آراء

ثقافة «الكسل» في بيوتنا!

الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢

قبل أن يظن أحدكم أنني -لا قدر الله- أنطلق من نظرة فوقية أو أنني أزعم المثالية، دعوني أقر أولاً أنني ممن أعنيهم في هذا المقال. نحن -من الآخر- مجتمعات كسولة، ونعيش عالة على العمالة المنزلية الرخيصة. بعض بيوتنا -في الخليج- يعيش فيها من الحشم والخدم أكثر من موظفي قصر من قصور أثرياء أوروبا أو أمريكا. عرفت عائلات غربية ثرية تخجل من أن توظف خدماً في منازلها ليس فقط لأن أنظمة العمل هناك صارمة ولكن أيضاً لأن ثقافة تلك المجتمعات تستهجن اعتماد الأسرة على الغير إلا في حالات استثنائية. في بعض بيوتنا، في الخليج، يزيد عدد الخدم والسائقين ومربيات الأطفال على عدد أفراد الأسرة. تمشي السيدة أحياناً حاملة ثلاثة هواتف نقالة وخلفها خادمة تحمل حقيبتها وثانية تفتح لها الباب. وبعضنا يستعرض على ضيوفه بعدد “الخدم” و”الخادمات” في منزله. لست هنا ضد توظيف عمالة منزلية لكنني أتمنى لو نتعلم -وأنا أولكم- كيف نقنن اعتمادنا على العمالة المنزلية. إلى متى وأبناؤنا ينشأون على…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

بـ”الدراما”.. ترقيع سوري لصورة إيران

الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢

لم يتوقف التضامن بين سورية وإيران على الجانب السياسي بالإضافة لما يقال عن الجانب العسكري، بل تعدى الأمر ذلك إلى الجانب الفني، من خلال تعاون البلدين في برنامج المسابقات "أنتم والدراما" الذي سيعرض في رمضان المقبل، وتتولى التحكيم فيه لجنة سورية من أعضائها الفنانين عبد الرحمن أبو القاسم ونادين خوري، ومظهر الحكيم، ويخرج البرنامج السوري عناد شيخاني، ويقدمه يامن الحجلي. تلك الحالة تبدو كأنها جزء من ردّ النظام السوري للجميل الإيراني، بإبراز أعمالهم الدرامية للمشاهد الإيراني على قناة "آي فيلم" الإيرانية، وكذلك المشاهد السوري.. أما المشاهد العربي فلديه ما هو أهم من الاحتفاء السوري بالدراما الإيرانية، وفي فضائه قنوات أكثر جذبا ومتعة من قناة "آي فيلم". فالزمن الحالي ليس لإيران فيه حصة على المستوى العربي رغم تطور أفلامهم السينمائية وقد ينطبق ذلك على أعمالهم الدرامية، إلا أن استفزازاتهم المستمرة للعرب في موضوع الجزر الإماراتية المحتلة، واصطفافهم إلى جانب النظام ضد الشعب السوري وتصريحات مسؤوليهم بما يخص البحرين وغيرها من مسائل…

كلٌّ يبحث عما ينقصه!

الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢

قال مواطن من بلاد الخليج لصديقه الفرنسي: كم أنتم محظوظون بهذه الأمطار والغيوم والمساحات الخضراء. رد عليه الفرنسي: أنتم المحظوظون بالشمس والصحراء والطقس الحار. مرة قابلت في دبي رجلا ألمانيا وزوجته، وكان الجو في دبي غائماً كأن الأرض تتهيأ لرشة مطر. قلت لهما: عسى أن تكونا مستمتعين بهذا الجو الجميل. ردت السيدة سريعاً: لا! جئنا من أجل الشمس ولم نرها حتى الآن. ضحكت وقلت: انتظري ساعات قليلة وستعود الشمس في أنصع إطلالتها! أهل البرد يتوقون للدفء. وأهل الدفء يبحثون عن البرد. يروى أن نابليون سأل قائداً عسكرياً روسياً: لماذا تحاربون؟ فرد عليه الروسي: من أجل العزة والكرامة. فعلق نابليون ساخراً: كل يبحث عما ينقصه! وبعيداً عن سخرية نابليون، هي حقيقة أن الكل يبحث عما ينقصه. فالفقير يبحث عن المال. والغني يبحث عن مزيد من المال. وكلاهما يبحث عن السعادة. مشيت يوماً مع رجل أعمال ممن أنعم الله عليه بنجاحات كبيرة في استثماراته وتجارته. لكنه لا يتحرك إلا وفي جيبه أنواع…

عبدالسلام الوايل
عبدالسلام الوايل
كاتب و أكاديمي سعودي

السياحة والحرية بين الباحة وإسطنبول

السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢

مع اعتدال درجات الحرارة وسعي الشمس نحو الأفق الغربي، تتدفق العائلات السعودية إلى منطقة المسجد الأزرق بوسط إسطنبول. إنها المنطقة التاريخية من المدينة، إنها مركز القسطنطينية أولا والآستانة لاحقا. في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة يوجد مسجد أيا صوفيا، الذي كان مركز المسيحية لقرون ثم المسجد لاحقا وعلى طرفه الشرقي يقع قصر توب كابي الذي حكم منه سلاطين بني عثمان معظم العالم الإسلامي لمئات السنين. وفي الجهة الشمالية من الساحة ينتصب مسجد السلطان أحمد بقبابه الهائلة ومآذنه النحيفة، كما هو طابع العمارة العثمانية. في أسفل الجنوب الشرق من المسجد يمتد أراستا بازار التاريخي الذي يأتي على شكل ممر طويل تتقابل على جانبيه المحلات التي تبرز وجه تركيا/ الخلافة: ملابس السلاطين وأزياء الجواري وسجاجيد القصور الغابرة ومخطوطات علماء الإسلام ورسوم فنانيه. كل إلتفاتة في هذا السوق تجعل ناظريك يقعان على علامة من الماضي الإمبراطوري لهذه البلاد. في نهاية السوق وبشكل مفاجئ، يبزغ مطعم أراستا الذي ينثر كراسيه وطاولته في الهواء الطلق…

تجار «الشنطة الوطنية»!

السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢

«الوطني» عند البعض هو من يبصم، على طول الطريق، على كل قرار رسمي سواء صدر من مكتب معالي الوزير أو من مكتب مدير فرع وزارة الصحة. الوطني هنا هو من يمدح كل قرار ويطبل لكل تصريح. إنه ذلك الذي يؤمن بفكرة «النصيحة بالسر» ومهما تكن الأخطاء فنحن «أفضل من غيرنا». إنه ذلك الذي يرى في «خصوصيتنا» شماعة لكل خطأ وتبريراً لكل قصور. «الوطني» عند هذا البعض هو من لا يجرؤ ويشير إلى مواطن الخلل أو إلى ما قد يقود للكوارث. إنه ذلك «المطيع»، «المسالم»، الذي «لا يهش ولا ينش» ولا يرى في المستقبل سوى الخير الكثير حتى إن أحاطت بالوطن المخاطر من كل صوب. وفي المقابل هناك «بعض» آخر يرى في «الوطني» نقيضا شاملا. فالوطني عنده هو المتشائم على طول الطريق وهو الحاد السليط في نقده لكل موقف أو قرار. بل عنده خيانة أن تكون على علاقة محترمة مع أي مسؤول وربما يعدك في دائرة «البطانة الفاسدة» إن قبلت دعوة…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

دين ودنيا… بين الرياض والقاهرة

السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢

باستقبالها الحافل للرئيس محمد مرسي الأربعاء الماضي، وجّهت المملكة 3 رسائل صريحة وواضحة، لمصر ورئيسها الجديد والقوى السياسية فيها، وهي «لا مشكلة عندنا مع الثورة، ولا مع الإخوان، وتجاوزنا مثلكم مرحلة مبارك»، وبالتالي لنا أن نتخيل المستقبل بين البلدين كورقة بيضاء كبيرة على ملف كبير «بعجره وبجره» اسمه «العلاقات السعودية المصرية». الرسالة نفسها موجهة أيضاً للداخل السعودي بتياره الليبرالي الذي انشغل بالتخويف من صعود «الإخوان المسلمين»، وتياره الديني الذي يرى في «الإخوان» منافساً له، لنضع ما سبق خلفنا ولنمضي معاً نحو آفاق واسعة لا حدود لها في العلاقة بين البلدين في زمن متغيّر. يعرف البلدان فائدة الشراكة بينهما واحتمالاتها، ثمة تجارب لذلك، ولكن الزمن العربي القديم أحبط جلها، ذلك أنه كان مليئاً بالشخصنة والتقلبات السياسية والفساد والمصالح الخاصة. الروح الجديدة السائدة في العالم العربي والقائمة على الانتخاب والشفافية والمحاسبة تعطي تفاؤلاً بأن إحباطات الماضي لن تتكرر. لنتخيل السعودية ومصر تحييان «الهيئة العربية للتصنيع» وفق تلك الفكرة الرومانسية التي انطلقت بها…

المبتعث والعمالة للغرب!

الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٢

في إحدى دورات الحوار الوطني، شاركت في دورة حملت عنوان «نحن والآخر». وكنا نبحث في آليات التواصل والحوار مع الآخر. كانت مداخلتي الأولى سؤالاً عن كيفية الحوار مع الآخر في زمن يتهم فيه من يسعى لفتح قنوات حوار إيجابي مع الآخر بالعمالة للخارج. تريدون منا أن نتواصل مع الآخر وحينما نفعل نُتهم بأننا عملاء لأمريكا وللغرب؟! واليوم، ونحن بأمس الحاجة لمتخصصين يفهمون في الشؤون الدولية، عن دراية ومعرفة، كيف نحمي خبراءنا في الشأن الإيراني -مثلاً- من التهم التي توزع على قارعة الطريق كأن نتهمهم بالعمالة لإيران وخيانة الأوطان؟ ماذا عمن يجيد اللغة العبرية -وكم نحن مقصرون ومتأخرون في فهم ما يجري في الداخل الإسرائيلي- كيف نحميه من الجهلة (من أصحاب النفوذ) ممن سيسارع لقذفه بالعمالة لإسرائيل والدليل أنه يقرأ صحفهم ويتكلم لغتهم ويفهم تاريخهم؟ الجهل مصيبة. لكنه كارثة حينما يعشش في مؤسسات رسمية حيوية. وأنا أتلقى رسائل كثيرة من طلابنا في الخارج -ومن أمريكا بشكل أخص- يسألني أصحابها عن أفضل…

عبد الله قاسم
عبد الله قاسم
عبدالله قاسم معيد بكلية الاتصال في جامعة الشارقة, خريج إعلام إلكتروني من كلية الاتصال بجامعة الشارقة , الأول على الدفعة , شارك في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية وتأهل للمرحلة النهائية عن فيلم "عن شبعا يحكون" , تم اختياره كمتحدث في منتدى الإعلام العربي بدورته العاشرة في دبي , رئيس الجمعية الإعلامية بكلية الاتصال بجامعة الشارقة 2010 - 2011 , له كتابات ومقالات منشورة.

قهر الرجال

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢

سمعت هذه القصة، وربما سمعها بعضكم، وكانت قد روت أحداثها بطلتها عندما اتصلت بأحد البرامج الفضائية، وسألت الشيخ إن كان لها توبة؟ تحكي السيدة أنها ذات يوم غضبت من زوجها، وصرخت فيه تطالبه بتطليقها، وارتفع صوتها وهي تقول له: طلقني إن كنت رجلاً !.. تقول المرأة أن زوجها لم يرد .. اكتفى بوضع ذقنه على يده متكئاً عليها ناظراً في صمت .. وهي تزداد صراخاً وغضباً مكررة كلامها السابق، والزوج على حاله صامتاً ينظر لها دون رد .. حتى طال صمته .. عندها اقتربت منه وقد انتابتها الهواجس وسألته لم لا يجيب، إلا أنه بقي على حاله .. ثم اقتربت منه أكثر، لتعرف حينها فقط أنه مات .. أو بالأحرى، أنها قتلته ! قبل نحو 600 سنة وأكثر، كان القائد العثماني "بيازيد يلدرم" في أوج انتصاراته العسكرية، تلك التي قالوا أن من كان يمر بعدها على ساحة القتال كان يظن أنه لم يبق أحد من المعسكر الآخر لكثرة المقتولين، ومن…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

حرفنا الذي يحتفي به الأتراك

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢

لم يكن ثمة خيار من قضاء الإجازة بعيدا عن وطن مضطرب لا أمان فيه لعائلة صغيرة لم يتمكن أفرادها من رؤية أهلهم هناك بسبب "كرسي" يتشبث به من يصر على عدم القبول بإرادة الشعب وحتمية التغيير. وعلى العكس من ذلك، وبكل ديموقراطية اجتمعت الأسرة ووضعت خيارات السفر إلى أن استقر التصويت على زيارة إسطنبول وما حولها مثل "يلوا" و"بورصة". وهناك رأيت في قصور السلاطين العثمانيين كثيرا من "الكراسي" التي صنعت تاريخ دولتهم، وباتوا اليوم يستفيدون منها ومن الآثار الأخرى في السياحة الثقافية والدينية أيضا. وعلى الرغم من أن تركيا تحولت في الكتابة من الحرف العربي إلى اللاتيني منذ عام 1926 إلا أنها ما زالت تحتضن روائع الخط العربي في متاحفها وقصورها ومبانيها التاريخية. والكتابات الموجودة على المقتنيات في قصر "الباب العالي" وعلى جدران مسجد "آيا صوفيا" الذي كان كنيسة تؤكد اهتمام العثمانيين بالكتابة العربية. ذلك الاهتمام الذي توّجوه بأكبر جائزة عالمية للخط العربي يمنحها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية…

وفاء الرشيد
وفاء الرشيد
كاتبة سعودية

دكتاتورية الشعوب.. بين النمر والشهراني!

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢

المواطن العربي اليوم، بزخم الثورات العربية المحيطة بالمنطقة، بدا متحمساً للترصد والتتبع لدكتاتورية بعض الحكام من حوله! بدا متربصاً لها أكثر من أي شيء آخر، فهناك كم من الحديث السياسي والعراك التحزبي، وكم من التحليل الاستراتيجي والغلط المعلوماتي ممتد على قهاوي أرصفة العالم العربي، من شرقنا إلى غربنا.. فالغفير والنقيب يحلل اليوم! والكل اليوم يفتي بالسياسة! مما خلق موجة من الوعي والفهم، وأحياناً التخبط، بحقوق المواطن البسيط التي بالكاد لم يكن بالأمس يعي القليل منها. إلا أنني أجد أن كل هذا الاكتساب الثقافي والتطور التحليلي الجلي، الذي عاشه وما زال يعيشه الجمهور العربي في الثمانية عشر شهراً الأخيرة، لم يغيرا من حال هذه الجماهير العربية بين بعضها، فتجد أن هذه الجماهير نفسها التي تترصد للحاكم كل زلاته، هي نفسها التي لا تملك حصانة فكرية أو نفسية ضد دكتاتورية الأفراد عليها! فتجدها تحولت إلى جماهير ترتزق بسب حاكم كل يوم فقط لأنه الحاكم! متنكرة لجمهور يحركها بفكر خبيث من بعيد؟ تسب…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

«خصوصية» هذا البلد تكمن في «عموميته»!

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢

لم يكن مفاجأة لي الإعلان عن أن أول زيارة رسمية للرئيس المصري الجديد ستكون إلى المملكة العربية السعودية، نهاية هذا الأسبوع. ربما كان الإعلان عن الزيارة مفاجأة للمصابين بقصر النظر، الذين لا يدركون حقاً حجم المملكة وحجم مصر، ليس الحجم الجيوسياسي فقط، بل الحجم العقلاني الذي يحكم سياسة العلاقة بين البلدين الكبيرين منذ عقود. الضيف هو رئيس دولة مصر العظيمة، وليس مجرد عضو حزبي .. أيّاً كان حزبه! والمضيف هو ملك المملكة العربية السعودية، بلد الحرمين الشريفين والمسلمين جميعاً. تُسارع السعودية بدعوة الرئيس (الإخواني) لتثبت، مجدداً لا جديداً، أن «خصوصية» هذا البلد هي في «عموميته»، لجميع المسلمين .. السلفي والإخواني والصوفي والليبرالي والسني والشيعي، شئنا أو أبينا، أحببنا هذا أو كرهنا ذاك. هذا هو العقد التوافقي، الديني/ الاجتماعي، الذي لأجله وبه استحققنا شرف رعاية الحرمين الشريفين. يتحسس البعض من الوصف بالعمومية ويعدّه من التمييع للخصوصية الفاضلة. رغم أن ميزة الإسلام عن سائر الأديان والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عن…

كوفي عنان من إيران!

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢

أمر يدعو للدهشة أن يصر كوفي عنان، ومن إيران، أن إيران هي «المفتاح الذهبي» لوقف المجازر في سوريا. ولم يقل لنا عنان لماذا إيران تحديداً. هل لأن عناصر إيرانية موجودة على الأرض السورية، دعماً لنظام الأسد، تقتل وتعذب كل ضابط أو عسكري يرفض أوامر قتل المدنيين من المعارضة؟ أم لأن حزب الله، برعاية إيرانية، شريك في جرائم الأسد وبالتالي يكون الحل في طهران؟ موقف كوفي عنان الغامض يعيدنا إلى أسئلة وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس، عن غياب عنان المشبوه عن المؤتمر وهو من صميم مسؤولياته. ولعل الشيخ عبدالله بن زايد لم يسأل أسئلته تلك، بألم وإلحاح، لولا الإحباط -وربما الشكوك في دور عنان أو تواطئه. آلة الموت الأسدية تواصل زحفها على المدن والأرياف السورية. والمئة قتيل، وأكثر، يومياً أصبح خبراً يومياً مألوفاً لم يعد يستفز الضمير العالمي. وبشار الأسد يواصل -بكل وقاحة عناده وتحديه للمجتمع الدولي مراهناً فقط على الحل الأمني لقمع…