ننتظر القطاع الخاص أن يبادر بنفسه بزيادة رواتب موظفيه السعوديين. فما لم تكن ثمة قوانين تنظم عملية الأجور في شركات القطاع الخاص فسيبقى هذا القطاع يبحث عن العمالة الرخيصة. وسيتمادى في رفع رواتب أهل “العيون الزرق”. وبين هذا وذاك ضاع الشاب السعودي الذي يحمل همّ امتلاك البيت منذ الولادة حتى الممات! فكرة “المسؤولية الاجتماعية” لدى القطاع الخاص ليست فكرة نبيلة تتبناها الشركات الخاصة من طوع ذاتها،…
الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٢
• كلما ولدت قصّة سيجلس على قارعة إحدى طرقاتها شيخٌ أحدب، اسمه "ما لا يقال".. نعم، في كل قصة سيسحب هذا الـ "ما لا يقال" جذعاً على هيئة كرسي، ثم يشرع في الهمهمة بلا توقف، بينما الناس في كل قصةٍ يمرّون من جواره، وينظرون إليه بتعجبٍ وشفقة، وربما توشوش اثنان ما بينهما؛ "يا لهذا الكهل المجنون"، أما أقل القليلين في سائر القصص، فهم أؤلئك الذين ينصتون إليه، ويفكرون في الجحيم التي تلوّت فيها عظامه حتى انتهى به المطاف إلى هذا الجذع، وتلك القارعة.. وكيف صار هذا الكهل شبحاً شاحباً من قصّةٍ إلى قصّة! • همهم "ما لا يُقال" مرةً، وفي قصةٍ معتادة، وهو جالسٌ على هيئة ملامة فقال؛ إنني مزعوجٌ من تفاقم المحتالين لهذا الحد! إنهم مهما عرفوا كيف تتشكل المصائر، فإنهم لا يشيرون لأحدٍ ناحية الأمام، بل يترامون التائهين فيما بينهم ليشغلوهم عن الحقيقة، وليغرقوهم في وديانٍ مشجّرةٍ بالوهم الذي يلبس العباءات التي تعبق بالدهون والأطياب، العباءات نفسها!. •…
الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٢
ينطوي عنوان هذه المقالة على موضوع واسع، وقابل لأن يتشعب إلى مسائل وإشكاليات كثيرة ومتداخلة منها ما يتعلق بالدين والعقيدة، وبالتاريخ والسياسة والاجتماع. ومنها قبل ذلك وبعده ما يتعلق بمسألة المنهج، المعنية بالعلاقة بين الشريعة والأمة من ناحية، وبين سيادة الأمة وتطبيق الشريعة من ناحية أخرى، واختلاف شكل هذه العلاقة وطبيعتها تبعاً للمرحلة التاريخية التي تتشكل في إطارها. وأخيراً دلالة كل من تطبيق الشريعة وسيادة الأمة في إطار هذه العلاقة من مرحلة تاريخية لأخرى. وحتى لا يتشعب بنا الموضوع سيكون هذا الجانب المنهجي هو محور مقالة هذا الأسبوع. السؤال الأساس الذي يفرض نفسه مباشرة: ما الذي يميز مفهوم الشريعة عن مفهوم الأمة؟ يأتي في مقدم ذلك، أن الشريعة في معناها الأصلي معطى إلهي، في حين أن الأمة معطى بشري. كيف ينبغي أن تكون العلاقة بين الاثنين؟ ما الذي يحصل للنصوص الشرعية، التي في أصلها إلهية المصدر، عندما تصبح في أيدي البشر، وتخضع لآليات بشرية مثل الإدراك، والذاكرة، والتفسير، والهوى، والمصلحة؟…
الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٢
يظنها البعض نقيصة إن تغيّرالمرء. و يظنها البعض ميّزة إن لم يتغيّرالمرء. و من منا لا يتغيّر؟ والأهم، من قال إن التغيير في الفكر و التوجّه والموقف نقطة ضعف تحسب على المرء؟ في مجالسنا، تسمع من يصف شخصاً بأنه “رجل لم يتغيّر منذ عقود”! و كم مرة تأتيني رسالة يتساءل صاحبها: لماذا تغيّرت؟ و حينما يسافر بعضنا و يعيش تجارب مختلفة في الاغتراب لا بد أن يتغيّر. و من لا يتغيّر، في معارفه و تفكيره و علاقاته و نظرته لنفسه و للحياة، فإنما جسد يتحرك عبر السنوات بلا نمو و لا تطور. والحجر، وهو الحجر، لو نقلته من بيئة لبيئة مختلفة لتأثر بمناخات المكان الجديد ثم تغيّر. و الذين يظنون أن الناس لا تتغير، مع الوقت، أنصحهم بالبحث عن صورهم القديمة ثم يتأملون في المرآة! الثابت في القناعات يكون – غالباً – في المسائل المقدسة. لكن المفاهيم والآراء و العلاقات و المصالح هي متحولة وفقاً للتجارب والظروف. فما كنت تراه خطأً…
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٢
الجدل الذي طرحه مسلسل عمر قبل عرضه ليس أهم من الجدل الذي أحدثه، فمعارضوه لم يكن في أيديهم غير اعتراض واحد هشّ، يقول بعدم جواز تمثيل الصحابة، وقد أفادتنا هذه المعارضة بأن كشفت لنا أن شيخاً جليلاً مثل الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمه الله- قد أجاز تمثيل الصحابة، وأكد إثر مشاهدته مسرحية طلابية في معسكر شبابي على أن تمثيل قصصهم ومآثرهم أقوى من كل المواعظ والخطب. لكن، ما الجديد الذي جاء به «مسلسل عمر» وما كنا نعرفه؟ الدكتور وليد سيف (كاتب العمل)، الذي غاص في التراث الإسلامي، لم يكن جديده قصصاً لا نعرفها، فكل ما شاهدناه درسناه في كتب الحديث والفقه والتاريخ الإسلامي، وسمعناه في الإذاعة وقرأناه في الكتب، لكن قدرة وليد سيف تجلت في خلق حوار درامي يكاد من لذته أن يعادل قطعة من مسرح شكسبيري، وقد تألقت لغته وحواراته ورسمه للشخصيات، حتى أصبحت متعة سمعية وفكرية تَمَكَّنَ المخرج حاتم علي من تحويلها متعة بصرية تضاهي متعة العرض السينمائي.…
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٢
مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران احتفالية تهم الحكومة الإيرانية، التي تعتقد أنها في حاجة إلى ترميم صورتها أمام العالم، وبالدرجة الأهم أمام المواطن الإيراني الذي شهد ثلاث سنوات شوهت سمعة الرئيس والمرشد والقوى السياسية بشكل لم يحدث لهم مثله منذ قيام الثورة في عام 1979. الشائع أن أحمدي نجاد فاز رئاسيا بالتزوير، وكشف النظام عن وحشية في معاملته لأتباعه الذين تظاهروا سلميا مع فريق من النظام مثل موسوي. ولاحقا، شاهد الإيرانيون نظامهم متورطا في دعم النظام السوري الذي ملأت الشاشات جرائمه ومجازره، والآن مشروعه النووي صار يقاسم المواطن العادي ثمن خبزه ووقود سيارته وهو الذي لن يستفيد منه في نهاية المطاف. لمؤتمر دول عدم الانحياز نافذة مهمة، مع أن المنظمة ذاتها لم تعد ذات قيمة منذ عقود، إنما هي فرصة لطمأنة المواطن القلق من الحصار وتصريحات الحرب والضرب من إسرائيل والغرب. والمواطن الإيراني بلغ مرحلة من النضج، والملل أيضا، بحيث لم يعد فعلا يبالي كثيرا بالقضايا التي يرفعها النظام…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٢
تحدثت الأسبوع الماضي عن متعلقات الحاكمة الهندية البيجوم نواب إسكندر والمناضل الأمريكي مايكل إكس، ومذكراتها عن الحج التي عرضت في معرض الحج قلب الإسلام، الذي أقيم بنجاح باهر في المتحف البريطاني قبل أشهر عدة. كانت هناك مذكرات أو يوميات أخرى في المعرض، لشابة بريطانية من أصل هندي، صاغت مشاعرها لحظة بلحظة في رحلة الحج الكفيلة بهز المسلم وإعادة تركيبه من جديد، شاركت تلك الشابة في برنامج تلفزيوني سجل رحلتها، ولكن هي الأخرى سجلتها في دفتر صغير بعبارات جميلة. يجب أن نفعل ذلك، في الحج أو العمرة، هناك من سجل انطباعه الأول لحظة رأى الكعبة الشريفة لأول مرة، ابحث عنهم في جوجل، نحن الآن نودّع شهر رمضان، وبين رمضان والكعبة علاقة، كثيرون يفطرون بينما يرقبون الكعبة والحرم في تلفزيونهم، سعداء الحظ من يعتمرون في رمضان، وأول العمرة الطواف، تتقدم نحو صحن الحرم، تمضي وسط الحشود من حولك، لا ترى غير ظهورهم وتسمع تسبيحهم، لو جلت بعينيك لا ترى غير الأعمدة، في…
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٢
فكرة الاستقالة من الوظيفة عند البعض منا مرتبطة غالباً بمشكلة. فما أن يستقيل مسؤول، صغيراً كان أو كبيراً، حتى يبدأ من حوله في السؤال: لماذا استقال؟ فالموظف -وفقاً لثقافتنا- لا يستقيل. فهو إما يُرفع لدرجة أعلى أو يقاعد (بناء على طلبة) أو يفصل. أما أن يبحث عن فرصة أخرى أو يكتشف أنه في المكان الخطأ أو يصيبه الملل ثم يستقيل فهذا أقرب للمستحيل. وما أن يستقيل أحدنا بحثاً عن فرصة أفضل أو لخوض تجربة جديدة حتى تدور حوله الأسئلة: كم سرق؟ هل طُرد من الوظيفة لأن «المعزب» غاضب منه؟ هل يُهيأ لمنصب أعلى؟ الوظيفة عند بعضنا -ناهيك عن المناصب الكبرى- مثل سجن لا تخرج منه إلا للمقبرة، بعد عمر طويل. وبعضهم تصل ثروته لعشرات الملايين، بالحق أو بالباطل، وهو متشبث بالوظيفة حتى آخر رمق! ولكن ماذا عن الإنسان الذي يتوق دوماً للتجديد والتغيير؟ أعرف صديقاً يحدد مدة وظيفته الجديدة بأربع سنوات على أكثر تقدير، لا يخاف المغامرة، مقتنع أن قدرته على…