السبت ٢٣ يوليو ٢٠٢٢
هذه هي الثيمة في الحكاية الإماراتية، وهذه هي الشيمة في السجايا التي تربى عليها أبناء الإمارات، لذلك وهم يجوبون العالم كسائحين أو طلاب علم أو رجال أعمال، فهم يحملون سمعة الإمارات في ضمائرهم، ويمسكون بتلابيب الالتزام الأخلاقي أينما حلوا، وأينما رحلوا لأنهم تعلموا هذه القيم من ثقافة بلد قامت، وتأسست على مبادئ لا تفرط بالثوابت، ولا تتساهل مع الأخطاء التي تشوه الصورة، وتسوف المعنى، وتسف في نسيج العلاقة مع الآخر، كل هذه الحزم من القيم جعلت من الإمارات أيقونة سحرية، تجذب القلوب، وتلهب العقول، وتجعل من حب الآخر لها مرسوماً فطرياً لا يقبل أنصاف الحلول، ولا يتواءم مع أشباه المشاعر. هنا في هذا البلد نجد اليوم حب الآخر منبثقاً من الحميمية التي يكتسبها في تعامله مع أبناء الوطن الذين صاروا في نظر الآخر القصيدة الملحمية، والتي منها يستلهم الزائر والمقيم شكل الحياة الزاهية، ورونق معطياتها، ومهارة عطائها. اليوم الإنسان الإماراتي موجود في كل أرجاء العالم، مستكشفاً التضاريس، والتفاصيل، وفي جيبه…
السبت ٢٣ يوليو ٢٠٢٢
القيمُ النبيلة مفهومٌ راقٍ عظيم، يعرفه من خَبر ديننا الإسلامي العظيم الذي جعل القيم إحدى ركائزه الأساسية، وهي القيم التي بُعث النبي، عليه الصلاة والسلام، لإتمامها فيتحلى بها البشر، كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق»، فأفاد أن إخوانه من الأنبياء والمرسلين أرسلوا بهذه القيم، فما من أمَّة تتخلى عن شيءٍ من تلك القيم، حتى يبعث الله لها رسولاً ليعيدها إلى القيم المُثلى التي يحبها الله تعالى ويريدها من عباده، وكان مسك الختام لعُصبة الأنبياء سيدنا محمد بن عبدالله، عليه وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه، فبُعث ليتمم مكارمها، وكأنها كانت قد أوشكت على التمام فكانت بعثته لَبِنة ختام المكارم الخُلُقية، فختم على تلك القيم بخاتم إِلَهي لا يقبل التبديل والتغيير، حتى وصفه الله تعالى بأنه «على خلق عظيم»، وهو وصفٌ لدينه، كما ورد. وكان جوهر تلك القيم احترام الفطرة الإنسانية التي هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، وأنه لا تبديل لخلق الله، الفطرة…
فاطمة المزروعيكاتبة إماراتية ، لها عدة إصدارات في القصة والرواية والشعر والمسرح وقصص الطفل ،رواية كمائن العتمة ، دار الفارابي 2012 ، زاوية حادة 2009
الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢
في الحياة بعض المهام والأشغال من الطبيعي أن نتوقف عن ممارستها بعد مضي فترة من الزمن، فنتركها لمن يأتي من خلفنا ويكملها، ولكنْ هناك مهام وأعمال لصيقة بنا، ولا يمكن تجاهلها، ويجب دوماً ممارستها والعمل وفقها دون تردد، لأننا في المحصلة النهائية سنستفيد منها، ومن هذه المهام القراءة والسعي نحو المعرفة، وهو ما يعني التعلم الدائم. هذه المهمة لا تتوقف عند سن محددة، ولا عند مرحلة دراسية. يقول رائد صناعة السيارات الأمريكي هنري فورد: أي شخص يتوقف عن التعلم هو عجوز، سواء كان في العشرين أو الثمانين. أدرك أن الناس يختلفون في أهدافهم وتطلعاتهم، ولكن رغم كل هذه الاختلافات تبقى القراءة هي العنصر والحاجة التي تجمع الجميع دون استثناء، بمعنى أن القراءة مهمة لكل من يتطلع أن يكون له مكان في المجتمع المعرفي، وفي أي مجتمع ينشد التطور والتقدم، فالقراءة قوة شخصية وحياتية لكل من يتوجه نحوها. ومن يقرأ فستجده يتمتع بخبرات تتجاوز مرحلتهم العمرية كثيراً، وفي أحيان تتجاوز حتى…
الخميس ٢١ يوليو ٢٠٢٢
من واقع العمل اليومي والمتابعة يلمس المرء حالة «الغياب» والانفصال عن الواقع الذي تعيشه بعض أقسام «الاتصال المؤسسي» والتي من باب إضفاء هالة على عملها تضيف كلمة «الاستراتيجية» لمسمياتها، ولا تكتفي بذلك بل وتستعين بشركات للعلاقات العامة لتزيد من الفجوة القائمة بينها وبين الجمهور الذي تستهدفه وسائل الإعلام التي تحرص على التواصل معها لنقل المعلومة الصحيحة والموثوقة للرأي العام. للأسف بعض تلك الأقسام تتجاهل حقيقة الواقع الذي فرضه دخول منصات ومواقع التواصل الاجتماعي على المشهد العام، حيث يجري تداول المعلومات والمقاطع بالصوت والصورة من دون انتظار لموافقات أو تصريحات، بحيث وضعت المؤسسات في موقف الملاحق والمتابع لما يجري بدلاً من أن تأخذ هذه المؤسسات السبق وتكون المبادرة في نشر المعلومات والأخبار المتعلقة بها. بعض أقسام «الاتصال المؤسسي» في دوائرنا نشيطة للغاية وأجادت في توظيف منصات وحسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بها بطريقة مبتكرة واحترافية، وتحرص على إطلاع المتابعين والرأي العام بأي مستجدات أولاً بأول، ولكن العتب على المؤسسات الأخرى التي لا…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
اتجهت أنظار العالم خلال الفترة الماضية نحو دول الخليج العربي، وذلك لاحتضان المملكة العربية السعودية قمة جدة للأمن والتنمية، التي حضرها الرئيس الأميركي جو بايدن، وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، وكلٌ من مصر والأردن والعراق، والحقيقة يجب أن تُقال: إن الأنظار اتجهت نحو دولنا قبل الزيارة بأشهر، خصوصاً مع ارتفاع أسعار البترول عالمياً، وترقب عالمي لنتائج زيارة الرئيس الأميركي، ومحاولته زيادة إنتاج البترول في دولنا، ولكن محاولته لم تنجح لكون دولنا ملتزمة بعقود والتزامات «أوبيك» و«أوبيك بلس»، وبعد كل ما أثير حول الزيارة ونتائج البيان الختامي، فمن هو يا ترى الرابح الأكبر؟! بوجهة نظري أن دولنا الخليجية هي الرابح الأكبر في هذه المحاولة السياسية الأميركية، فقد صرّحت المملكة العربية السعودية بأنه لا توجد أي خطة لزيادة إنتاج النفط، وهذا ما صرحت به الإمارات من قبل، فنحن في هذا الملف نعمل مع شركاء دوليين ومنتجين عالميين، لدينا اتفاقيات معهم وملتزمون بمبدأ العرض والطلب والحاجة العالمية للنفط، وهذا الأمر ليس مرهوناً بأي…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
مرّ وقت طويل على غياب صديقتها المقربة لذا فقدت أمل اللقاء بها مجدداً لأنها لم تكن تجيب على المكالمات الهاتفية، وفي أحد الأيام أصرت على إحياء هذه العلاقة من جديد، لذا أرسلت لها باقة ورد لتتفقد حالها وتطمئن عليها، وفي اليوم التالي حدث ما خالف جميع توقعاتها حين شاهدتها في حديقة منزلها على غير العادة والغضب قد اعتراها وهي تقول باستياء: لا أحب الورد وأرفضه وعلى الأخص منك. يعيش الشخص حالة من التعاسة والتسول العاطفي حين يسلم مفاتيحه الداخلية إلى الخارج، لأنه يمتلك نظرة محدودة لذاته فيرفع سقف توقعاته من الآخرين وينهار عند عدم تلبيتهم احتياجاته، أحياناً لا يدرك بعض الأشخاص أهمية الاكتفاء الذاتي إلا بعد مواجهة الكثير من الصراعات والتجارب المخيبة للآمال التي لم تأت بلا شك من فراغ بل من عدم التحرر من سجن الاحتياج للآخرين. الاكتفاء الذاتي يوفر صلابة نفسية قوية، لذا تسعد بوجود الأشياء الجميلة والإيجابية في حياتك، إلا أنك لا تنهار حين ينهال عليك فيض…
الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠٢٢
ولجت لجة الحضور، فوجدت الاحتفاء بمستوى القامة، وشعرت بأن في فرنسا تبدو العلاقة كأنها العناقيد منضدة بمشاعر الحب والاعتزاز بقامة رجل له في قلوب العالم مساحة خضراء بهية نابضة بدقات ساعة الحلم الإنساني. هكذا شمخ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو يتوسط مستقبليه، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والذي علت الابتسامة محياه، معبراً عن دفء التواصل والعلاقات الحميمة بين رجلين لهما الصوت والصيت في منصات العمل السياسي العالمي، ولهما الأثر الطيب في صناعة السلام والأمن الإنساني الذي تنشده شعوب العالم وتتمناه وتنتظر منه المزيد لكي ترقى الحضارة. وتزدهر على يدي زعيمين خرجا من مدرسة واحدة، وهي ثقافة وحدة الوجود، ورؤية الاندماج مع الطبيعة بكل ما تحمله من جمال، ورونق، ومهارة في تشكيل لوحة الكون. هكذا أصبحت الإمارات في ضمير قيادتها الرشيدة، وهكذا تلاقت مع محبي الحياة وعشاق الجمال في كل منازل الوجود، إيماناً من القيادة بأن العالم كساه الكثير من الغبار، واعتراه السعار،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
يستعد أبناؤنا هذه الأيام للتسجيل في الجامعات وهم بصدد قرارات مصيرية في حياتهم وحياة المحيطين بهم، ولكن أجد أن نسبة بسيطة جداً من الطلاب يعرفون ماذا يريدون على وجه الدقة والأغلبية العظمى في حيرة كبيرة وإن لم يكونوا في مدارس خاصة فيها مرشدون أكاديمون نجد الأبناء يتخبطون بين رغبات الأهل ونصائح الأصدقاء، وبالطبع كل ينصح من منظوره الشخصي وليس من منظور سوق العمل واحتياجات المستقبل، بعض الأهالي يحاولون المساعدة بالإرشاد والتوجيه، وبعض الأهالي يصرّون على أن يدرس أبناؤهم تخصصاً معيناً. فما التخصصات الأفضل لأبنائنا، خصوصاً في حال لم يكن الأبناء قد قرروا بأنفسهم ما يرغبون فيه؟ بحكم خبرتي في هذا المجال، أقترح أن يحاول الأبناء معرفة أي الموضوعات تستحوذ على اهتمامهم، وما الأمور التي يجدون فيها متعة لمعرفة المزيد، وما الموضوعات التي تثير فضولهم أكثر، ولا يجدون صعوبة في تعلمها، من ناحية أخرى يجب النظر للمستقبل ومدى القابلية للحصول على وظيفة في هذا المجال أو إنشاء عمل خاص، أو كلاهما،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
تؤدي دولة الإمارات منذ نشأتها دوراً رئيسياً في التنمية والأمن في المنطقة والعالم؛ إذ إن القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حرص على تمكين الدولة أمنياً، وحماية مكتسباتها، وعمل على دعم الاستقرار، والمحافظة على حماية الوطن وحدوده، وترسيخ الجسور الإنسانية، لإعانة الجار والصديق؛ بهدف نشر السلام والازدهار في العالم. وقد قال المؤسس، طيب الله ثراه، في إحدى المناسبات: «إننا نسعى إلى السلام، ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق»، وقد وضع، طيب الله ثراه، الأسس والاستراتيجيات التي من شأنها وضع دولة الإمارات في مكانة مرموقة عالمياً، واليوم يكمل هذه المسيرة القائد الفذ صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي وضع شعبه فوق كل الأولويات، وحمل على عاتقه حفظ واستقرار المنطقة العربية والإسلامية، من خلال ما قدمه من مبادرات سياسية سلمية، ومبادرات إنسانية تعم العالم، لمد يد العون للمحتاجين في كل مكان. فالمسيرة الذاتية لصاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
- قلما تختزل العواصم بلدانها، وحدها باريس يمكن أن تفعل ذلك، وتزيد، كل العواصم تتجمل، وحدها باريس بجمالها، هي دوماً متجددة، وتكبر معك، مرة يمكنك أن تراها في هيئة صبية بـ«جينز وتي شيرت أبيض»، ومرة ترتدي ثوب امرأة جليلة تتزين بـ«تايور من شانيل»، ومرة تشبه الصديقة الجميلة الثائرة، كزميلة عزيزة على «تشي غيفارا»، ومرات تجدها لا تشبه إلا حالك وحالها.. باريس علمتني الفرح بالأشياء صغيرها وكبيرها بلا ضجر، فالجمال في التفاصيل، طابور طويل لحضور فيلم أو «كونشيرتو»، مطعم صغير بمقاعد خشبية فيه لذة الدنيا، مقهى على الرصيف، «كشك» كتب قديمة ورخيصة، التسكع على غير هدى، تلتقط عيناك الجمال في كل مكان، وفي كل الأشياء. - ولم أدرك أنني يوماً ما سأكون من مستلطفي الكلاب، حتى تجاورت مع عجوز فرنسية في إحدى عمارات باريس، في البداية كان كلبها غير ودود تجاهي، وكأنه يعرف عدم استلطافي له، بعدها بأشهر من السكنى كان يشعر بي، وأنا أمشي على أطرافي من المصعد إلى الباب،…
الثلاثاء ١٩ يوليو ٢٠٢٢
خاص لـ هات بوست: في نقاش بسيط، سألتني ما هو الإسلام بنظرك؟ قلت سأجيبك وفق التنزيل الحكيم، كتاب الله الذي نزل على رسوله محمد (ص) فيه الإسلام هو الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح. قالت: لا أنت مخطئة، الإسلام هو النطق بالشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، وكل من لا يعترف بهذه الأركان مصيره جهنم وبئس المصير. قلت: الله جل وعلا هو القائل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة 62). لا يمكن أن يخلق الله هذا الكون بعظمته ويسخر لنا الأرض وما عليها ثم يرمي بأربع أخماس الناس في جهنم وهو الرحمن الرحيم. قالت: هذه الآية منسوخة وفق ما تدرسونه في مناهجكم. قلت: كتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والله تعالى لا يمكن أن يضع فيه ما ينقض بعضه بعضاً، والآيات التي نسخت…
الإثنين ١٨ يوليو ٢٠٢٢
منذ فجر ثورتها في 1789، حيث حطمت تلك الثورة فجاجة سجن الباستيل، ليطل الشعب الفرنسي على حريته عن قرب، وليمسك بزمام تطلعاته من دون أصفاد، وأغلال، كما أن الإمارات التي بنت رؤيتها في التسامح منذ التأسيس، وعلى يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهي تتلمس تلك الخطا وتسير القيادة الرشيدة على الأثر الطيب، إيماناً وثقة بأن الحياة كالنهر، والتسامح مجراه، فإن أعقب المجرى كبوة أو علة، شاخت الموجة النهرية وتعطلت مساراتها، وجفت خطواتها. هكذا تبدو الحياة وهي مفعمة بتسامح أهلها، وتصالحهم مع أنفسهم أولاً، ومن ثم مع الآخر، الأمر الذي يجعل من العلاقة سهلة طيعة، سلسة، مرنة لا يعوقها عائق، ولا تشوبها شائبة، لذلك نرى اليوم العلاقة بين البلدين الإمارات وفرنسا، متنامية مثل أغصان الشجرة الجذلى بما ترتوي منه من مبادئ وقيم وثوابت لا تجليها عواقب الزمن ولا تقلبات الأحداث، التي تنشأ هنا وهناك في أرجاء العالم. علاقة البلدين راسخة مثل نهر السين، ممتدة…