آراء

ناصر الظاهري
ناصر الظاهري
كاتب إماراتي

أشياء لا تجعلنا في حالنا

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠٢٣

هناك في الحياة أشياء لا تؤذي أحداً، لكنها لا تجعلنا في حالنا، ولو لم تكن في تفاصيل أيامنا لنقص منها شيء جميل غائب، مثل وردة حمراء لا تبالي إلا بتلك الرقصة الدائمة مع نسمة الريح، وهي تتمايل طرباً، تنادي الأرواح، وتسرق الضحكة من القلب، حجر صافٍ مستلق تحت الماء، ولا يرتوي، كل يومه وغايته نشيد الماء، آلة موسيقية يشجيها ما يشجيها، فتنزل دمعها لترطب النفوس، وتنزع شجنها، آه.. لو تركوا تلك الأشياء تتحدث، لقد وددت دوماً لو أني تحدثت على انفراد مع تلك الأشياء التي لا تؤذي، خاصة بعض الآلات الموسيقية، ما أجمل تلك الرغبة الطفولية الدفينة، ثمة حوار بعضه طويل، وبعضه جميل، وبعضه الآخر سابح في عمق أشياء الحياة، لا يمكن أن أرى آلة موسيقية في الشارع تناديني، ولا أتوقف محباً لا مجبراً، لا يمكنني إلا أن أتعاطف مع أولئك العازفين البائسين، ساكني أرصفة المدن، وعلى حواف طرقات جسورها، منهم بنصف موهبة، لكن الفقر يدقّ عظمه، بعضهم ضائع مع…

فالج لا تعالج

السبت ٢١ يناير ٢٠٢٣

خاص لـ هات بوست: "وفد أممي يزور أفغانستان للبحث في حقوق النساء". هذا خبر نشرته إحدى الصحف، ربما يكون محط اهتمام النساء الأفغانيات اللاتي يبحثن عن ضوء في ظلام أيامهن، لكنه بالنسبة للقارىء المحايد مثلي لا يعني شيئاً، لا لأن التجارب تعلمنا ألا نعول على الوفود الأممية، إنما لأن الموضوع كما نقول في اللهجة الشامية "فالج لا تعالج". فالمسألة في جوهرها تتعدى قوانين طالبان ومن لف لفها، كما أن مشكلة النساء الإيرانيات تتعدى موضوع الحجاب، فقد تتغير الظروف وتتغير القوانين، لكن الأساس يبقى قائماً، يستطيع من يريد أن يستلهم منه ما يريد تحت راية "الإسلام"، ولنا في "داعش" مثال، لن أقول خير مثال، لأن في أمثالها لا يوجد خير، فهي لم تفعل إلا أن فتحت أمهات الكتب "الإسلامية" وطبقت ما جاء فيها، رغم كل الأصوات التي تعالت وما زالت على أنها مأجورة ولا تمثل الإسلام ولا تمت له بصلة، وطالبان أيضاً كذلك، منعت النساء من التعلم والعمل، وحرمتهن الخروج من…

تضامن واسع وتقدير رفيع

الخميس ١٩ يناير ٢٠٢٣

الاصطفاف الدولي والتضامن العالمي مع الإمارات في ذكرى مرور عام على الهجوم الإرهابي الآثم الذي شنته الميليشيات الحوثية من اليمن واستهدفت به منشآت مدنية في الدولة، يؤكد في المقام الأول الرفض الدولي للإرهاب وأدواته أينما كانوا، ويحض على تعاون قوى الخير في العالم على التصدي للإرهاب والإرهابيين والفكر المتطرف وتجفيف منابعه التي تمثل خطراً وجودياً يهدد البشرية. الموقف التضامني العالمي مع الإمارات يحمل أيضاً كل معاني التقدير والاعتزاز لنهج دولة استطاعت خلال عقود خمسة أن تقدم للعالم تجربة تنموية ملهمة انطلاقاً من رؤية تنتصر للقيم العظيمة للإنسانية من نشر للخير والتعاون والانفتاح والحوار والتسامح والأخوة الإنسانية، وقدمت ولا تزال المساعدات التنموية والإنسانية لمختلف دول وشعوب العالم من دون تمييز للون أو عرق أو معتقد، تأسيساً على نهج وإرث خالد للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وبعد مرور عام على ذلك الهجوم الإرهابي، تمضي إمارات الخير والمحبة في مسارها ونهجها الثابت في تعزيز رخاء وازدهار مواطنيها، قوية…

منى بوسمره
منى بوسمره
رئيسة تحرير صحيفة الإمارات اليوم

لقاء أخوي مطلوب

الخميس ١٩ يناير ٢٠٢٣

ما من شك في أن المنطقة العربية تعيش فوق صفيح ساخن، إذ إنها محاصرة بالمشكلات السياسية، والتوترات المتصاعدة، والأزمات الاقتصادية المستفحلة، والأخطار الداهمة من قبل أطراف إقليمية تحاول استغلال حالة الفراغ التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات عدة. ونتيجة لهذا الوضع المتأزم، لم تالُ دولة الإمارات جهداً في سبيل حل الخلافات والنزاعات، ومحاولة إزالة أسبابها من جذورها، واضعة التضامن العربي كهدف أسمى أمام أعينها، ورفعة ورفاهية المنطقة مبتغاها، وهذا هو دور قيادتها منذ نشأتها، إذ ظلت دوماً نقطة التقاء للعرب جميعاً، وداعمة لكل الجهود الخيّرة التي تلبي طموحات الأمة. وتبنت الإمارات على الدوام مبدأ الوحدة، وهو إرث راسخ بناه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورسّخ أسسه، ونهج يؤكد أن الدولة لا تبحث عن دور قيادي في قضايا المنطقة، وإنما لمشاركة أخواتها الدول العربية في وضع تصورات لحل المشكلات، وتخفيف الأزمات التي تعيشها المنطقة. وضمن سياق هذه السياسة الحكيمة، استضاف رئيس الدولة، حفظه الله، لقاءً…

ما خاب من استشار ولكن

الأربعاء ١٨ يناير ٢٠٢٣

حكمة ربما مرت علينا جميعاً، البعض يأخذها على محمل الجد وينفذها، والبعض الآخر لا يفعل ذلك، وسواء استشرنا أم لم نستشر، فهناك آداب لطلب المشورة أو النصح، كما أن هناك أداباً لإعطاء المشورة والنصح، والذي قد يكون مجاناً أو بمقابل، حيث ينطبق المفهوم على الأفراد والشركات والحكومات أيضاً، فنحن الأفراد بحاجة لناصح أمين يرشدنا للطريق الصحيح، ولاتخاذ القرارات المناسبة مُنتهجاً فكرة واحدة وهي مصلحتنا، ومسترشداً أيضاً بمنظومة القيم والعرف، وقبل ذلك توجيهات المولى عز وجل، فقد تكون لنا مصلحة مادية في موضوع ما، ولكن هذه المصلحة تأتي من طريق مشبوه، وبالتالي لابد للناصح أو المستشار أن يتحرى الدقة في كل نصائحه وتوجيهاته. تكون المشورة على مستوى فردي غير رسمي، كأن نسترشد برأي الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى أو الوالدين أو الأصدقاء، أو تكون بصورة رسمية وبمقابل، عندما نلجأ لمحامٍ أو طبيب أو مرشد نفسي، على أن يكون مرشداً حقيقياً مدرباً ومؤهلاً وليس شخصاً حضر دورة تدريبية ثلاثة أيام وأصبح «لايف…

الاستدامة في المنظور الإماراتي

الأربعاء ١٨ يناير ٢٠٢٣

نحن من يصنع الحدث اليوم، وعنوانه «أسبوع أبوظبي للاستدامة».. تلك الفعاليات الأهم والأبرز لقطاع الطاقة النظيفة والمتجددة وتحديات المناخ في العالم، والتي تحمل رسالتنا، حكايتنا، قصتنا، طموحاتنا، ونهجنا الاقتصادي الذي منحنا جدارة مستحقة. أهمية خاصة، تكتسبها الفعاليات، كونها أول حدث دولي رئيس في مجال الاستدامة يقام بعد «كوب 27»، وتمثل جسراً يفضي نحو «كوب 28» الذي سينعقد أيضاً في بلادنا هذا العام في اعتراف عالمي جديد بنجاح نموذجنا التنموي الأكثر إلهاماً، خاصة فيما يتعلق بأجندة الاستدامة. لم يكن لمثل هذه الفعاليات أن يكتب لها النجاح لولا الخطوات الجريئة والرؤى الطموحة التي تبنتها قيادتنا الرشيدة والتي وضعت العمل المناخي في صلب استراتيجيتنا الوطنية للنمو والتنويع الاقتصادي، خاصة مع استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» منذ عام 2009، فضلاً عن تنفيذ العديد من المشاريع المتميزة بقطاع الطاقة النظيفة في الداخل والخارج، إضافة لإعلان مبادرة الحياد المناخي. يضاف إلى ذلك كله، إطلاق برامج ومشروعات متخصصة لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، في الوقت الذي…

أولويات حكومة دولة الإمارات في 2023

الإثنين ١٦ يناير ٢٠٢٣

لا شك أن دولة الإمارات قد رسمت لنفسها خطاً واضحاً تسير فيه باتجاه مستقبل أفضل لها إقليمياً وعالمياً. فقد ركزت الدولة منذ تأسيسها على رفاهية الإنسان وإيجاد كل السبل الكفيلة بخلق مجتمع يعيش فيه الجميع بسلام وأمان وحرية مع الحفاظ على كل الثوابت التي آمنت بها على مدى تاريخها. في العام 2022 كانت الإمارات من أفضل خمس دول عالمية في 339 مؤشراً تنموياً، كما حافظت الإمارات على قضية أساسية وهي الهوية الوطنية والثقافية التي تميزها عن غيرها. ففي العصر الذي نعيش فيه، تسعى الكثير من المجتمعات للحفاظ على هويتها الثقافية والوطنية لأنها أهم ما يميزها عن غيرها في ترسيخ أصالتها. وعلى الرغم من الجهود المبذولة للحفاظ على الهوية الوطنية إلا أن عوامل التحديث في بعض الأحيان قد تترك تأثيراً كبيراً على الهوية الخاصة بكل أمة، لذلك، تبذل الإمارات جهوداً جبارة لترسيخ هويتها الوطنية، خصوصاً بين جيل الشباب عبر تجيير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وحملات التوعية لترسيخ هوية وطنية تعتز بها…

وجوه تغيب عنها الابتسامة

الأحد ١٥ يناير ٢٠٢٣

يستيقظ طفلك صباحاً بعد محاولات عصيبة، وفي عينيه صور لوجوه أصدقاء سهر معهم ساعات طوالاً، مع اللعب بالأجهزة الإلكترونية الساحرة، تحاول أنت المبتلى بزمن غير زمنك أن ترسم الابتسامة على وجه الشقي، المعني، ولكن دون جدوى، لأن صغيرك كبر فجأة وهو في سن الطفولة، ومعه كبرت همومه، وتجاوزت حد عمره، حيث الطفولة المنشودة توارت خلف ركام من رماد الأيام، وحيث الفرحة بدت مثل وردة ذابلة على وجنتي هذا الصغير- الكبير، وأحياناً تعتقد أنه أكبر منك سناً، وأنه تجاوز الثمانين من العمر، وتحاول أن تجد الوسيلة، وتعثر على الحيلة، التي تمكنك من التواصل مع هذا الكائن المريب، الغريب العجيب، والذي لا يستجيب لكل محاولاتك، بل ويخضع لفكرة تدور في رأسه، وهي أن ينتهي الدوام المدرسي بسرعة فائقة، ليعود إلى ممارسة وظيفته الرسمية، وهي متابعة شؤون وشجون الأصدقاء على الشاشة الخرافية. وعندما تقف خلف هذا المنهمك في مهنة ضياع الزمن، وانفلات العمر مثل مياه عذبة تتسرب من أنبوب ماء عطب. تشعر أنك…

عائشة سلطان
عائشة سلطان
مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان

ماذا لو لم نتصارع؟

الأحد ١٥ يناير ٢٠٢٣

تساءل أحد الكتاب على صفحته في تويتر: (ماذا لو مزقنا كل الصفحات الدموية السوداء من تاريخ العالم، وركزنا على الصفحات السعيدة المشرقة.. هل سيساهم ذلك في التخفيف من مشاعر الكراهية والعداء التاريخي بين الأمم؟). إنه سؤال البحث عن مخرج من مأزق الإنسان الأكبر، السؤال الذي طرح وبمقدار ملايين المرات وسيطرح دائماً، وهو دليل على أمرين، الأول: وعي الإنسان الثابت بأن الكراهية صفحة سوداء في تاريخه لم تؤسس لغير الدمار، وثانياً: الإيمان بأن السلام والخير هما الحل والمخرج رغم صعوبته. فهل تمزيق الصفحات السوداء لتاريخ العداء والكراهية والحروب.. الخ، من الذاكرة الإنسانية حل منطقي ممكن التطبيق؟ هل يمكن للإنسانية اليوم أن تمحو جزءاً ضخماً من تاريخها المدون والشفاهي والمتوارث والمحفوظ في الكتب والمخطوطات والمتاحف والأعمال الدرامية واللوحات الخالدة والأساطير؟ على سبيل المثال: هل يمكن لسكان أمريكا الأصليين وسكان أستراليا أن ينسوا ما فعله الرجل الأبيض وهو يستولي على أراضيهم؟ علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والحضارات والسياسة يجزمون بأن التاريخ تأسس على منطق الغالب…

منصور بن زايد

الخميس ١٢ يناير ٢٠٢٣

مضامين كثيرة يحملُها «وشاح محمّد بن راشد آل مكتوم» الّذي حصل عليه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أحد أبرز قاماتنا الوطنية العالية، وصاحب الجهود المتواصلة والإنجازات المتتالية في خدمة الإمارات وقيادتها وأهلها. لعل أبرز هذه المضامين هو أنّ خدمة البلاد شرف وفخر يتصدّى له الشرفاء والمخلصون، بالعزيمة والإيثار والتواضع والتحدي والإنجاز، وهي صفات غرسها الشيخ زايد في عياله على امتداد الإمارات، وباتت اليوم عنواناً عميق الدلالة لدولة حديثة لا تتوقف عجلة البناء فيها، ولا تغيب عن قوائم النجاح والتفرد. إنّ قراءة سريعة لجهود سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان تعلّمنا كيف يُعرف الرجال بمواقفهم، بطموحهم، بهمّتهم، بعزمهم.. تعلّمنا كيف يمنح القائد فريق عمله كثيراً من الطاقة الإيجابية لتحدي الأرقام وصناعة الواقع المحفز لمزيد من الإنجازات. أقول ذلك، وأنا أستدعي -على سبيل المثال- مشهداً يصعب على الذاكرة نسيانه، حيث «قصاصة الورق الشهيرة» التي دوّن عليها سموه بخطّ يده، ذات خلوة وزارية قبل عدة سنوات، عبارته الشهيرة «إطلاق سفينة…

شكراً منصور بن زايد

الخميس ١٢ يناير ٢٠٢٣

بحضور قائد المسيرة المباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كرم فارس المبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في احتفالية خاصة، أحد الأعمدة الكبيرة لهذا الوطن الغالي، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة الذي وصفه الفارس بأنه «عضيد لرئيس الدولة.. وعضيد لنائب رئيس الدولة في الحكومة الاتحادية.. وعضيد وسند لإخوانه المواطنين». ما أن انتشر خبر التكريم الرفيع، حتى أطلق أبناء الإمارات وسم «شكراً منصور بن زايد» تعبيراً عما تكنه القلوب لفارس من فرسان تميز وأداء الإمارات، ومسؤول من طراز فريد ورفيع، نهل من معين الحكمة وحب البذل والإخلاص للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وسمٌ عبّر عما يجيش في الصدور من حب كبير وتقدير لسموه من إخوانه المواطنين الذين لمسوا حضوره الدائم، وتفاعله الفوري مع كل ما يهم راحتهم…

خليجنا في البصرة

الإثنين ٠٩ يناير ٢٠٢٣

تسعدنا دورات كأس الخليج، نفرح بها، ونتابعها حتى وإن كنا غير مهتمين بكرة القدم، تناقلنا هذه المشاعر من جيل إلى جيل، أحببنا أسماء لمعت، وتشاركنا في بيوتنا المناقشات، رجالاً ونساء وأطفالاً، متعتنا تختلف عن تلك المتع التي نعايشها ونحن نشاهد كأس العالم أو بطولة الأندية الأوروبية أو كأس أوروبا أو كأس آسيا، رغم أن منتخباتنا الخليجية تشارك في البطولة الأخيرة، ولكن طعمها لا يشبه طعم كأس الخليج العربي. هناك في كأس العالم أو الكأس الأوروبية عمالقة كبار ليس لهم مثيل، مبدعون، ويتصدرون أخبار العالم، هناك الفن الكروي، ومع ذلك لا يقارنون بدورتنا الإقليمية التي لم يعترف بها «الفيفا» حتى الآن، هنا شيء آخر، هنا الحب والعشق والهوية والانتماء، هنا يشعر كل واحد منا بأن قلبه هو الذي يلعب، وروحه هي التي تحلق مع الكرة، هنا تاريخ يتوارثه الابن عن أبيه، هنا الاعتراف الحقيقي، ومن لا يصدق ينظر إلى زخم القنوات الرياضية في الدول المشاركة بالبطولة المقامة الآن بالبصرة، مدينة العراق…